الخرطوم 20 فبراير 2020 – أصيب عدد من المتظاهرين بالعاصمة الخرطوم، الخميس، جراء استخدام قوات الشرطة عبوات الغاز المسيل للدموع كما عمدت لقمع مفرط في القوة مستعينة بالهراوات. وخرج الآلاف بالعاصمة الخرطوم، في موكب للمطالبة بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وإزالة عناصر النظام السابق من صفوفها، وتفكيك المليشيات، وبناء جيش وطني قومي، وإعادة كل الضباط المستبعدين من الخدمة العسكرية. وشهد تقاطع شارع القصر مع الجمهورية، وسط الخرطوم عملية كر وفر، بين قوات الشرطة، والمحتجين، على بعد أمتار من القصر الرئاسي، كما أعلنت وكالة "رامتان" بالخرطوم، إصابة مصورها، محمد يونس، ومصادرة كاميرته. وسقطت عبوة غاز على حافلة تقل طالبات وطلاب إحدى المدارس ما ادى لاختناق بعضهم والاضطرار الى اسعافهم للمستشفى، كما تداول ناشطون إصابة شاب بالرصاص الحي ونقله الى مستشفى فضيل. وحمل المتظاهرون الأعلام الوطنية، ورددوا هتافات مناوئة، لرئيس مجلس السيادة، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومؤيدة للضباط الذين أحيلوا مؤخرا إلى التقاعد. كما أغلقت الأجهزة الأمنية، الشوارع المؤدية إلى القيادة العامة للجيش، والقصر الرئاسي، ومجلس الوزراء، للحيلولة دون وصول المتظاهرين، لكن بعض المتظاهرين وضعوا المتاريس لإغلاق بعض الطرق الفرعية. وأيد بيان صادر عن تجمع المهنيين السودانيين، تلقته "سودان تربيون" خروج الموكب الذي حمل عنوان "رد الجميل" وأعلن رفضه لمحاولة استبعاد الضباط، وضباط الصف من القوات المسلحة. وأضاف " من انحاز لثورة شعبه وحماه جدير بالاحتفاء والرقية والتقديم لمواقع القيادة". وتابع البيان "كما نعلن دعم ومشاركة كافة أجسام التجمع في المواكب المليونية التي تطالب بإعادة كل الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تم استبعادهم من الخدمة العسكرية تعسفيا منذ 30 يونيو 1989". ولفت البيان الى ان ذلك يجب تلازمه مع عملية شاقة وشفافة لإصلاح وإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، يتم فيها إزالة تمكين عناصر النظام البائد من مفاصلها وتفكيك كافة المليشيات، وبناء جيش وطني قومي واحد. وأصدر رئيس مجلس السيادة بالسودان، عبد الفتاح البرهان، الثلاثاء الماضي، كشوفات تقاعد وترقيات وسط قوات الجيش. وضمت قوائم التقاعد، ضباط بينهم من سبق أن أعلنوا انحيازهم لثورة ديسمبر 2018، والاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، وأبرزهم الملازم أول محمد صديق إبراهيم، والنقيب سليمان بابكر. واعتصم آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم على مدار شهرين؛ للضغط على المجلس العسكري (المحلول)، لتسريع تسليم السلطة إلى مدنيين عقب الإطاحة بنظام البشير. إلا أن السلطات السودانية فضت الاعتصام، آنذاك، ما أسفر عن مقتل 61 شخصا، بحسب وزارة الصحة، بينما قدرت قوى إعلان الحرية والتغيير عدد القتلى ب 128 شخصا.