.. [email protected] لدينا صديق ظريف من قدامى الأعضاء في ( نادي السكري المزمن ) ما أن يعثُر في وليمة دسمة حتي يقع علي وجهه دون هوادة.. ثم يعّرج علي التحلية بدءا بالفواكه بطيخا وموزا ومرورا بالباسطة.. ولكونه يريد المحافظة علي صداقة السكر و حتى لايؤذي أحدهما الآخر علي حد زعمه الطريف فانه حينما يأتي الي الشاي يطلبه مسيخا ..وربنا ما أمر بالهلاك .. يقولها وعينه علي صينية البسبوسة الغارقة في السمنة وحبات السكر تبتسم فيها كالنجوم اللامعة في مياه طشت غسيل العزابة ليلا .. وكنا نطلق عليه تندرا المثل القائل ..( يأكل الرأس ويخاف من العيون ) ويتقبل ذلك ضاحكا وبرحابة صدر ومرح.. خطرت ببالي حكاية صاحبنا وأنا أطالع اللقاء الذي تحدثت فيه السفيرة /أميرة قرناص ..حرم الدكتور علي كرتي وزير الخارجية والتي قالت .. أن زوجها قد امتنع عن أكل الطماطم حينما بلغ سعر الكيلو منها اثني عشر جنيها في السوق..! وهذا جميل جدا..! ولكنها بالطبع لم تقل لنا ربما حياءا ماهي بقية ألأصناف الأغلى التي امتنع بيت الوزيرالمجاهد والزاهد عن متاع الدنيا وثرائها حتى الحلال منه بالتجارة المشروعة عن التعاطي معها..! كاللحمة مثلا التي لم يعد ثلثي الشعب السوداني يراها الا في رسومات الكاريكاتير التي تذكره مشكورة بتراث اسمه الفخذة ..فيضحك باكيا تارة ويبكي ضاحكا تارات أخري.. ولم تقل لنا الست السفيرة ما اذا كان الوزير قد قاطع الفواكة التي بات عزاز الناس ياخذون اولادهم في الأعياد الي أكشاك بيعها لأخذ الصور التذكارية الي جانبها من قبيل تقريب بهجة العيد الى عيونهم الصغيرة التي تفتحت حزينة في فيض الدموع وهي تنداح علي فضاءات العوز والعدم في عهد مجاهدات الوزير الذي يتواضع بارسال ابنائه الي الخلاوي مع الفقراء ثم يبعثهم لاحقا ليكملوا التسميع في العواصم المخملية! ولم تقل لنا حرم الوزير انه متقشف كسائر الذين ينظرون من خلف سراب الشاطيء المقابل الي فندق قصر الصداقة لانهم لايملكون القدرة علي دخول أسواره.. ونشكر لها صراحتها لانها أوضحت لنا أن بناء القصور علي شاكلة منزلهم تحت التشييد التي تتوسطها أحواض السباحة الماحقة لمياه شرب الجيران قد أصبح أمرا عاديا وشائعا..عند الوزراء ومسئؤلي الخلافة الراشدين بالبساطة والورع ..شأن الذين تحيط بيوتهم برك الخريف التي يسبح فيها الناموس والضفادع حتي قدوم الموسم القادم في كل الأحياء الغنية بعفتها في عاصمتنا القومية جدا و التي يرقد النيل عند اقدامها وشفاهها تتشقق عطشا و براميل المياه باتت فيها أغلي من طماطم الوزير التي لم تدخل مطلقا الي عششها ومطابخها المحمية أسقفها بالبروش وبقايا الصفيح والمدهونة جدرانها ببركات كفاية وعدالة العهد الميمون! فشكرا لحرم الوزير التي تستشعر من موقعها مع زوجها معاناة الناس في الحصول علي الطماطم وعلي ماهو أدني منها من السلع التفاخرية عند البطون الخاوية كالبصل والزيت والكجيك والبوش وسائر الأصناف التي تعجز كثير من الأسر المتعففة في الحصول عليها حتي بمقادير ( قدّر ظروفك ) ! و نخشي ما نخشاه الا تتضمن قائمة بازار التشكيل الوزاري المرتقب اسم وزيرنا الذي نعوّل علي رهافة حسه الجهادي ووعي حرمه الدبلوماسي في استقطاب الدعم الخارجي لمعدومي الدخل ومحدوديه حتي يتذوقوا طعم الطماطم مستقبلا ولو من النوع الذي يباع مكسرا ليستخدم بدل الصلصة التي يتجنبها أهلنا الأكارم ليس بسبب انتهاء صلاحيتها في العلب فقط .. وسلملي علي طماطم الوزير الغالية ..كغلاوة بيته الدبلوماسي الجديد الممتد بين روما والخرطوم وبالعكس ..فكل الطرق تؤدي الي عاصمة الطليان .. مع ان الحق دائما عليهم كما يقول المثل.. وليس علي غلائنا الطاحن في عهد زهاد الأنقاذ وقد جعلوه فرض عين وكفاية علي كل الغلابة الذين لهم الله المعين..انه خير مستعان.. وهو من وراء القصد.. نشر بتاريخ 21-08-2011