قولوا حسنا رفع مستوى الحوار محجوب عروة [email protected] نحن فى حاجة ماسة وعاجلة لرفع مستوى الحوار السياسى فى بلادنا لاسيما بعد انفصال الجنوب فانا ارى ما يجرى حراك ونقاشات واطروحات مجرد سفسطة ومكايدات سياسية لا تمس جوهر أزماتنا الحقيقة مما سيؤدى حتما الى أوضاع أكثر مأسوية وتفجرا". ماهى أولوياتنا القومية،وما هو المخرج من النفق الذى نعيشه ونتجاوز أزماتنا السياسية والأقتصادية، هل بهذا التراشق وتبادل الأتهامات ونهج الكنكشة من جانب الحاكمين والتطرف أوالتردد من جانب المعارضين واتساع هوة عدم الثقة ومن ثم عدم القدرة أو توفر الأرادة أو ربما عدم الرغبة فى اتخاذ خطوات حاسمة وحقيقية وصادقة من أجل الوطن والمواطن الذى طحنه الفقر والعطالة والتضخم.. ان الطبقة الوسطى التى تشكل العقل والقدرة المهنية والسياسية والأجتماعية والثقافية فى المجتمع والدولة قد تضاءلت وانحسرت بشكل مريع ولم تتوفر لها الأمكانية لأنطلاقة حقيقية بل انقسم باقى المجتمع السودانى العريض الى أقلية مستأثرة وغالبية ضربها الفقر والتخلف بعكس ما حدث فى مصر وتونس مثلا فهناك أنقذت الطبقات الوسطى المستنيرة بلادهما من ثورة الجياع القادمة حتما هناك كما أعترف المفكرون. لقد قفز الوضع الأقتصادى المتدهور والوضع المعيشى الضاغط بعد مشكلة الجنوب الى صدارة الأولويات يصاحبها مشاكل ساسية ضاغطة أيضا مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وهذه فى بعدها الحقيقى مشكلة اقتصادية لأن توجيه الموارد الشحيحة الى المشاكل السياسية والأمنية معناها مزيدا من الصرف المالى الذى لا يمكن تأجيله،ومن المؤكد سيسبب ذلك مشاكل اجتماعية وأمنية وسياسية خاصة وأن المجتمع الدولى عامة والأشقاء العرب الأغنياء لا يمكنهم حل مشاكلنا الأقتصادية وهم يرصدون عجزنا عن حل مشاكلنا واعتمادنا الدائم عليهم فأى عيب أكثر من أن نصبح عالة على غيرنا ،كما أن لديهم مشاكلهم الأقتصادية الخاصة وبدائل استثمارية أفضل منا. ان حاجتنا لزيادة الوعى بالقضايا الأقتصادية والسياسية أمر هام وضرورى وأقول للجميع أننا فى حاجة ماسة للتغيير والأصلاح معا.. تغيير الأنسان أولا وتغيير المنهج السياسى فنحن مازلنا نمارس الفكر والفعل الأقتصادى والسياسى بمناهج بالية وعقيمة وبسلوك أكثر عقما ولم نخرج من الدائرة الضيقة فاذا لم نتجاوز ذلك فلن أندهش اذا حصلت ثورة الجياع والمهمشين وحينها لات ساعة مندم.. خذوا العبرة من غيركم يا أهل الحكم والمعارضة معا فكلكم تتشابهون. الورطة الأسرائيلية الدولة الصهيونية المتغطرسة فى ورطة ومأزق حقيقى بعد ربيع الثورات العربية التى هرب أحد حكامها وسقط ويحاكم الثانى ويتورط الدمويان المجرمان القذافى والأسد- هذا الذى لن ينفعه الدعم الأيرانى الخاسر والمرفوض- فى قتل شعبيهما وأصبحا معزولين داخليا وخارجيا ومؤكد سقوطهما مهما فعلوا. أما المريض والعاجز عن الرجوع (على اليمانى) فسيلحق ببن على حتما ولن يصدقه الثوار باللجوء للأنتخابات التى اعتاد تزويرها.. يرحل فقط فقد سئمنا من كذبه وفساده وتسلطه. لقد قلبت الشعوب العربية الثائرة كل المعادلات الأسرائيلية والتى ستضطر- بعد أن كانت آمنة مطمئنة بسبب عجز وانبطاح الحكام العرب- الى تغيير تخطيطاتها بل استراتيجيتها وأولويات صرفها وذلك يعنى المزيد من الضغوط الأقتصادية، وتشير الأخبار الى خلاف عميق وتناقض بين الجماهير الأسرائيلية التى تطالب بالعدالة الأجتماعية وتحسين المعيشة أولا وبين الطغمة العسكرية التى تريد المزيد من الأموال لمواجهة المستجدات الأمنية الخطيرة ورئيس الحكومة النتن ياهو وحكوته ستفقد الأحساس بالأتجاه وسيعجل ذلك حتما من استمرار اسرائيل قوية كما كانت فالمجتمع الذى الذى ساهم فى وجود اسرائيل واستمراره له مشاكله وأولوياته وبدائله خاصة بعد المتغيرات العربية. انه عصر الشعوب العربية الثائرة التى صبرت على الضيم والقهر وانتهى عصر الطغاة المستبدون الفاسدون المفسدون قاتلى شعوبهم لمجرد شهوة الحكم. نشر بتاريخ 19-08-2011