كلام مليان ليس هكذا تورد الأبل ياسادة !! جمال جادو [email protected] كلما إشتد البأس وزادت وطأة المعاناة وإلتهبت نيران المعيشة وصعبت الحياة ، تحدث إلينا مسئول ( رفيع المستوى ) وطمئننا بأن البلاد بألف خير !! بل ويذهب الى أكثر من ذلك مطالباً إيانا بالاستمرار بالتمتع بما يحسبه في إيدينا من نعم وخيرات وفيرة ورفاهية .. والعيش بكرامة طالما إننا بني هذا الوطن الطيب الكريم المعطاء !! و المسئول يتحدث إلينا واصفاً ( لا إرادياً ) حياته التي يعيشها هو ومن ولاه ومن رضى عنهم ولا يمت إلى بؤسنا وشقانا بأي صلة لا من بعيد ولا من قريب ..وكيف ذلك وهو يعيش مرفهاً وهانئاً فى قصره العاجي وينتعل الكلاركس (أغلى أنواع الأحذية العالمية) ويلبس من إيف سان لوران وديور وبووس ولاكوست ويمتطي صهوة اللكزس والإنفنيتي والبى إم دبليو ويقضي إجازاته (الإسبوعية) مع أسرته وأحياناً مع أصدقائه أو صديقاته (سيان عنده) فى ربوع الريف الانجليزي وباريس وسويسرا ( حيث مرقد امواله المتكدسة ) ..!! كل ذلك عشته أثناء حضوري كإعلامي يجالس كبار القوم في لقاءتهم وهو ليس منهم !! ولكن بحكم عمله ، شهدت الكثير من الأحاديث ( العجيبة) بينما المسئولون منهمكون في تناول مالذ وطاب من مأدبة العشاء الفاخرة مع السيد الوزير على ضوء الشموع الخافتة وموسيقي البيانو الحالمة ممزوجة بأنغام الكمان الهادئة وبين الكثيرين من أصدقائه من مختلف الجنسيات حيث بُهرت وذُهلت لذلك المستوى من المعيشة التي يعيشها السيد الوزير وطبعاً كان الحديث بالمليارات حيث لايمكنني مجاراتهم وهو (شهرا ماعندي فيهو نفقة) وإكتفيت بسماع الموسيقى والتبسم فى وجه كل من يختلس النظر الي بينما أتفحص الوجوه وأفكر هل لهؤلاء ضمائر كالتي بين جوانحنا ؟!! كنت أرى كل ذلك وأعيشه بينما أمارس حياتي العملية متنقلاً بين مؤتمرات سيادتهم وندواتهم وهم يكثرون من الحديث دون طائل يرتجى ولا عائد إيجابي بينما البلاد تشتعل غلاءاً ، ومانملكه هو أقلامنا نشهرها في وجوههم ونصرح ملء مدادنا بأن (ياسادتنا الكبار ويا مسئولينا كباراً وصغاراً ( لأن الصغار احياناً أشد أذى ) الشعب قد أرهقه الغلاء .. نعم .. نصرخ مل فيهنا ونعلنها صراحة البلد جائع حتى النخاع والشعب السوداني المغلوب على أمره مل ثم مل ثم مل ربط الأحزمة وخارت قواه من جوع مزمن طال أمده ولم يعد بمقدوره الصبر عليه .. ليس هكذا تورد الأبل ياكبار وليس كذلك تكون القيادة والسياسة وليس ببعيد عنا مايحدث في بعض الدول العربية من حولنا من ثورات يمكن تسميتها ( ثورات الجياع) والسودان ليس بمعصوم من ثورات كتلك ، خاصة وانه (معلم) الشعوب معنى أن تثور الشعوب وتنتصر .. !! نشر بتاريخ 17-09-2011