اوراق متناثرة السيف يا «جنا»!! غادة عبد العزيز خالد قام السيد نائب رئيس الجمهورية «علي عثمان محمد طه» بزيارة إلى منطقة الهلالية في يوم السبت 30 يوليو 2011م، وخلال الزيارة خاطب السيد نائب رئيس الجمهورية جمعاً من الناس، وتحدث عن أمور مختلفة، من ضمنها انفصال الجنوب الذي حاول سيادته أن يؤكد أنه سيعمل على زيادة الهمة والعزيمة لبناء البلاد. ووعد في كلمته بوضع خطة جديدة تشمل التنمية في مجالات الزراعة والصناعة والبنية التحتية التي تشمل العلم والعقول. ولكن ما أثار انتباهي في تصريحات السيد النائب هو تهديده الذي أطلقه لكل من «يتطاول» على المنهج والشعب والبشير بأنه سيقطع بالسيف. طيب «ليه» يا سيادة النائب؟ وقبل أن نقفز لماذا هذه، نريد أولا توضيحاً كاملاً شاملاً لمعطيات كلمة «يتطاول» هذه؟ هل تعني أن مجرد انتقاد المنهج والرئيس أمر ليس مقبولاً بالنسبة لكم ولحكومتكم، ويتطلب المعالجة بحد السيف؟ ولماذا يرمي المنتقد للمنهج والرئيس بحد السيف؟ هل المنهج، أو حتى الذين وضعوه منزهين من الأخطاء حتى يصمت الشعب عن الكلام المباح ويلتزم الصمت تجاه حتى ما يراه خطأ؟ أم أن سيادة الرئيس نفسه منزه عن الخطايا التي ذكر نبينا الكريم انه يستغفر ربه منها في اليوم مئة مرة؟ وإذا كان الفرد لا يسمح له حتى ان يبدي رأيه بصراحة مطلقة، وبشفافية متناهية في أمور البلاد والعباد، وإذا كان لا يمكننا ان نشارك في وضع هذا المنهج ولو بكلمة او حتى تقويم رئيسنا ولو بكلمة، فما هي فائدة العلماء والمثقفين والتعليم الذين وعدت سيادتكم بتطويرهم وتوفيرهم في كلمتك ذاتها؟ إذا كانت الشريعة هي حقا ما نحاول أن تستمد منه تعاليم حكمنا المقبل في الجمهورية الثانية، وإن كنت تعني قولك بأن «جرابها ما بنفد» فمن باب أولى أن نستدل بأنبيائنا الذين يشورون وبخلفائنا الراشدين الذين كانوا يطلبون من عبادهم طلبا ويلحون إلحاحا أن يقوموهم إن حادوا في يوم عن الطريق المستقيم.. ولا يهددون بأن من يقول كلمته سيقابل بحد من سيف. ثم أن هنالك سؤالاً آخر يؤرقني، لماذا استخدم سيادته السيف تحديداً أداة تخويفية؟ أو ليس حد السيوف انتهى في العصور الوسطى؟ أم لا تزال ترغب الحكومات في العودة بشعوبها القهقري إلى ذات العصور؟ فنجد ان السلطات الحاكمة في مصر حاولت استخدام الجمال في محاولتها لفض معتصمي ميدان التحرير فيما بات يعرف الآن «بمعركة الجمل».. وتحاول حكومتنا إرهاب شعبنا بذات الأدوات المنقرضة وتلوح بحد السيف. فلماذا لم يقل سيادته سنملأ المعتقلات مثلاً.. أو سنستخدم البندقية وسنضرب من يتطاول بالرصاص؟ أنا حقيقة في حيرة، لا أفهم لماذا السيوف!! إن زيارتكم يا سيدي كانت على مشارف شهر رمضان المعظم. شهر الرحمة.. والتسامح.. والتآلف.. والغفران. لقد كان من باب أولى، في تقديري، أن يمد سيادتكم للشعب أيدي تمتليء بالود والتحية والتقدير فتصافحها حامدة شاكرة.. بدلا من تهديدات أتت في غير مكانها أو حتى توقيتها.. ورمضان كريم..!! الصحافة نشر بتاريخ 04-08-2011