الخرطوم 2أكتوبر 2013 شرعت إحدي دول الجوار عبر سفارتها في الخرطوم في اتصالات بالقوى السياسية السودانية من أجل توحيدها لإغتنام موجة الغضب الحالية وعدم تفويت الفرصة بحسب وصفها إلتى لاحت للإطاحة بنظام البشير ، في وقت باهى زعيم حزب الامة القومى الصادق المهدي بخبرتة السياسية ، ودفع المهدي الذى يواجه عاصفة من الانتقادات لموقفه الموصوف بانه سلبي من الإحتجاجات الاخيرة مجموعة من الرسائل المبطنة لحلفائه في المعارضة ، ملوحاً بتظاهرات واعتصامات داخل السودان وخارجة لاسقاط النظام الذى قال انه يمضي إلى ايامه الأخيرة غير انه لم يحدد كعادته تاريخا لانطلاق الاعتصامات المفترضة. مدير جامعة الأحفاد قاسم بدري يتوسط أمس إحتجاجات طالبات الجامعة بعد أن منع قوات الشرطة من إقتحام حرم الجامعة ووسط اجراءات امنية مشددة ، تجمع المئات من السودانيين بدار حزب الامة ليل الثلاثاء للمشاركة فى تأبين ضحايا الاحتجاجات الاخيرة التى شهدتها العاصمة السودانية ، وردد الحاضرين هتافات داوية تدعو لاسقاط النظام الحاكم وتمجد ذكرى ثورة اكتوبر . وحاصرت عشرات من سيارات الامن والشرطة المدججة بالرجال والسلاح دار الحزب وحالت دون وصول العشرات للدار الكائنة بام درمان ، بينما اعلن تحالف المعارضة مقاطعتة للانتخابات . في وقت لم يحل الإنتشار الأمني الكثيف دون خروج مجموعات من الاهالي في تظاهرات محدودة تطالب بإسقاط البشير ، وبدأت ضاحية بري تشكل ملامح اعتصام دائم في الميدان المقابل لمنزل قتيلها صلاح مدثر السنهوري الذى تحول إلى رمز للثورة باعتباره القتيل الأول الذى سقط في تظاهرات لم تصاحبها اعمال شغب ، وتجمع ليلة الثلاثاء المئات من المواطنين في الميدان مرددين شعارات تطالب برحيل البشير ، وتدعو إلى سحل "الكيزان" وهو الاسم المتعارف عليه في السودان لمنسوبي جماعة الاخوان المسلمين، بينما واصلت طالبات جامعة الاحفاد تظاهرتهن لليوم الثالث على التوالي . وشهدت ضاحية الكلاكلة وقفة احتجاجية ضمت العشرات من الرجال والنساء امام مركزا للشرطة ورفعت شعارات مناوئة للحكومة داعية إلى رحيلها فورا ، إلى جانب محاسبة الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين، ووعدت نساء شاركن في التظاهرة باستمرارها بشكل يومي حتى لاتظن الحكومة ان جذوة الثورة إنطفئت . وودون الناشط السياسي وابن المنطقة الجزولي حسن الصديق على صفحتة في موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك " قوله " اليوم اخجلتني امي وهي تخرج إلى الوقوف والاحتجاج كتفاً بكتف معي وعندما سإلتها عن الدافع وهي امرأة خمسينية شديدة الولاء لبيت المراغنة ، عن سبب مشاركتها ردت على قائلة " الكيزان الغلبوا ود الميرغني وود المهدي في اشارة الى محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الإتحادي والصادق المهدي زعيم حزب الأمه القومي ح نمرق ليهم نحن النسوان" النساء " يومياً وح نسقطهم ". وبنما واصل المسؤولين الحكوميين انكارهم لوجود مظاهرات في الخرطوم والولايات الأخرى ، شهدت كلية الطب جامعة الخرطوم خروج المئات من الطلاب منددين بالعنف الذى استخدمته الحكومة ضد المتظاهرين وحاول الطلاب الخروج للشارع غير أن قوات مكافحة الشغب استخدمت معهم الغاز المسيل للدموع واجبرتهم للعودة الى داخل مقر الكلية الواقع بالقرب من السوق العربي أكبر الاسواق في العاصمة الخرطوم. من ناحيته أم زعيم حزب الامة الصادق المهدى الحضور فى صلاة الغائب على ضحايا الاحتجاجات.وتصاعدت الهتافات مع صعود المهدى الى المنصة وطالبه المئات باعلان موقف واضح من الثورة وقوطع غير مرة من تلك الاصوات اثناء كلمته مما اضطره لمطالبة الحضور بالتهدئة . ووصف المهدى النظام الحاكم بانه استبدادى وقمعى وفاسد وكشف عن حصر حزبه لاكثر من مائه شهيد برصاص الامن وناشد المهدى القوات المسلحة والشرطة بعدم الإنجرار وراء الحزب الحاكم والتزام الحيادية والوقوف فى صف الشعب. واكد ان الحراك الذي شهده الشارع السوداني لم ينتهي ، ودعا القوي السياسية المعارضة والهئات والمنظات الوطنية للاتفاق علي نظام بديل مقترحا للمعارضة التوافق علي ما اسماه (جبهة الميثاق الوطني) واتخاذ العمل السلمي وسيلة لتغيير النظام. وحذر المهدى من تدخل دولي يشابه ما جرى في دارفور مالم تتم محاسبة الجناة في ضحايا التظاهرات ، وقال انه سيعلن قريباً عن اعتصامات جماهيرية فى الميادين داخل السودان وأمام سفارات السودان فى الخارج. وقال المهدي انهم يحملون خبرة طويلة في السياسة والعمل الجماهيري وان حزبه سيحسم المعركة مع النظام ، بنزوله في مظاهرات واعتصامات ، وصفا ماجرى خلال الايام الماضيات بأنه يشوبه القصور وعدم التمرس في العمل الجماهيري. وفي الاثناء ابلغ قيادي رفيع في المعارضة السودانية " سودان تربيون" أن دولة شقيقة وجارة للسودان شرعت في اتصالات حثيثة بقوى المعارضة هادفة إلى توحيدها بغرض الإطاحة بنظام البشير ، وقال القيادي الذى فضل حجب اسمه ان مستشاراً بسفارىة تلك الدولة إلتقاه وأبلغه عن رغبة بلاده في السعي بين الطيف السياسي السوداني بغرض توحيدهم . وقال القيادي ان المستشار يرى ان الموقف المتباعد بين الصادق المهدي وتحالف المعارضة يشل حركة التغير وانه لابد من الإلتقاء بين جميع الاطراف على برنامج حد أدني يتلخص في التخلص من نظام "الاخوان المسلمين" ومن ثم الإحتكام لصندوق الانتخابات ليحدد من هو الذى يحق له الحكم بعدها. وابان القيادي ان الدبلوماسي يري بضرورة منح المهدي الضمانات الكافية لجره من حضن الحكومة لسوح النضال لاسقاط البشير، ولفت الدبلوماسي طبقا للمصدرإلى ان العالم الحر يتطلع كله إلى هذه الفرصة التى لاحت لازاحة النظام في السودان ولايرغب في تفويتها ، وطمئن الدبلوماسي بان العالم لن يسمح لحكومة الخرطوم بتحويل السودان إلى سوريا أخرى واردف بأمكان العالم النزول في القيادة العامة والقاء القبض على البشير وتقديمه للجنائية الدولية إن دعى الامر.