تبدأ غدا الخميس في العاصمة الأثيوبية اديس ابابا جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة ومتمردي «الحركة الشعبية – شمال» بغرض إنهاء النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المضطربتين، واعلنت الخرطوم ان د. ابراهيم غندور الذى اكتسب مؤخرا صفة مساعد رئيس الجمهورية سيرأس وفدها المفاوض بينما سمت الحركة امينها العام ياسر سعيد عرمان رئيسا لفريقها المفاوض . غندور وعرمان داخل دار المؤتمر الوطني في الخرطوم قبل تمرد الاخير (صحيفة السوداني) وبينما شهد فريق الحركة تغيرات كبيرة في الوجوه التى ستقود هذه الجولة بدا ان الحكومة متمسكة بذات الشخصيات التى خاضت الجولة السابقة ولم يشهد تعديلات جوهرية ، بينما احتفظ كل من غندور وعرمان بالقيادة التى تنسموها في الجولة السابقة. ووصف عضو الوفد الحكومي المفاوض الدرديري محمد احمد جولة غداً بالمهمة والمصيرية، مشددا على أنهم معنيون بالوصول فيها لنتائج حاسمة، وأكد أن وفد الحكومة المفاوض سيحاور كل من يحضر ممثلا لقطاع الشمال، مشيرا الى أن التفاوض سيقتصر على الطرفين وليس هنالك تجمع ثالث يسمي الخبراء، وأشار الى أنه كل من يأتي كخبير إما أن يكون ضمن وفد الحكومة أو قطاع الشمال. وكانت الحركة اعلنت الجمعة اسماء مجموعة لاتقل 24 ناشطاً سياسيا وصحافياً بعضهم ينتمي للتيار الإسلامي مثل د. خالد التجاني الذى اعتذر عن المشاركة بجانب اعضاء في الحزب الشيوعي السوداني مثل عضو اللجنة المركزية د. الشفيع خضر والقيادي البارز في الحزب المحامي كمال الجزولي الى جانب اخرين. ودعا الوسيط الإفريقي ثابو مبيكي، طرفي النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، إلى جولة مفاوضات تبدأ غدا الخميس ويُتوقع أن يدرس الجانبان ورقة إطار أعدها الوسطاء، للتوقيع على اتفاق لوقف النار وتمرير المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالنزاع في المنطقتين. وسيراقب الجولة المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان دونالد بوث وممثلون للاتحاد الأوروبي وبريطانيا والنروج. وتحدث عضو فريق الحكومة السودانية المفاوض حسين كرشوم عن التوصل إلى تفاهمات مع بعض قادة التمرد من أبناء جنوب كردفان والنيل الأزرق بشأن عملية السلام، موضحاً أن معلومات شبه مؤكدة وردت إليهم عن استعداد المتمردين لوقف النار والدخول في محادثات جدية. وأفاد كرشوم أن وفد الحكومة سيكون برئاسة مساعد الرئيس إبراهيم غندور، مشيراً إلى أن الأخير «يتمتع بمرونة عالية وانفتاح»، مرجحاً أن تدفع المتغيرات الإقليمية الأخيرة عملية التفاوض نحو تسوية سياسية بعدما فقدت الحركات المتمردة دعم دولة جنوب السودان بعد فقدانها أوغندا عقب التقارب بين الخرطوم وكمبالا. إلى ذلك، وجهت محكمة خاصة في مدينة سنجة (وسط) برئاسة القاضي عبدالمنعم يونس عبدالله، اتهامات إلى رئيس «الحركة الشعبية –الشمال» مالك عقار وهو حاكم ولاية النيل الأزرق السابق والأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان و 94 شخصاً من قيادات وناشطي الحركة من بينهم 16 من المسؤولين السابقين في ولاية النيل الأزرق يحاكَمون غيابياً بتهم تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة تصل عقوبتها إلى الإعدام