أعلنت الحكومة السودانية توفير الأموال المطلوبة لتعويض أسر ضحايا تفجير السفارتين الأميركيتين في العام 1998 بكل من كينيا وتنزانيا برغم الأزمة الاقتصادية التي تطبق بخناقها على البلاد المصنفة ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب. وتوصل السودان والولاياتالمتحدة لاتفاق تسوية بلغت نحو 400 مليون دولار، تدفعها الخرطوم كتعويض لأسر ضحايا تفجير السفارات والمدمرة كول، حيث نجحت الخرطوم قبل أشهر في طي ملف "كول" وتوفير 70 مليون دولار لأسر الضحايا. وتعويض أسر الضحايا هو أحد اشتراطات الإدارة الأميركية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إضافة إلى مطالب أخرى بعضها يتعلق بتحسين أوضاع حقوق الإنسان والتوصل إلى اتفاق سلام مع الفصائل المتمردة، ثم باتت واشنطن تشترط مؤخراً على السودان التطبيع مع إسرائيل. وقال رئيس الوزراء السوداني، ، الأربعاء، إن "مبالغ تعويضات تفجير السفارتين بدار السلام ونيروبي والمدمرة كول جاهزة". وأشار، خلال تنوير عن مساعٍ حكومته لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب قدمه إلى الوزراء، وفقًا لبيان تلقته "سودان تربيون"، إلى إنه بعد توفير مبالغ التعويضات تبقي إن تفي الإدارة الأميركية بسن تشريع قانوني يُحصن السودان من أي قضايا مستقبلية وفقًا لاتفاق جرى بين الطرفين. وقالت الحكومة السودانية في 27 أغسطس الفائت، إنها اتفقت مع الإدارة الأمريكية على تعويض أسر ضحايا تفجير السفارتين في دار السلام ونيروبي على إجراء تسوية بمبلغ 330 مليون دولار. وأفادت في السادس من أبريل المنصرم عن اتفاق بين الطرفين قضى بدفع السودان 70 مليون دولار لأسر ضحايا المدمرة كول، وذلك بغرض استيفاء شروط رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال البيان إن وزراء الحكومة السودانية ناقشوا إمكانية التوصل إلى حلول مع واشنطن وفق قيد زمني محدود، ليؤكد مجلس الوزراء على "أهمية خطة الارتباط مع الولاياتالمتحدة من خلال التعاون الثنائي والعمل المشترك وصولا الى إزالة اسم السودان من القائمة لتبدأ مرحلة جديدة تشهد علاقات طبيعية بين البلدين". وقالت مصادر موثوقة ل "سودان تربيون"، الأربعاء، إن المباحثات الشاقة بين الخرطوموواشنطن وأبو ظبي والتي بحثت على مدى الأيام الثلاث الأخيرة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ودعم اقتصاده المنهار نظير موافقته على التطبيع مع إسرائيل؛ باءت بالفشل. ويطمح رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في إقامة علاقات بين بلاده وإسرائيل، مقابل دعم اقتصاده بلاده الذي يعاني أزمة حادة، لكن جهوده لا تزال متعثرة نتيجة رفض بعض مكونات الائتلاف الحاكم التطبيع، كما رفض مسؤولين أميركيين تباحث معهم خلال زيارته للإمارات تقديم وعود قاطعة بالمساعدات المالية التي توقع أن تقدمها واشنطن لإقالة عثرة الاقتصاد في هذا البلد.