رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب وحده فى الشارع !!
نشر في سودانيات يوم 21 - 09 - 2011


[email protected]
فى ظل انشغال الحكومة بحروبها , والمعارضة بترددها داخل جحورها , والحركات المسلحة فى محاولاتها لجمع الصفوف وتوسيع تحالفاتها لاسقاط النظام , يقف الشعب السودانى وحيداً , فى وجه القصف اليومى والجوع والتشرد والمرض واليأس والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً ويأساً .
وتساءلنا ومعنا كثيرون عن ما اذا كان هناك ما يجمع السودانيين فى ظل الاستقطاب العرقى المستفحل , والازمات التاريخية والمعاصرة المسكوت عنها والمعلن من العنصرية والتمييز والفشل السياسى والاقتصادى المزمن . لكن الواقع يقول ان الشعب السودانى على مستوى الشارع والمواطن العادى من كل الاعراق والانتمائات متفقين , فخلال الاشهر السته الماضية التى تمت فيها دعوات ومحاولات من الشباب والحركات المسلحة وحتى قو ى المعارضة للخروج الى الشارع , الا ان السودانيين لم يخرجوا . وفى هذه الايام تعلو الاصوات حول زيادة احتمالات عدم الخروج للشارع وميل الكفة نحو حمل السلاح فقط والثورة القادمة من الهامش والخوف لدى المركز منها . وترتفع الاسعار بجنون والسودانيين لا يخرجون والحروب تندلع والحكومة تدعو المجاهدين القدامى للذهاب للقتال ولا يذهبون , ترى ماذا ينوى هذا الشعب ؟
هذا الشعب الذى جرب العنصرية ولم تحل اشكالاته ولم ينتصر السيد ولا من هو غير سيد في بلاده , وكان الخيار انقسام البلاد لنصفين فكانت هزيمة السادة فى خسارة ممتلاكاتهم , وهزيمة الغير سادة فى الفشل فى التغيير الجذرى لكل البلاد لذا كان الخيار الاكتفاء بمحاولة تغيير حال بعضها فكان الانفصال من مؤرست عليهم العنصرية في اقصي حدودها . وهذا الشعب جرب الديمقراطية فكانت اشبه بالفصل " الما عندو الفة " كم هائل من الاصوات المتعالية ولكن دون هدف او حتى ادراك للواقع خارج قاعات البرلمانات التى لم تخرج منها الديمقراطية ابدا الى الشارع والناس , بل ظلت تختنق فيها حتى "فطست وريحتها مرقت " فانقلب عليها العسكر كما فى كل مرة . واما العسكر فما ادراك ما العسكر انهم الشر الاخضر . قتلوا ونهبوا وحكموا البلاد كأنها سرية , تارة يرمونها فى حروب بلا معنى او فى مشاريع يسمونها تنموية , لا تنمى الا فقر هذا الشعب . واما الحركات المسلحة فانما كانت تعبيرا عن الحد الاقصى من الغضب و اليأس الذى وصل اليه المتعلمين والسياسيين من ازمات البلاد وكان املهم فى القتال ان يطلقوا على تلك الازمات رصاصة الرحمة , رحمة بهم وبالبلاد . فدارت الحروب وبذلت التضحيات العظام لاجل الخلاص الا ان النار لم تولد الا مزيدا من النار فى ظل تعنت الحاكمين ولا مبالاتهم بارواح الشعب .
يقف الشعب الان وحيدا مواجها موتا يوميا , بالرصاص والاسلحة الكيمائية , و الدواء الفاسد , والجوع بسبب الغلاء الفاحش لابسط مقومات البقاء " الطعام" . وفى كل انحاء السودان الظلم لا يحتمل , المنازل المقصوفة بالطائرات والاحياء التى مسحت بالدبابات كما حدث فى كادوقلى حيث عادت (خ-د) وزوجها المعلم الذين كان لهم يوما بيت فى حى حجر النار فى كادوقلى ليجدوه ممسوحا من الارض ( اخذوا حتى جوالات العيش التى زرعتها قالت "خ" معبورة وقال زوجها ليس لدى ملابس تصدق على قريبى بحذاء وبنطلون ) , فى شندى موطن الرئيس المجرم ومعقل مؤيديه يعذب المتهمون فى الحراسات حتى فقد القدرة على الحركة , وارض الجزيرة تباع الى من لا يدرى احد , والشمال يفرغ من سكانه بالسدود والسرطانات والشرق تقضى عليه المجاعة و لا يهتم احد . اما اهل مناطق الحرب فحذث بلا حرج , المساعدات الممنوعة والاطفال المشردين بلا اهل فى الغابات والكراكير المظلمة والقتلى فقط فى جنوب كردفان اكثر من 2000الف . اما اهل المدن والمركز فهم فى " شلهته " تحنن العدو قبل الحبيب , الجيش داير تجريدتو من طلبه المدارس الذين يجلسون على الارض وفى ظلال الرواكيب , والاسر تعانى لتأكل فحالة انعدام الامن الغذائى وصلت حدها الاقصى لدى المواطن العادى . والحكومة تقاطع اللحم والشعب " يقطع من لحمو عشان ياكل فول" .
الشعب وبموقفه الرافض للخروج الى الشارع رغم الدعوات اللامعدودة والبيانات والادانات والاجتماعات والندوات فى الداخل والخارج , انما يثبت موقفه بان له ارادة حرة وانه ليس ملك احد ليحركه متى شاء اينما شاء . وان صدمة الشعب فى قادته جعلته يقرر كما يبدو ان يقود نفسه بنفسه الى حيث لا احد له عليه حق ولا كلمة . فلن يخرج السودانيون هذه المرة لان نقابات العمال والمهنيين امرتهم كما كان فى الانتفاضات السابقة لانها - اى النقابات -غير موجودة اصلا وثانيا لانهم تبعوها قبلا ولم ينصفوا , كما انهم لن يتبعوا السادة الاشراف وورثة الاولياء ,لان حتى الاولياء لم يستجيبوا لاستغاثاتهم لا سيدى الحسن ولا على ولا بركات المهدى . اما الشباب فى الفيس بوك , فاغلب الشعب لا يعرفون النت وان عرفوه فانهم غير مستعدين للتعامل مع من لا يقف معهم فى محنهم بالمحسوس المعروف وليس مجرد الهتاف وشوت الكولينج بى الشعر الثورى بدل فى الاركان فى صفحات النت , فهذا اصغر كثيرا جدا من ان يرقى لالام واحلام التغيير الحقيقى لهذا الشعب . اما ما يسمى بالمثقفين والمجتمع المدنى " فذرهم فى غمرتهم يعمهون" . اما الحركات المسلحة فهى تبقى هي الوحيدة التى تثبت موقفا واضحا من ازمات البلاد , غير ان السودانيين كما يبدو غير مستعدين لاى حكم عسكرى اخر لذا فانهم مصرون على صناعة ثورتهم الشعبية بشروط جديدة تماما . يدركون تماما حجم الصراع والعدو وان الشعب كله قد يحمل السلاح فى لحظة ما من الثورة كما فى ليبيا , الا ان ذلك لن يكون بامر من احد سيكون قرار الشعب وحده .
يدرك الشعب ان خياره فى التحرر من قبضة وقيادة اى احد سوى الشعب نفسه , يدرك انها معركة صعبة ولكنها الخلاص الوحيد والضمان الوحيد لاخراج البلاد نهائيا من ازماتها المعاصرة والتاريخية . كما ان الموت جميعا واختلاط الدماء على الارض هو الطريق الاوحد للعيش جميعا على هذه الارض بكل الاعراق والانتمائات المختلفة . هذا الخروج الى الشارع الذى لا يقرره احد ولا يحدد اهدافه ولا يقرر نهائيته احد سوى الشعب وحده هو الطريق نحو السودان الحر من القيادات التى لا تعرف لا كيف ولا الى اين تقود , هذا الشعب قرر ان انه لن ينتظر او يأمل فى دعم المجتمع الدولى لخياراته لان المجتمع الدولى يسعى لمصالحه التى ستتعارض حتما مع هذا القدر من التحرر الذى سيكون اكثر من اللازم بالنسبة للمجتمع الدولى ويضعه فى رؤيه غير واضحة لتحديد حلفائه المحقيقين لمصالحه احيانا على حساب الشعب , كما يتباطأ الان فى دعم سوريا واليمن على عكس ليبيا . اذن تزداد وحدة الشعب وهنا تتطابق المعانى فالشعب سيقف وحده لانها سيبله الوحيدة ليتوحد وعلى اسس جديدة لاول مرة فى تاريخه ,وحدة بلا قيادة وبلا شروط وبلا تفاوض , وحدة الشعب الذى لم يجد غير بعضه البعض سندا كما ساند اهل الابيض والرهد نازحى جنوب كردفان بقوت يومهم , ووقفوا وحيدين شبابا وتجارا ونساء واستضافوهم فى بيوتهم ولا زال النازحين يسكنون فى منازل فى الرهد اجرها اهل الرهد ل3 اشهر على حسابهم الخاص اكثر من 100 منزل بها ما يقارب ال1500 نازح , لجأوا اليها بعد ان طردتهم الحكومة من مدارس الحكومة والشعب . فلا المجتمع الدولى ولا المعارضة ولا المثقفين وجدهم هؤلاء حين احتاجوهم .
الشعب يريد ويقرر وحده وسيخرج وحده والجميع فى لهوهم , والشعب ايضا كما يبدو سيحكم وحده ويحكم نفسه بنفسه , فلن ينام من يختاره الشعب معبرا عنه او مديرا لشؤونه , بل سيسهر لان عين الشعب تراقب وتريد ولن تتوقف ارادة هذا الشعب الذى سيحرر نفسه من كل ما سواه ولا يؤمن الا لصوته وقوته التى لن يمنحها لاحد ابدا بعد الان فالجميع من الرئيس الى الغفير هم اجراء الشعب , فهل ستقبل الحكومة والمعارضة بهذا الشعب وتنضم له وهل ستلحق به ؟ وهل ستنضم الحركات المسلحة للشعب بدلا من ان تطالبه بالانضمام اليها ؟ الشعب الذى يثبت حريته فى كل صباح يواصل فيه الحياة خروجه سيكون مفاجئا وحاسما وبلا رجعة !!
[email protected]
عثمان نواي
فى ظل انشغال الحكومة بحروبها , والمعارضة بترددها داخل جحورها , والحركات المسلحة فى محاولاتها لجمع الصفوف وتوسيع تحالفاتها لاسقاط النظام , يقف الشعب السودانى وحيداً , فى وجه القصف اليومى والجوع والتشرد والمرض واليأس والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً ويأساً .
وتساءلنا ومعنا كثيرون عن ما اذا كان هناك ما يجمع السودانيين فى ظل الاستقطاب العرقى المستفحل , والازمات التاريخية والمعاصرة المسكوت عنها والمعلن من العنصرية والتمييز والفشل السياسى والاقتصادى المزمن . لكن الواقع يقول ان الشعب السودانى على مستوى الشارع والمواطن العادى من كل الاعراق والانتمائات متفقين , فخلال الاشهر السته الماضية التى تمت فيها دعوات ومحاولات من الشباب والحركات المسلحة وحتى قو ى المعارضة للخروج الى الشارع , الا ان السودانيين لم يخرجوا . وفى هذه الايام تعلو الاصوات حول زيادة احتمالات عدم الخروج للشارع وميل الكفة نحو حمل السلاح فقط والثورة القادمة من الهامش والخوف لدى المركز منها . وترتفع الاسعار بجنون والسودانيين لا يخرجون والحروب تندلع والحكومة تدعو المجاهدين القدامى للذهاب للقتال ولا يذهبون , ترى ماذا ينوى هذا الشعب ؟
هذا الشعب الذى جرب العنصرية ولم تحل اشكالاته ولم ينتصر السيد ولا من هو غير سيد في بلاده , وكان الخيار انقسام البلاد لنصفين فكانت هزيمة السادة فى خسارة ممتلاكاتهم , وهزيمة الغير سادة فى الفشل فى التغيير الجذرى لكل البلاد لذا كان الخيار الاكتفاء بمحاولة تغيير حال بعضها فكان الانفصال من مؤرست عليهم العنصرية في اقصي حدودها . وهذا الشعب جرب الديمقراطية فكانت اشبه بالفصل " الما عندو الفة " كم هائل من الاصوات المتعالية ولكن دون هدف او حتى ادراك للواقع خارج قاعات البرلمانات التى لم تخرج منها الديمقراطية ابدا الى الشارع والناس , بل ظلت تختنق فيها حتى "فطست وريحتها مرقت " فانقلب عليها العسكر كما فى كل مرة . واما العسكر فما ادراك ما العسكر انهم الشر الاخضر . قتلوا ونهبوا وحكموا البلاد كأنها سرية , تارة يرمونها فى حروب بلا معنى او فى مشاريع يسمونها تنموية , لا تنمى الا فقر هذا الشعب . واما الحركات المسلحة فانما كانت تعبيرا عن الحد الاقصى من الغضب و اليأس الذى وصل اليه المتعلمين والسياسيين من ازمات البلاد وكان املهم فى القتال ان يطلقوا على تلك الازمات رصاصة الرحمة , رحمة بهم وبالبلاد . فدارت الحروب وبذلت التضحيات العظام لاجل الخلاص الا ان النار لم تولد الا مزيدا من النار فى ظل تعنت الحاكمين ولا مبالاتهم بارواح الشعب .
يقف الشعب الان وحيدا مواجها موتا يوميا , بالرصاص والاسلحة الكيمائية , و الدواء الفاسد , والجوع بسبب الغلاء الفاحش لابسط مقومات البقاء " الطعام" . وفى كل انحاء السودان الظلم لا يحتمل , المنازل المقصوفة بالطائرات والاحياء التى مسحت بالدبابات كما حدث فى كادوقلى حيث عادت (خ-د) وزوجها المعلم الذين كان لهم يوما بيت فى حى حجر النار فى كادوقلى ليجدوه ممسوحا من الارض ( اخذوا حتى جوالات العيش التى زرعتها قالت "خ" معبورة وقال زوجها ليس لدى ملابس تصدق على قريبى بحذاء وبنطلون ) , فى شندى موطن الرئيس المجرم ومعقل مؤيديه يعذب المتهمون فى الحراسات حتى فقد القدرة على الحركة , وارض الجزيرة تباع الى من لا يدرى احد , والشمال يفرغ من سكانه بالسدود والسرطانات والشرق تقضى عليه المجاعة و لا يهتم احد . اما اهل مناطق الحرب فحذث بلا حرج , المساعدات الممنوعة والاطفال المشردين بلا اهل فى الغابات والكراكير المظلمة والقتلى فقط فى جنوب كردفان اكثر من 2000الف . اما اهل المدن والمركز فهم فى " شلهته " تحنن العدو قبل الحبيب , الجيش داير تجريدتو من طلبه المدارس الذين يجلسون على الارض وفى ظلال الرواكيب , والاسر تعانى لتأكل فحالة انعدام الامن الغذائى وصلت حدها الاقصى لدى المواطن العادى . والحكومة تقاطع اللحم والشعب " يقطع من لحمو عشان ياكل فول" .
الشعب وبموقفه الرافض للخروج الى الشارع رغم الدعوات اللامعدودة والبيانات والادانات والاجتماعات والندوات فى الداخل والخارج , انما يثبت موقفه بان له ارادة حرة وانه ليس ملك احد ليحركه متى شاء اينما شاء . وان صدمة الشعب فى قادته جعلته يقرر كما يبدو ان يقود نفسه بنفسه الى حيث لا احد له عليه حق ولا كلمة . فلن يخرج السودانيون هذه المرة لان نقابات العمال والمهنيين امرتهم كما كان فى الانتفاضات السابقة لانها - اى النقابات -غير موجودة اصلا وثانيا لانهم تبعوها قبلا ولم ينصفوا , كما انهم لن يتبعوا السادة الاشراف وورثة الاولياء ,لان حتى الاولياء لم يستجيبوا لاستغاثاتهم لا سيدى الحسن ولا على ولا بركات المهدى . اما الشباب فى الفيس بوك , فاغلب الشعب لا يعرفون النت وان عرفوه فانهم غير مستعدين للتعامل مع من لا يقف معهم فى محنهم بالمحسوس المعروف وليس مجرد الهتاف وشوت الكولينج بى الشعر الثورى بدل فى الاركان فى صفحات النت , فهذا اصغر كثيرا جدا من ان يرقى لالام واحلام التغيير الحقيقى لهذا الشعب . اما ما يسمى بالمثقفين والمجتمع المدنى " فذرهم فى غمرتهم يعمهون" . اما الحركات المسلحة فهى تبقى هي الوحيدة التى تثبت موقفا واضحا من ازمات البلاد , غير ان السودانيين كما يبدو غير مستعدين لاى حكم عسكرى اخر لذا فانهم مصرون على صناعة ثورتهم الشعبية بشروط جديدة تماما . يدركون تماما حجم الصراع والعدو وان الشعب كله قد يحمل السلاح فى لحظة ما من الثورة كما فى ليبيا , الا ان ذلك لن يكون بامر من احد سيكون قرار الشعب وحده .
يدرك الشعب ان خياره فى التحرر من قبضة وقيادة اى احد سوى الشعب نفسه , يدرك انها معركة صعبة ولكنها الخلاص الوحيد والضمان الوحيد لاخراج البلاد نهائيا من ازماتها المعاصرة والتاريخية . كما ان الموت جميعا واختلاط الدماء على الارض هو الطريق الاوحد للعيش جميعا على هذه الارض بكل الاعراق والانتمائات المختلفة . هذا الخروج الى الشارع الذى لا يقرره احد ولا يحدد اهدافه ولا يقرر نهائيته احد سوى الشعب وحده هو الطريق نحو السودان الحر من القيادات التى لا تعرف لا كيف ولا الى اين تقود , هذا الشعب قرر ان انه لن ينتظر او يأمل فى دعم المجتمع الدولى لخياراته لان المجتمع الدولى يسعى لمصالحه التى ستتعارض حتما مع هذا القدر من التحرر الذى سيكون اكثر من اللازم بالنسبة للمجتمع الدولى ويضعه فى رؤيه غير واضحة لتحديد حلفائه المحقيقين لمصالحه احيانا على حساب الشعب , كما يتباطأ الان فى دعم سوريا واليمن على عكس ليبيا . اذن تزداد وحدة الشعب وهنا تتطابق المعانى فالشعب سيقف وحده لانها سيبله الوحيدة ليتوحد وعلى اسس جديدة لاول مرة فى تاريخه ,وحدة بلا قيادة وبلا شروط وبلا تفاوض , وحدة الشعب الذى لم يجد غير بعضه البعض سندا كما ساند اهل الابيض والرهد نازحى جنوب كردفان بقوت يومهم , ووقفوا وحيدين شبابا وتجارا ونساء واستضافوهم فى بيوتهم ولا زال النازحين يسكنون فى منازل فى الرهد اجرها اهل الرهد ل3 اشهر على حسابهم الخاص اكثر من 100 منزل بها ما يقارب ال1500 نازح , لجأوا اليها بعد ان طردتهم الحكومة من مدارس الحكومة والشعب . فلا المجتمع الدولى ولا المعارضة ولا المثقفين وجدهم هؤلاء حين احتاجوهم .
الشعب يريد ويقرر وحده وسيخرج وحده والجميع فى لهوهم , والشعب ايضا كما يبدو سيحكم وحده ويحكم نفسه بنفسه , فلن ينام من يختاره الشعب معبرا عنه او مديرا لشؤونه , بل سيسهر لان عين الشعب تراقب وتريد ولن تتوقف ارادة هذا الشعب الذى سيحرر نفسه من كل ما سواه ولا يؤمن الا لصوته وقوته التى لن يمنحها لاحد ابدا بعد الان فالجميع من الرئيس الى الغفير هم اجراء الشعب , فهل ستقبل الحكومة والمعارضة بهذا الشعب وتنضم له وهل ستلحق به ؟ وهل ستنضم الحركات المسلحة للشعب بدلا من ان تطالبه بالانضمام اليها ؟ الشعب الذى يثبت حريته فى كل صباح يواصل فيه الحياة خروجه سيكون مفاجئا وحاسما وبلا رجعة !!
نشر بتاريخ 20-09-2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.