الخرطوم 6 فبراير 2021 هبطت العملة المحلية في السودان إلى مستوى قياسي جديد السبت بعد ملامسة الدولار حاجز ال 400 جنيه وسط نقص حاد في المعروض مقارنة بزيادة الطلب. ويشهد الجنية السوداني منذ أسابيع تهاويا مريعا امام العملات الأجنبية ما ادى الى زيادة غير مسبوقة في كافة اسعار السلع الضرورية والخدمات. وفوجئ مئات من مرتادي الأسواق المحلية في العاصمة الخرطوم بوضع التجار زيادات كبيرة على عديد من المنتجات حتى المصنعة محلياً تحت ذريعة هبوط الجنيه أمام الدولار ما اثار حالة من الاستياء والغضب الشديدين. وطبقا لمتعاملين تحدثوا ل "سودان تربيون" فإنه جرى تداول الدولار الواحد السبت، ب 390جنيها مقابل 375جنيها الخميس فيما سجل سعر البيع للريال السعودي 103 جنيهات َوالدرهم الاماراتي 106جنيهات بينما بلغ سعر البيع لليورو 460 جنيها. وارجع المتعاملون انخفاض العملة المحلية إلى نقص المعروض بشكل غير مسبوق مقابل اتساع حجم الطلب حاليا. وأفاد أحد المتعاملين أن الأسواق الموازية تشهد ارتفاعاً كبيراً في حجم المضاربات بسبب زيادة الطلب. وأشار المحلل المصرفي عثمان التوم في حديثه ل "سودان تربيون" إلى أن الحكومة عملت على تحرير سعر الصرف بشكل غير مباشر خلال السياسات النقدية للعام 2021. وأوضح أن تلك السياسات وضعت سعرا تحفيزياً لجذب تحويلات المغتربين، والصادر والوارد، وفقاً لسعر الأسواق الموازية مضيفا "الحكومة لديها مخاوف من إعلان تحرير سعر الصرف رسميا نسبة لتكلفته السياسية". وتابع "سواء أعلنت الحكومة رسميا تحرير سعر الصرف من عدمه فإن قيمة الجنيه تمضي في التراجع لزيادة الطلب على النقد الأجنبي مقابل شح المعروض وضعف الاحتياطي من النقد الأجنبي لدى بنك السودان المركزي".