أعلنت وزارة الداخلية السودانية، مساء الثلاثاء عن وصول فريق أمن من مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI"، للمساعدة في التحقيقات التي تجريها السلطات حول عملية الاغتيال التي استهدفت رئيس الوزراء السوداني يوم الاثنين. واستهدف مجهولون رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بإطلاق أعيرة نارية وتفجير موكبه بزرع عبوة ناسفة محلية الصنع على الطريق العام. وقالت وزارة الداخلية، في تصريح مقتضب، الثلاثاء: "يصل الخرطوم الأربعاء، وبتنسيق من وزارة الداخلية فريق أمني من 3 خبراء بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)". وأشارت إلى أن الفريق الأمني الأميركي سيشارك في التحقيقات حول محاولة اغتيال رئيس الوزراء، وذلك بعد يوم من قرار لمجلس الأمن والدفاع بالاستعانة بالأصدقاء لكشف المتورطين في العملية الإرهابية الفاشلة. وتعد هذه المرة الثانية التي توفد فيها أميركا فريقا من مكتب التحقيقات ذائع الصيت الى الخرطوم، حيث أرسلت في العام 2008 مندوبي المكتب للمساعدة في التحقيق بجريمة اغتيال الدبلوماسي جون غرانفيل على يد متطرفين سودانيين. ووصف مساعد وزير الخزانة الأميركية لشئون مكافحة الإرهاب، مارشال بيلينغسي، خلال لقاء جمعه بوزير الدفاع السوداني، استهداف رئيس الوزراء ب "العمل الجبان" وأعلن العزم على تقديم الدعم الممكن للسودان في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ومحاربة تجارة وغسيل الأموال. وأضاف " سيتم التعاون بدفع خبراء أمنيين لكشف حقيقة الهجوم ". وقال بيلينغسي، وفقًا لوكالة السودان للأنباء، إن بلاده ستقف إلى جانب الخرطوم للتغلب على المصاعب والتحديات التي تحيط بها، داعيًا المكون المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية إلى التعاون المشترك لتوفير متطلبات الانتقال الديمقراطي، لا سيما المتعلقة بالنهوض بالاقتصاد، الذي يعاني من أزمة حادة تتفاقم يوما عن آخر. بدوره، طالب وزير الدفاع الفريق أول ركن جمال الدين عمر محمد إبراهيم، المسؤول الأميركي بالإسراع في رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب دون تعقيدات، والعمل على رفع مستوى المساعدة والإسهام في معالجة مشاكل الاقتصاد السوداني والأزمات. وقال الوزير إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبر عمل إرهابي، جاءت بسبب "السيولة الأمنية" التي خلقتها مرحلة التحول التي تمر بها البلاد، بعد أن عزل قادة الجيش الرئيس عمر البشير عن الحكم، عقب أشهر من الاحتجاجات الشعبية ضده. وأضاف " العملية الإرهابية يمكن أن تعد نذيرا لضرورة تعزيز الشراكات مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتمويله وعمليات غسيل الأموال".