تظاهر المئات بالعاصمة الخرطوم، الخميس، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، وللمطالبة برحيل الحكومة الانتقالية، برئاسة عبد الله حمدوك. وردد المتظاهرون الذين خرجوا تحت لافتة الحراك الشعبي الموحد "حشد"، (البديل لمسيرات الزحف الأخضر) هتافات مناوئة بحق قوى الحرية والتغيير، رافعين لافتات مكتوب عليها "يسقط تمكين الشلليات"، "يسقط الاستعمار الجديد". وجرى الإعلان في وقت سابق عن هذا التنظيم بوصفه يضم عديد من الكيانات والجمعيات الوطنية والشبابية وأحزاب سياسية وان الشباب تجمعوا فيه لاستكمال الثورة التي يقول رئيس التجمع معمر موسى انها لم تكتمل وجرى اختطافها. ولم تعترض القوات النظامية الموكب المحسوب على مؤيدي النظام السابق برغم قرارات الحكومة التي حظرت التجمعات وتنظيم المواكب في سياق حالة الطوارئ الصحية المفروضة لمنع تشي وباء كورونا. واكتفت قوات من الجيش بتشكيل ساتر منع المحتجين من الوصول الى محيط القيادة العامة للقوات المسلحة بينما كان المتظاهرون يهتفون "يابرهان نريد بيان" في إشارة الى رغبتهم في تولي البرهان السيطرة على الحكم. وطبقا لبيان صادر عن الحراك الموحد "حشد"، تلقته "سودان تربيون"، فإن الأوضاع المعيشية في البلاد بلغت العجز التام، وشلت حركة المواطنين في سعيهم لتدبير احتياجاتهم الأساسية شللا كاملا، بسبب سياسات الحكومة واختلال ميزان الأولويات لديها. وأضاف، "من الجلي أن أولويات حكومة قحت هو تمكين منسوبيها في الوظائف العامة، والانفراد التقرير بشأن البلاد دون أي شرعية ودون مراعاة لمصالح المواطنين، وتطبيق سياسات التحرير الاقتصادي وتعويم الجنيه". وتابع، "نحن في الحراك الشعبي الموحد كان لزاما علينا الانحياز لشعبنا ومطالبه، أن ننحاز للجماهير في الشوارع لقضاياهم العادلة، ونضم صوتنا إلى صوتهم في المطالبة بإسقاط هذه الحكومة الكارثية". وأوضح البيان عزم التنظيم استئناف أنشطته الجماهيرية عبر المواكب والوقفات الاحتجاجية في المركز والولايات حتى تتحقق مطالب الشعب كاملة غير منقوصة في إسقاط حكومة قوى الحرية والتغيير. ويشهد السودان حاليا، أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز، ومحطات الوقود بسبب عدم توفرها. وفي 14 ديسمبر 2019، انطلق أول موكب احتجاجي لمسيرات "الزحف الأخضر" -مؤيدي نظام البشير -بالعاصمة الخرطوم، بعد أن انتشرت دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي لتصحيح مسار الثورة وتحقيق شعاراتها. وتبنت تيارات وأحزاب إسلامية متعددة الدعوات للمشاركة في "الزحف الأخضر"، وتنوعت الأسباب التي أوردتها تلك الأحزاب لقراراتها المشاركة في الفعالية الاحتجاجية. وفي 21 2019، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المحلول)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي. ويأمل السودانيون في أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية اضطرابات يشهدها بلدهم منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الرئيس البشير من الرئاسة تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية.