الخرطوم 29 يونيو 2020 – شدَّد وزير الري السوداني، ياسر عباس، الاثنين، على إمكانية توقيع القاهرةوأديس أباباوالخرطوم على اتفاق يراعي مصالح الجميع بشأن ملء السد الإثيوبي. وقال عباس، في تغريده على تويتر: "ننظر لحكماء قارتنا السمراء لمساعدة الدول الثلاث: إثيوبيا والسودان ومصر في توقيع اتفاق لملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح الجميع، ونحسب أن ذلك ممكنا". ويأتي حديث الوزير، في وقت يتدخل الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن لبحث أزمة إصرار إثيوبيا على ملء سد النهضة في يوليو المقبل، وسط رفض سوداني-مصري للملء بقرار أحادي من دون اتفاق. وأعلنت أديس أبابا، السبت، عزمها بدء ملء سد النهضة في غضون أسبوعين، غداة قمة افتراضية لزعماء إثيوبيا والسودان ومصر، عقدها الاتحاد الإفريقي، الجمعة، للتفاوض بشأن شد النهضة. وجاء الإعلان رغم تأكيد مصري سوداني في بيانين منفصلين الجمعة تأجيل ذلك الملء حتى التوصل إلى اتفاق ملزم. وفي 17 يونيو الجاري، تعثرت مفاوضات ثلاثية فنية بين القاهرةوأديس أباباوالخرطوم، عقب اجتماعات انطلقت على مدار أسبوع، استجابة لمبادرة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، والمعلنة في مايو الماضي. غير أن تلك الاجتماعات التي حضرها مراقبون من الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا (الرئيسة الحالية للاتحاد الإفريقي) والولايات المتحدة، لم تتوصل إلى نتيجة أو اتفاق مشترك حول قواعد ملء وتشغيل السد، وسط اتهامات متبادلة بين مصر وإثيوبيا حول المتسبب في العرقلة. بعدها توجهت كل من مصر والسودان إلى مجلس الأمن، وطلبا التدخل لحل الأزمة. وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرةوأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية. وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، في حين يحصل السودان على 18.5 مليارا. فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.