الخرطوم 8 سبتمبر 2020 – توقعت وزارة الري استمرار الانخفاض التدريجي في مناسيب نهر النيل، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيف حدة الفيضانات التي تجتاح مناطق واسعة من البلاد. وأدت الفيضانات إلى وفاة 103 شخص وإصابة 5 آخرين، إضافة إلى نزوح آلاف السودانيين إلى مناطق قريبة من منازلهم التي غمرتها المياه، علاوة عن انهيار وتدمير أكثر 70 ألف منزل ونفوق أكثر من 5 ألف رأس من الماشية. وقال وزير الري، ، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء: "نتوقع انخفاض تدريجي مستمر في مناسيب نهر النيل بسبب انخفاض المياه الواردة من النهضة الإثيوبية وبحيرتي سنار والرصيرص". وأرجع تمدد مستوى الفيضانات هذه المرة إلى التغول العمراني داخل حرم النيل في الخرطوم مثل تشييد شارع النيل ومباني شاهقة أخرى. وغمرت مياه النيل 5 مناطق كاملة، بعضها داخل الخرطوم مثل التمانيات وود رملي وأم دوم بالخرطوم بحري، إضافة إلى اجتياح بعض الأحياء على شاطئ النيل، بينما نجحت الحواجز التي أقامها متطوعون بالجولات المليئة بالتراب من منع تدفق مزيد من المياه صوب الأحياء. وقال إن عملية تخزين المياه في سد الرصيرص التي بدأت في 25 أغسطس الفائت، أسهمت في تقليل حدة الفيضانات على المناطق الواقعة على نهر النيل الأزرق ونهر النيل مثل سنار والخرطوم، حيث جرى تخزين نحو 600 إلى 650 مليون متر مكعب يوميًا وذلك من أصل 900 مليون متر مكعب واردة إلى النيل من الهضبة الإثيوبية. وأشار إلى أن بدء التخرين في بحيرة سد مروي ابتداء من 10 أغسطس الماضي، أسهم أيضًا في تخفيف منسوب المياه على مناطق شمال السودان، حيث يجرى تخزين 200 مليون متر مكعب يوميًا. ويعيش آلاف السودانيين في مقار نزوح متعددة شمال ووسط وشرق السودان، بجانب الخرطوم، في ظل ظروف إنسانية قاسية نتيجة شح الغذاء والدواء بعد أن فقد أغلبتهم الممتلكات بعد اجتياح المياه لمنازلهم. وقال الدفاع المدني، في بيان، إنه يعمل على معالجة أوضاع مواطني مناطق التمانيات والعليفون وأم دوم وحي البطاحين وهي أحياء تقع في الخرطوم بحري، ومعالجة أوضاع منطقة اللاماب بالخرطوم، بعد انهيار الحواجز التي كانت تقيهم من مياه النيل. وأكد على إنه يعمل أيضًا على معالجة تسرب المياه بجسر جزيرة توتي بمشاركة عناصر الجيش والمتطوعين وأيضًا معالجة المناطق المنخفضة الواقعة على شارع النيل بالخرطوم. الوضع خارج الخرطوم وقال وزير الري إن موجات المياه العالية أدت إلى انهيار الجسور في منطقة طوكر على الرغم صيانتها في وقت قريب، مما أدى إلى غمر مساحة تصل إلى 90 ألف فدان. وأشار إلى أن الأمطار تسببت في زيادة مناسيب الأودية في مناطق بدارفور وكردفان، مما أدى إلى حدوث فيضانات في هذه المناطق، دون أن يتحدث حول تفاصيل إضافية في هذا الشأن. بدوره، قال مدير إدارة الدفاع المدني اللواء شرطة أحمد عمر سعيد، إن التعدي على حرم النيل وضعف بنية المباني وإغلاق منافذ كانت تتوزع فيها المياه وسكن المواطنين داخل الأدوية في المناطق غير النيلية ضاعف من كارثة الفيضان، لكنه أشار إلى أن تدخلات إدارته أسهمت في التخفيف من حدة الكارثة. وكشف عن قرار بترحيل سكان 43 منطقة إلى مواقع أخرى من بينها طوكر، لكنه لم يُنفذ، متوقعًا تكرار مآسي الفيضانات حال تجاهل تنفيذ هذا القرار. وطالب سعيد بسن تشريعات تمنع السكن في مجاري النيل والمناطق المنخفضة.