الخرطوم 30 مايو 2020 – أعلنت قوى سياسية مؤثرة عن وقوفها مع الجيش السوداني، الذي قال الخميس إنه تصدى لغارات مليشيات مسنودة من الجيش الإثيوبي، أسفرت عن مقتل قائد عسكري سوداني وطفلين. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد عامر محمد الحسن، في تصريح سابق، إن الجيش الإثيوبي ظل يكرر الاعتداءات على الأراضي والموارد السودانية. وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها السودان الجيش الإثيوبي بإسناد المليشيات التي ظلت على تعتدى على السودانيين في الحدود بقوة السلاح. وأدى الاشتباك العسكري الذي حدث في منطقة "بركة نورين"، إلى وفاة طفلين وإصابة عشرات المدنيين، إضافة إلى نزوح جميع سكان المنطقة. وقال المتحدث الرسمي باسم الحزب الشيوعي، فتحي الفضل، في بيان، تلقته "سودان تربيون": " إن تكرار العدوان المسلح وقتل الأبرياء والاستيلاء على ممتلكات المواطنين، يدعو لاتخاذ إجراءات مناسبة من الحكومة السودانية الانتقالية لحماية الحدود وسيادة الوطن وأمن واستقرار المواطن السوداني في بلاده، والذي من شأنه أن يجعل الحكومة الإثيوبية تحترم القانون الدولي وميثاق الاتحاد الإفريقي وتوقف العدوان عن بلادنا". وأشار إلى أن الغارة العسكرية الإثيوبية الأخيرة "جاءت بعد محاولات الحكومة الانتقالية التحاور مع الجانب الإثيوبي للوصول إلى حل ثنائي سلمي يحمي ويحترم حدود البلدين. كما أنها تأتي ضمن كسلسلة من الاعتداءات من قبل المليشيات التي استغلت ضعف نظام الرئيس المعزول عمر البشير (1989 – 2019)". وأضاف: "يجب أن تتفهم الحكومة الإثيوبية وقواتها أن التغيير الثورة التي أطاحت بحكم البشير الذي تم في السودان يعني ضمن أشياء أخرى استعادة السيادة الوطنية وحماية الأراضي السودانية". وأكد الحزب الشيوعي على أن "حشد الحكومة الإثيوبية جيشها على الحدود بصدد التصعيد العسكري والاقتتال"، خطوة تصعيدية، لا تعتبر هي الخيار ولا الحل للشعبين السوداني والإثيوبي. بدوره حذر التجمع الاتحادي في بيان السبت من وقوع صدام عسكري بين السودان واثيوبيا. وقال " ثقتنا في قدرة جيشنا على حماية الأرض والعرض لا تحدها حدود كما أن إدراكنا لمعطيات الواقع يدفعنا للدعوة إلى تجنب وقوع أي صدام عسكري تكون عواقبه وخيمة على البلدين". وأشار الى أن تكرار الحوادث على الحدود مع اثيوبيا بات امرا مقلقا، وأضاف " رغم العلاقات الطيبة بين الشعبين السوداني والاثيوبي وحكومتي البلدين الا أن ذلك لا يبرر اي تعد على أي شبر من أرض الوطن". ورأى أن عظم الثمن المدفوع حاليا سببه سياسات النظام البائد وتفريطه في حقوق المواطنين السودانيين وتركهم يواجهون الموت دفاعا عن أرضهم المستباحة. وقال التجمع في بيانه إن الثورة هي المعبر لتحقيق مصلحة شعبنا الذي مل وأنهكته الحرب. وتابع" إن بسط السيادة السودانية على كامل التراب السوداني يعتبر حقا أصيلا يتوجب احترامه من إثيوبيا". وطالب بضرورة الاسراع في تفعيل عمل لجنة ترسيم الحدود التي اتفق الطرفان مسبقا على ان تبدأ أعمالها في اكتوبر المقبل وتنتهي في مارس 2021 حتى يغلق الباب نهائيا على الرياح التي تهب كل مرة بين الشعبين وتهدد تاريخا من حسن الجوار والعلاقات المتميزة بين البلدين. وقال حزب المؤتمر الشعبي المعارض إنه يتابع بقلق تطورات الاعتداءات على الأراضي السودانية. وأعلن "دعمه اللا متناهي للقوات المسلحة" ومساندتها في تأمين الحدود وحماية المزارعين والعمال، ويؤكد على حقهم في جميع الأراضي المنصوص عليها في الاتفاقيات الاقليمية والدولية لترسيم الحدود". وحث الحزب الشعب السوداني بكافة فصائله وتنظيماته وأحزابه لدعم القوات المسلحة مادياً ومعنوياً حماية لحدود السودان كافة وحفاظا على سيادة وهيبة الدولة في كل شبر من أرض الوطن شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً. كما دعا الحكومة الانتقالية للتدخل لضبط الحدود، وتحقيق مصالح السودان الاستراتيجية بعيداً عن المحاور، وعدم جر السودان لحرب لا مصلحة له فيها. انتهاكات متواصلة ل 16 عام وأعلن الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري عن وقوفه مع الجيش السوداني في الدفاع عن العرض والأرض، وقال إن الأراضي السودانية خطا أحمر، مبديًا رفضه التام لأيّ اعتداء أو محاولة من انتقاص هيبة الجيش. ودعا الحزب، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الحكومة الانتقالية باتخاذ قرارات لا تسمح بوقوع أي اعتداءات في المستقبل، ليبقي مواطن المناطق الحدودية آمن. من جهته، شدد حزب المؤتمر السوداني بولاية القضارف على ضرورة وقف تجاوزات وانتهاكات أثيوبيا، ووجوب الالتزام بالحدود الدولية بصورة نهائية وعاجلة تحفظ سيادة السودان والدم السوداني والأراضي السودانية. وأضاف في بيان: "ندعو الجهات المسؤولة في السلطة الانتقالية الي ضرورة العمل على صون تراب الوطن العزيز وعدم التفريط في أي شبر من مساحته، وإلى التدخل الدبلوماسي العاجل مع الجانب الاثيوبي لوقف الاعتداءات ولترسيم الحدود، وتقديم مذكرة للاتحاد الإفريقي بشأن تجاوزات السلطات الإثيوبية وقواتها وميلشياتها المسلحة". واعتبر الحزب في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الاعتداءات الإثيوبية بمثابة الانتهاك السافر لسيادة السودان وتهديدا لأمن المواطنين في المناطق الحدودية. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات كانت تمارس من القوات الإثيوبية على مدى 26 عاما في ظل الحكم السابق، كما ان هناك تدخلات واعتداءات تحدث بداية كل موسم زراعي على طول الشريط الحدودي من منطقة "جبل علاوة" وحتى منطقة "القضيمة" على مسافة 265 كلم سنويا، مما يعد انتهاكاً راتباً واضحاً، من شأنه أن يؤدي الى زعزعة استقرار وأمن القرى والمشاريع الزراعية الواقعة في هذه المنطقة. وبدأ الجيش السوداني في الأشهر الأخيرة الانتشار في المناطق الحدودية وذلك بعد غياب دام سنوات، حيث استغلت المليشيات الإثيوبية هذا الغياب لتتوغل داخل الأراضي السودانية طاردة السكان منها بقوة السلاح.