أديس أبابا 14 نوفمبر 2014 تبادل وفدا الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال، الاتهامات في ثالث أيام الجولة السابعة لمفاوضات المنطقتين بأديس أبابا، وألغت الوساطة اجتماعا كان مقررا مساء الجمعة، إلى جلسة حاسمة تعقد صباح السبت، بعد أن سلمت الوفدين ورقة توافقية لرؤيتي الطرفين. وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين استبق الجولة السابعة باجتماع منفصل وقدم كل من وفدي الحكومة والحركة ورقة حوت موقفه التفاوضي، وتبدى في الورقتين تباينا لافتا حول حصر التفاوض في المنطقتين أو إشتمال المنبر على جميع قضايا السودان. وحوت الورقة التوافقية للآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثامبو امبيكي، الاعتراف بالتطورات الأخيرة واعتمدت الاعتراف بالقرار 456 الصادر من مجلس السم والأمن الافريقي، كما تبنت الورقة مقترح اقامة مؤتمر تحضيري للأحزاب السودانية في العاصمة الاثيوبية تمهيدا لانطلاق جلسات الحوار الوطني. واعترفت ورقة الوساطة بإعلان باريس كمكون أساسي للعملية السلمية في السودان بالاضافة الى تبني مقترح عملية سلمية واحدة بمسارين تشمل الحركة الشعبية في مسار تفاوضي وحركات دارفور في مسار تفاوضي آخر. وقدمت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى خلال أكتوبر الماضي، الدعوة للحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة لاستئناف التفاوض حول المنطقتين بأديس أبابا في 12 نوفمبر، كما قدمت دعوة مماثلة لحركات دارفور والحكومة لبدء التفاوض حول وقف العدائيات بأديس أبابا في 22 نوفمبر. وأبدى وفد الحركة موافقة فورية على الورقة التوافقية للوساطة وقال رئيس الوفد ياسر عرمان في تصريحات صحفية، إن كلا من الوفدين قدما للوسطة رؤيتهما التفاوضية في ورقتين، وجأت الآلية بورقة توفيقية من عندها، وتابع "إن وفد الحركة يعلن الآن موافقته عليها والوفد ملتزم بوقف الحرب وبالحوار". واتهم عرمان وفد الحكومة بعدم الجدية وعدم المصداقية "مع الوساطة الشعب السودانى الحركة الشعبية"، وقال للصحفيين إن وفده جاء للمفاوضات بعقل وذهن مفتوحين لأجل البحث عن حلول، وأضاف أن الحكومة غير جاد بالمرة في التفاوض ويقصف المدنيين في ولاية النيل الأزرق. وأفادت مصادر أن الوفد الحكومي بقيادة مساعد الرئيس إبراهيم غندور لم يرد على الورقة التوفيقية للوساطة وطلبا مزيدا من الوقت لدراستها، وعليه تم تأجيل جلسة النظر في ورقة الوساطة التوافقية الى يوم السبت. وحسب عضو الوفد الحكومي المفاوض حسين حمدي فإن الوساطة أجلت الاجتماع مع طرفي التفاوض الذي كان مقررا له عصر الجمعة، الى العاشرة من صباح السبت وعزت ذلك للإرهاق والجهد الكبير الذي بذل يوم الجمعة. واتهم حمدي وفد الحركة الشعبية بالتسويف والمماطلة لتضييع الوقت بعد تخلفها عن الحضور في الوقت المحدد للاجتماع لمناقشة مقترحات الوساطة وطلبها التأجيل أكثر من مرة رغم حضور الوفد الحكومي "الذي ظل مرابطا ومتحملا للسلوك غير الاخلاقي وغير الملتزم من الحركة". "الترويكا": المفاوضات خطو حاسمة إلى ذلك رحبت دول الترويكا "أمريكا وبريطانيا والنرويج" بإنعقاد المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية شمال وحركات دارفور، واعتبرتها خطوة حاسمة نحو حل النزاعات القائمة والعملية الشاملة للحوار الوطني. وحثت المجموعة في بيان أطراف النزاع على إظهار إلتزاماتهم بالسلام والحضور إلى أديس أبابا هذا الشهر، وابداء الاستعداد اللازم لإقرار وقف متزامن للعدائيات في كل من دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، وعمل الترتيبات لاجتماع كل الأطراف السودانية لمناقشة القضايا المتصلة بالعملية والاتفاق حول شروط وأهداف الحوار الوطني. وطالبت دول الترويكا بإتخاذ الإجراءات الكفيلة ببناء الثقة لتوفير البيئة المعينة على توسيع المشاركة السودانية في الحوار وتوفير المساعدات الإنسانية لكل سكان المناطق المتأثرة بالحرب. وعبرت عن قلقها إزاء بيانات المسؤولين الحكوميين الأخيرة حول خطط لهجمات عسكرية كبيرة على إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حسبما تشير التقارير الأخيرة. وأشارت إلى أن التاريخ أكد أن النزاعات لا يمكن كسبها عسكريا وأن الهجمات الإضافية ستزيد معاناة المدنيين، وحثت كل الأطراف لوقف العمليات المضرة والخطابات العدائية وانتهاز الفرصة لبناء عملية شاملة للحوار الوطني والسلام الدائم.