انتقد نائب مجلس السيادة السوداني محمد حمدان ، الرافضين لإقامة علاقات مع إسرائيل وقال إن بلاده تحتاج إليها حتى تستفيد من مواردها. وتتباين آراء مكونات الائتلاف الحاكم ومؤسسات الحكم في السودان حيال التقارب الذي تعتزمه الخرطوم مع تل ابيب. وأعلن زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي وتيارات محسوبة على الاتجاه الإسلامي رفضهم أي تقارب وتطبيع مع تل ابيب، وهو ذات الأمر الذي أعلنه الحزب الشيوعي والبعث العربي. وقال في مقابلة مع فضائية "سودانية 24"، الجمعة "نحتاج إلى إسرائيل ونحن نتحدث عن إقامة علاقات معها وليس تطبيع". وأشار إلى أن السودان يبحث عن مصالحه ليستفيد من موارده، التي ذكر عدم الاستفادة من عائدات عبور الطائرات في المجال الجوي لبلاده، بسبب وضعها في قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال إنه أتضح لهم إن الخروج من القائمة السوداء يتطلب إقامة مع إسرائيل، مشيرًا إلى تنفيذهم كل الإشتراطات التي وضعتها الإدارة الأمريكية في سبيل رفع اسم السودان من قائمة دعم الإرهاب. وأبلغ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إبان زيارة الأخيرة للخرطوم في أغسطس، رفضه لربط حذف اسم بلاده من القائمة بالتطبيع مع إسرائيل. وفشلت مشاورات أجرها رئيس المجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ووزير العدل نصر الدين عبد الباري، مع فريق الإدارة الأمريكية؛ بهذا الخصوص، لاختلافهم في حجم المبالغ المالية لدعم اقتصاد السودان المنهار مقابل اعلان التطبيع. وهاجم المسؤول السيادي الرافضين لإقامة علاقات مع إسرائيل، موضحًا أن من يهدد بتنفيذ هجمات إرهابية حال إقامة العلاقات لن يفعلوها، وقال"إنهم يتحدثون فقط في المنابر، لن يموتوا". كما هاجم أنصار الرئيس المعزول عمر البشير الممانعين للخطوة، مشيرًا إلى أن البشير كان بصدد التطبيع مع إسرائيل وأنه أبلغه مباشرة بذلك، غير إن الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكمه حالت دون تنفيذ الخطوة حسب تأكيد . وبشأن اعتراض بعض مكونات الائتلاف الحاكم على التطبيع مع إسرائيل بحجة عدم وجود تفويض لفترة الانتقال لهذه الخطوة، اقترح إجراء استفتاء وسط السودانيين لمعرفة ارآئهم في إقامة علاقات مع إسرائل. وقال إن قيام الحكومة الانتقالية بشراء الذهب لتوفير التعويضات المالية لأسر ضحايا تفجير سفارتي وانطن في كينيا وتنزانيا، أسهم في انخفاض قيمة الجنيه بصورة حادة. وتدنت قيمة الجنية مقابل العملات الأخرى مؤخراً بصورة قياسية، حيث وصلت قيمة الدولار الواحد 250 جنيه، في ظل نقص حاد بالعملات الصعبة داخل السودان. وأضاف : "تجهيز المبالغ لأسر ضحايا السفارتين كان له أثر في رفع سعر الدولار لقيام الحكومة بشراء الذهب لتوفير المبالغ". ومؤخرًا، أعلن رئيس الوزراء توفير المبالغ لتعويض أسر ضحايا السفارتين، وهي نحو 335 مليون دولار، بناء على تسوية أبرمت مع الإدارة الأمريكية في سبيل رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. ووضعت الإدارة الأمريكية عدة شروط لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، بينها تعويض أسر ضحايا تفجير السفارتين وإحلال السلام وتحسين أوضاع حقوق الإنسان.