[email protected] عندما أعلن أن الثوار قد دخلوا طرابلس و أنهم يبحثون عن العقيد القذافي بادر السودان في إرسال رئيس جهاز الأمن و المخابرات الفريق محمد عطا إلي ليبيا رغم أن السودان لم يكن من الدول التي أعلنت اعترافها بالمجلس الانتقالي مثل بعض الدول العربية خاصة قطر و الأمارات العربية المتحدة و السعودية و مصر و غيرها و كان السودان يعتقد ربما تحدث هناك تسوية سياسية لا تستبعد العقيد عن دائرة الحكم لذلك حاول أن يرجئ عملية الاعتراف حتى ينجلي الموقف تماما و بعد ما تناقلت القنوات الفضائية و الإذاعات أن الثوار قد دخول طرابلس بعث السودان الفريق محمد عطا لكي يكون أول زائر إلي ليبيا و يقدم اعتراف السودان رسميا للمجلي الانتقالي رغم أن السودان قد وافق علي الاعتراف في جامعة الدول العربية و لكن لم يكتف بذلك مثل بقية الدول العربية الأخرى بل أرسل الفريق لآن له مطالب يريد أن يقدمها للمجلس وهي الأتي علي حسب ما جاء علي لسان أحد قيادات المجلس في حوار في أوروبا. و يعتقد أن السودان منذ البداية كان قد شارك في تدريب عناصر ليبية للمشاركة في الثورة ضد القذافي ليس من أجل حرية و ديمقراطية ليبيا و لكن من أجل أن تعمل العناصر الإسلامية الليبية لمصالحة النظام مع العناصر الإسلامية و الجهادية في غرب أفريقيا و في ليبيا و التي تتهم الإنقاذ بأنها وراء تسليم العديد من القيادات الإسلامية في السودان و في إفريقيا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أحداث سبتمبر و في تلك الفترة هربت أعداد من العناصر إسلامية إلي غرب أفريقيا و هي غير راضية علي نظام الإنقاذ و بالتالي يريد محمد عطا أن تلعب العناصر الإسلامية دورا في تلك المصالحة و تعتقد بعض قيادات المؤتمر الوطني أن العديد من تلك العناصر تحارب إلي جانب الثوار في ليبيا. كان الجانب الأوروبي الذي يراقب عملية الأوضاع في ليبيا و التحولات التي تجري هناك قد أزعجه الإشارة التي جاءت أن رئيس جهاز الأمن و المخابرات السوداني قد وصل إلي مطار بنغازي و كان قد ترتب له لقاءات مع أعضاء المجلس الانتقالي المتواجدين في بنغازي و زيارة محمد عطا ليست زيارة تأييد فقط أنما الرجل يحمل مطالب قدمها إلي المجلس و تتمثل في الأتي. 1 – أن حكومة السودان تعتقد أن حركة العدل و المساواة تقاتل مع كتائب العقيد القذافي و هي متواجد هناك بكثافة و يطالب السودان إذا القي القبض عليهم أن يسلموا إلي السلطات السودانية سرا باعتبار أنها عناصر خارجة عن القانون. 2 – طالب الفريق محمد عطا من المجلس أن يسمح لعناصر الأمن و المخابرات السودانية بالبحث عن الدكتور خليل إبراهيم و اللقاء القبض عليه ثم ترحيله للسودان. 3 – قال الفريق محمد عطا هناك تخوف من السودان أن تهرب عناصر العدل و المساواة بكميات كبيرة من الأسلحة و الأسلحة الثقيلة و تدخل بها الأراضي السودانية رغم أن السودان قد وضع لواء كامل علي الحدود مع ليبيا تخوفا من دخول تلك العناصر بأسلحتها المهربة من ليبيا. 4 – قدم محمد عطا مقترحا للمجلس الانتقالي أن تكون هناك قوات من الثلاثة دول " السودان – ليبيا – تشاد" مهمتها تراقب العناصر الحاملة السلاح و التي ربما تزعزع الأمن في الثلاثة دول و بالتالي يضمن السودان من وقت مبكر تعاون الحكومة القادمة في ليبيا معه رغم أن المجلس الانتقالي يتهم أن الحكومة في تشاد هي التي سهلت عملية قدوم المرتزقة الذين يحاربون مع كتائب القذافي. 5- طالب المجلس الانتقالي أن يعمل من أجل التصالح بين الإنقاذ و العناصر الإسلامية في غرب أفريقيا و التي لها علاقات وطيدة مع الحركات الإسلامية في الوطن العربي أيضا. جاء سفر الفريق محمد عطا إلي ليبيا متزامنا مع تصريحا الدكتور عبد الرحيم علي رئيس مجلس الشورى في المؤتمر الوطني الذي دعا إلي توحيد القوي الإسلامية في السودان باعتبار أن الثورات في البلاد العربية قد نهضت بالحركات الإسلامية و هي نفسها التي جعلت الإنقاذ تندلق علي مصر و تتودد إلي الحركة الإسلامية هناك و ترسل الوفود تلوي الوفود باعتبار أن الإنقاذ تظل متهمة من قبل الحركات الإسلامية أنها هي التي تقدمت بمعلومات كثيرة جدا للولايات المتحدة بعد أحداث سبتمبر تدين فيها الحركات الإسلامية في الوطن العربي و مدي علاقتهم بالقاعدة و في ذات الوقت أن الإنقاذ هي التي وراء إلقاء القبض علي عناصر إسلامية في غرب إفريقيا الأمر الذي يشكل الآن عقبة لها في علاقاتها مع الحركات الإسلامية. كمال سيف صحفي سوداني في سويسرا نشر بتاريخ 27-08-2011