الخرطوم 24 فبراير 2021 علمت سودان تربيون أن السودان سيطلب من الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي العمل على تشكيل وساطة رباعية للإشراف على المحادثات بين السودان وإثيوبيا ومصر حول ملء وتشغيل سد النهضة. ويصل إلى الخرطوم غدا الخميس وفد من جمهورية الكنغو الديمقراطية التي تولت رئاسة الاتحاد الأفريقي خلفا لجنوب أفريقيا للتباحث مع الحكومة السودانية حول أنجع السبل لاستئناف المحادثات العالقة حول سد النهضة الاثيوبي. وكشفت المصادر أن السودان يرى أن الاتحاد الأفريقي تحت رئاسة جنوب أفريقيا فشل في إحداث تقدم في المحادثات حول السد كما أنها فشلت في حمل إثيوبيا على التنسيق مع السودان في المرحلة الأولى لتعبئة السد. وتأمل الحكومة السودانية أن يتمكن الرئيس فيليكس تشيسيكيدي من إقناع إثيوبيا ومصر بقبول وساطة رباعية تضمن الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إضافة للأمم المتحدة. وترى الحكومة السودانية ضرورة إحراز تقدم سريع في الملف التفاوضي خاصة قبل أن يتم بداية المرحلة الثانية لتعبئة السد في يوليو المقبل بنحو 13.5 مليار متر مكعب. وفي يوليو 2020 أدى الملء الأول لسد النهضة بنحو 4.9 مليار متر مكعب لخروج محطات الشرب النيلية في الخرطوم من الخدمة. ويخشى السودان أن يتسبب الملء الثاني بعد حوالي 5 أشهر في أضرار على سد الروصيرص حال تم بدون اتفاق مسبق يوفر المعلومات والبيانات للسودان الخاصة بتعبئة سد النهضة وتصريف المياه. تأييد مصري الى ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير سامح شكري بحث مع منسق خلية العمل المعنية برئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقي ألفونس نتومبا في القاهرة المقترح الذي تقدم به السودان لتطوير آلية مفاوضات سد النهضة. ونقل البيان عن شكري قوله إن مصر تؤيد مقترح السودان بتشكيل رباعية دولية تشمل الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوسط في مفاوضات سد النهضة، معتبرا أن المقترح سيدفع المسار التفاوضي قدما للتوصل إلى الاتفاق المنشود في أقرب فرصة. وأكد الوزير المصري حرص بلاده على إطلاع الكونغو الديمقراطية -التي ترأس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية-على آخر التطورات الخاصة بملف سد النهضة، لأن الاتحاد الأفريقي هو الذي يرعى مسار المفاوضات. تحوطات سودانية وأعرب وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس عن أمله أن يكون سد النهضة وسيلة للتعاون الإقليمي بدلا من أن يكون بؤرة للنزاع السياسى بين الدول الثلاث. وأعرب عباس في تصريحات يوم الاثثنين عن أمله في أن تفكر السودان ومصر وإثيوبيا بجدية في الفلسفة الأساسية لسد النهضة التي تدعو للتعاون الإقليمي وتوليد الكهرباء من إثيوبيا؛ وزيادة الانتاج الزراعي والأمن الغذائي من السودان؛ والصناعة من مصر. وبشأن إعلان إثيوبيا ملء سد النهضة في يوليو القادم قال الوزير إنه يشكل تهديداً مباشراً لتشغيل سد الروصيرص وبالتالي كل مشاريع الري ومحطات مياه الشرب والري في النيل الأزرق إلى مدينة عطبرة وما يقارب ال 20 مليون نسمة مهددون بهذا الملء. وأضاف "نأمل في التوصل إلى اتفاق قبل الملء الثاني باعتباره مهددا خطيرا للأمن القومي السوداني". ولفت عباس إلى أن هنالك العديد من التحوطات لمجابهة ملء سد النهضة تتمثل في التحوطات الفنية والدبلوماسية حيث تحرك السودان في هذه الأيام بنشاط كبير لتقوية وساطة الاتحاد الافريقي وإدخال الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا لكي يلعبوا دور الوسطاء. وأكد أنهم سيعملون جاهدين هذه الأيام باتصالات دبلوماسية وسياسية مع الكنغو الرئيس القادم للاتحاد الأفريقي من أجل أن تلعب هذه المنظمات كوساطة رباعية في هذا الملف.