الخرطوم 3 سبتمبر 2013 اتفق السودان وجنوب السودان على تجاوز كافة القضايا العالقة بين الدولتين لمصلحة الشعبين الجارين، وتوقعا الوصول الى نتائج ايجابية خلال القمة التي ستنعقد في الخرطوم اليوم الثلاثاء بين الرئيس عمر البشير وسلفاكير ميارديت استنادا على الارادة السياسية المتوفرة لدى الطرفين . رحمة الله عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية ويبدأ كير، زيارة رسمية إلى الخرطوم، تلبيةً لدعوة من البشير. وتناقش قمة الرئيسين، العلاقات الثنائية، والمصالح المشتركة بين الدولتين، في مجالات: النفط والمعادن، والصناعة، والمالية، والتجارة، والاستثمار، والداخلية، والأمن، وتطبيق اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين العام الماضي في كافة المجالات. وأجرى وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير رحمة الله محمد عثمان ووكيل ونظيره من جنوب السودان السفير شارلس ميانق مباحثات في الخرطوم لوضع الترتيبات الأخيرة لزيارة كير للسودان، إتفقا خلاله على تجاوز كافة القضايا العالقة بين البلدين . وارتفعت وتيرة التفاؤل في الخرطوموجوبا للتوصل الى حلول جذرية للقضايا العالقة بين البلدين استنادا للارادة السياسية التي تسود البلدين وتغليب لغة المصالح المشتركة وانعاش التجارة على حدود مرنة وآمنة . وتصاعدت هذه الآمال قبل ساعات من لقاء يجمع بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال وكيل وزارة الخارجية السودانية رحمة الله محمد عثمان للصحفيين عقب مباحثات جرت الاثنين ، ان الارادة السياسية المتوفرة لدى الطرفين ستعزز العلاقات بين البلدين وتوقع تخطي الكثير من الصعاب والانتقال الى لغة المصالح المشتركة. وافاد رحمة الله ان المباحثات شملت كافة القضايا التي ستناقش في قمة الرئيسين والمحادثات الثنائية بين الوفدين ،منوها الى وجود توافق في كافة القضايا التي اثيرت. واعتبر رحمة الله ان مشاركة رجال الاعمال من البلدين في المحادثات خطوه هامة تعكس الرغبة الحقيقية في التواصل الاقتصادي والتجاري. من جانبه استبعد وكيل خارجية دولة جنوب السودان شارلس ميان، عرقلة قضية ابيي للمحادثات التي ستنطلق اليوم بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت على الرغم من تصدرها اجندة المباحثات . وقال ميانق للصحفيين في رده عما اذا ان كانت قضية ابيي ستكون عقبة للطرفين " نحن كدبلوماسيون لن نتحدث عن العقبات ونعمل على تجاوزها وهدفنا ان نجد حل مناسب يرضي الطرفين" ، واضاف "ابيي لن تكون عقبة وسنصل الى حل وسنعمل على تجاوزها تماما ". وتعد زيارة كير للخرطوم هي الثانية منذ فيام دولة الجنوب اذ كانت الأولى في أكتوبر 2011، بعد تسعة أشهر من الانفصال. وأعلن السودان في يونيو تجميد تسع اتفاقيات أمنية واقتصادية مع جنوب السودان، وهدد بإغلاق أنابيب نقل النفط التي تربط بين جنوب السودان وموانئ التصدير السودانية على البحر الأحمر، غير انه عاد وتراجع ليمنح الجنوب مهلتين اضافيتين تنتهي في التاسع منى الشهر الجاري وجاء القرار بعد اتهام البشير جوبا بدعم متمردين يعملون عبر الحدود المتنازع عليها. لكن جنوب السودان تنفي تقديم أي دعم للمتمردين. وكان الجانبان قد اتفقا في مارس على نزع فتيل التوتر واستئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر السودان الذي يمثل الطريق الوحيد لوصول نفط جنوب السودان إلى الأسواق. وقال المتحدث باسم وزارة خارجية جنوب السودان ميوين ماكول اريك في وقت سابق إن كير ووزير الخارجية برنابا مريال بنجامين سيتوجهان إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق مارس مع البشير، بحسب وكالة "رويترز". ويعتمد جنوب السودان بشكل كبير على صادرات النفط وقد يؤدي وقف تدفق النفط إلى تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة على البلاد.