وجهت حركة تحرير السودان بقيادة منى اركو مناوي انتقادات حادة لمسار الحوار الوطني الذي دعت اليه رئاسة الجمهورية السودانية في يناير الماضي وعدته احد تكتيكات المؤتمر الوطني الرامية لاقناع المجتمع الدولي والاقليمي بامكانية احداث تأثير ايجابي على الوضع السياسي المأزوم وشددت على غياب الهدف الاستراتيجي من الحوار المتمثل في الوصول الى وضع انتقالي. المهدي والترابي وغازي يستمعون في يناير 2014 لخطاب الرئيس البشير الذى اعلن فيه اطلاق الحوار الوطني وكان الرئيس عمر البشير طرح مبادرة الحوار الوطني في السابع والعشرين من يناير الماضي، لكن العملية واجهت انتكاسة عقب انسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة ابتداءا. وقالت الحركة على لسان امين الاعلام عبدالله مرسال ان الحكومة السودانية سعت باطلاق دعوة الحوار الى منع اي انتفاضة بسبب سوء الاوضاع وصولاً الي الانتخابات في 2015 دون عوائق . واعتبر مرسال في بيان تلقته "سودان تربيون" الثلاثاء الدعوة الي الحوار واحدة من محاولات تجميع الاسلاميين في قبلة واحدة في ظل الرفض الدولي والداخلي للانظمة المتأسلمة وتجاربهم . وامتنعت قوى اليسار الرئيسية والحركات السياسية المعروفة بالقوى الحديثة عن الانضمام لدعوة الحوار التى اطلقتها الحكومة السودانية، بينما ايدتها قوى محسوبة على التيار الاسلامي على راسها المؤتمر الشعبى بزعامة حسن الترابي ومنبر السلام العادل الذي يرأسه خال الرئيس عمر البشير، الطيب مصطفى وحركة "الاصلاح الان" بقيادة غازي صلاح الدين . وقال المتحدث باسم حركة مناوي ان الاهداف المطروحة للحوار الحالي ليس من بينها الهدف الاستراتيجي المرجو من حوار حقيقي "يفضي الي وضع انتقالي يقود البلاد الي بر الامان ". واضاف " لذلك فهو حوار ولد ميتاً في ظل كبت الحريات والاعتقالات والمداهمات والانتهاكات الفظيعة في مناطق الحرب فضلاً علي أن اطراف الحوار المزعوم في الواقع اما احزاب طائفية مهادنة للنظام وتعيش في جلبابه واما احزاب ديكورية متوالية وصنيعة النظام واما احزاب اسلامية خرجت من جلباب ابيها وتريد العودة عبر هذا الحوار" وقال ان الشعب السوداني بقواه الحية غير ممثل في هذا الحوار، ما جعل منه تكتيكاً يمارسه النظام من اجل كسب الوقت لا استراتيجية تفضي الي انهاء دولة الحزب الواحد لمصلحة الدولة السودانية . واكد مرسال التزام حركتهم بالوثائق والاتفاقيات التي وقعتها الجبهة الثورية السودانية ، اعلان باريس واتفاق اديس ابابا وكذلك التفاهمات السابقة مع قوي الاجماع الوطني والقوي السياسية الاخري حيث تهدف جميعها الي توحيد القوي السياسية وقوي التغير في مواجهة نظام الانقاذ لاحداث التغيير المنشود ، امّا طواعيةً اواسقاطه بكافة الوسائل . وتوصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا، في الخامس من سبتمبر الجاري، إلى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس "الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي" وموفدي آلية "7+6" التي تمثل قوى المعارضة والحكومة في مبادرة الحوار الوطني. وحيا بيان الحركة ما اسماه صمود نائب رئيس حزب الامة مريم الصاق المهدي لخروجه من المعتقل الذي دخلته فور وصولها من باريس بعد ان شاركت في مباحثات بين حزب الامة وتنظيم الجبهة الثورية والذي خلص الى توقيع "اعلان باريس". كما اثنى البيان على صمود زعيم حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ الذي اعطي طبقا للبيان مثالاً يحتذي لمعني النضال والثبات ومقاومة قوي الشر والظلام ، برفضه الحنوع ومقاومة كافة اشكال الترهيب والترغيب الى ان اضطرت السلطات السودانية لاطلاق سراحه .