وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشعب وحده فى الشارع !!
نشر في سودانيات يوم 21 - 09 - 2011


[email protected]
فى ظل انشغال الحكومة بحروبها , والمعارضة بترددها داخل جحورها , والحركات المسلحة فى محاولاتها لجمع الصفوف وتوسيع تحالفاتها لاسقاط النظام , يقف الشعب السودانى وحيداً , فى وجه القصف اليومى والجوع والتشرد والمرض واليأس والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً ويأساً .
وتساءلنا ومعنا كثيرون عن ما اذا كان هناك ما يجمع السودانيين فى ظل الاستقطاب العرقى المستفحل , والازمات التاريخية والمعاصرة المسكوت عنها والمعلن من العنصرية والتمييز والفشل السياسى والاقتصادى المزمن . لكن الواقع يقول ان الشعب السودانى على مستوى الشارع والمواطن العادى من كل الاعراق والانتمائات متفقين , فخلال الاشهر السته الماضية التى تمت فيها دعوات ومحاولات من الشباب والحركات المسلحة وحتى قو ى المعارضة للخروج الى الشارع , الا ان السودانيين لم يخرجوا . وفى هذه الايام تعلو الاصوات حول زيادة احتمالات عدم الخروج للشارع وميل الكفة نحو حمل السلاح فقط والثورة القادمة من الهامش والخوف لدى المركز منها . وترتفع الاسعار بجنون والسودانيين لا يخرجون والحروب تندلع والحكومة تدعو المجاهدين القدامى للذهاب للقتال ولا يذهبون , ترى ماذا ينوى هذا الشعب ؟
هذا الشعب الذى جرب العنصرية ولم تحل اشكالاته ولم ينتصر السيد ولا من هو غير سيد في بلاده , وكان الخيار انقسام البلاد لنصفين فكانت هزيمة السادة فى خسارة ممتلاكاتهم , وهزيمة الغير سادة فى الفشل فى التغيير الجذرى لكل البلاد لذا كان الخيار الاكتفاء بمحاولة تغيير حال بعضها فكان الانفصال من مؤرست عليهم العنصرية في اقصي حدودها . وهذا الشعب جرب الديمقراطية فكانت اشبه بالفصل " الما عندو الفة " كم هائل من الاصوات المتعالية ولكن دون هدف او حتى ادراك للواقع خارج قاعات البرلمانات التى لم تخرج منها الديمقراطية ابدا الى الشارع والناس , بل ظلت تختنق فيها حتى "فطست وريحتها مرقت " فانقلب عليها العسكر كما فى كل مرة . واما العسكر فما ادراك ما العسكر انهم الشر الاخضر . قتلوا ونهبوا وحكموا البلاد كأنها سرية , تارة يرمونها فى حروب بلا معنى او فى مشاريع يسمونها تنموية , لا تنمى الا فقر هذا الشعب . واما الحركات المسلحة فانما كانت تعبيرا عن الحد الاقصى من الغضب و اليأس الذى وصل اليه المتعلمين والسياسيين من ازمات البلاد وكان املهم فى القتال ان يطلقوا على تلك الازمات رصاصة الرحمة , رحمة بهم وبالبلاد . فدارت الحروب وبذلت التضحيات العظام لاجل الخلاص الا ان النار لم تولد الا مزيدا من النار فى ظل تعنت الحاكمين ولا مبالاتهم بارواح الشعب .
يقف الشعب الان وحيدا مواجها موتا يوميا , بالرصاص والاسلحة الكيمائية , و الدواء الفاسد , والجوع بسبب الغلاء الفاحش لابسط مقومات البقاء " الطعام" . وفى كل انحاء السودان الظلم لا يحتمل , المنازل المقصوفة بالطائرات والاحياء التى مسحت بالدبابات كما حدث فى كادوقلى حيث عادت (خ-د) وزوجها المعلم الذين كان لهم يوما بيت فى حى حجر النار فى كادوقلى ليجدوه ممسوحا من الارض ( اخذوا حتى جوالات العيش التى زرعتها قالت "خ" معبورة وقال زوجها ليس لدى ملابس تصدق على قريبى بحذاء وبنطلون ) , فى شندى موطن الرئيس المجرم ومعقل مؤيديه يعذب المتهمون فى الحراسات حتى فقد القدرة على الحركة , وارض الجزيرة تباع الى من لا يدرى احد , والشمال يفرغ من سكانه بالسدود والسرطانات والشرق تقضى عليه المجاعة و لا يهتم احد . اما اهل مناطق الحرب فحذث بلا حرج , المساعدات الممنوعة والاطفال المشردين بلا اهل فى الغابات والكراكير المظلمة والقتلى فقط فى جنوب كردفان اكثر من 2000الف . اما اهل المدن والمركز فهم فى " شلهته " تحنن العدو قبل الحبيب , الجيش داير تجريدتو من طلبه المدارس الذين يجلسون على الارض وفى ظلال الرواكيب , والاسر تعانى لتأكل فحالة انعدام الامن الغذائى وصلت حدها الاقصى لدى المواطن العادى . والحكومة تقاطع اللحم والشعب " يقطع من لحمو عشان ياكل فول" .
الشعب وبموقفه الرافض للخروج الى الشارع رغم الدعوات اللامعدودة والبيانات والادانات والاجتماعات والندوات فى الداخل والخارج , انما يثبت موقفه بان له ارادة حرة وانه ليس ملك احد ليحركه متى شاء اينما شاء . وان صدمة الشعب فى قادته جعلته يقرر كما يبدو ان يقود نفسه بنفسه الى حيث لا احد له عليه حق ولا كلمة . فلن يخرج السودانيون هذه المرة لان نقابات العمال والمهنيين امرتهم كما كان فى الانتفاضات السابقة لانها - اى النقابات -غير موجودة اصلا وثانيا لانهم تبعوها قبلا ولم ينصفوا , كما انهم لن يتبعوا السادة الاشراف وورثة الاولياء ,لان حتى الاولياء لم يستجيبوا لاستغاثاتهم لا سيدى الحسن ولا على ولا بركات المهدى . اما الشباب فى الفيس بوك , فاغلب الشعب لا يعرفون النت وان عرفوه فانهم غير مستعدين للتعامل مع من لا يقف معهم فى محنهم بالمحسوس المعروف وليس مجرد الهتاف وشوت الكولينج بى الشعر الثورى بدل فى الاركان فى صفحات النت , فهذا اصغر كثيرا جدا من ان يرقى لالام واحلام التغيير الحقيقى لهذا الشعب . اما ما يسمى بالمثقفين والمجتمع المدنى " فذرهم فى غمرتهم يعمهون" . اما الحركات المسلحة فهى تبقى هي الوحيدة التى تثبت موقفا واضحا من ازمات البلاد , غير ان السودانيين كما يبدو غير مستعدين لاى حكم عسكرى اخر لذا فانهم مصرون على صناعة ثورتهم الشعبية بشروط جديدة تماما . يدركون تماما حجم الصراع والعدو وان الشعب كله قد يحمل السلاح فى لحظة ما من الثورة كما فى ليبيا , الا ان ذلك لن يكون بامر من احد سيكون قرار الشعب وحده .
يدرك الشعب ان خياره فى التحرر من قبضة وقيادة اى احد سوى الشعب نفسه , يدرك انها معركة صعبة ولكنها الخلاص الوحيد والضمان الوحيد لاخراج البلاد نهائيا من ازماتها المعاصرة والتاريخية . كما ان الموت جميعا واختلاط الدماء على الارض هو الطريق الاوحد للعيش جميعا على هذه الارض بكل الاعراق والانتمائات المختلفة . هذا الخروج الى الشارع الذى لا يقرره احد ولا يحدد اهدافه ولا يقرر نهائيته احد سوى الشعب وحده هو الطريق نحو السودان الحر من القيادات التى لا تعرف لا كيف ولا الى اين تقود , هذا الشعب قرر ان انه لن ينتظر او يأمل فى دعم المجتمع الدولى لخياراته لان المجتمع الدولى يسعى لمصالحه التى ستتعارض حتما مع هذا القدر من التحرر الذى سيكون اكثر من اللازم بالنسبة للمجتمع الدولى ويضعه فى رؤيه غير واضحة لتحديد حلفائه المحقيقين لمصالحه احيانا على حساب الشعب , كما يتباطأ الان فى دعم سوريا واليمن على عكس ليبيا . اذن تزداد وحدة الشعب وهنا تتطابق المعانى فالشعب سيقف وحده لانها سيبله الوحيدة ليتوحد وعلى اسس جديدة لاول مرة فى تاريخه ,وحدة بلا قيادة وبلا شروط وبلا تفاوض , وحدة الشعب الذى لم يجد غير بعضه البعض سندا كما ساند اهل الابيض والرهد نازحى جنوب كردفان بقوت يومهم , ووقفوا وحيدين شبابا وتجارا ونساء واستضافوهم فى بيوتهم ولا زال النازحين يسكنون فى منازل فى الرهد اجرها اهل الرهد ل3 اشهر على حسابهم الخاص اكثر من 100 منزل بها ما يقارب ال1500 نازح , لجأوا اليها بعد ان طردتهم الحكومة من مدارس الحكومة والشعب . فلا المجتمع الدولى ولا المعارضة ولا المثقفين وجدهم هؤلاء حين احتاجوهم .
الشعب يريد ويقرر وحده وسيخرج وحده والجميع فى لهوهم , والشعب ايضا كما يبدو سيحكم وحده ويحكم نفسه بنفسه , فلن ينام من يختاره الشعب معبرا عنه او مديرا لشؤونه , بل سيسهر لان عين الشعب تراقب وتريد ولن تتوقف ارادة هذا الشعب الذى سيحرر نفسه من كل ما سواه ولا يؤمن الا لصوته وقوته التى لن يمنحها لاحد ابدا بعد الان فالجميع من الرئيس الى الغفير هم اجراء الشعب , فهل ستقبل الحكومة والمعارضة بهذا الشعب وتنضم له وهل ستلحق به ؟ وهل ستنضم الحركات المسلحة للشعب بدلا من ان تطالبه بالانضمام اليها ؟ الشعب الذى يثبت حريته فى كل صباح يواصل فيه الحياة خروجه سيكون مفاجئا وحاسما وبلا رجعة !!
[email protected]
عثمان نواي
فى ظل انشغال الحكومة بحروبها , والمعارضة بترددها داخل جحورها , والحركات المسلحة فى محاولاتها لجمع الصفوف وتوسيع تحالفاتها لاسقاط النظام , يقف الشعب السودانى وحيداً , فى وجه القصف اليومى والجوع والتشرد والمرض واليأس والموت قصفاً وجوعاً ومرضاً ويأساً .
وتساءلنا ومعنا كثيرون عن ما اذا كان هناك ما يجمع السودانيين فى ظل الاستقطاب العرقى المستفحل , والازمات التاريخية والمعاصرة المسكوت عنها والمعلن من العنصرية والتمييز والفشل السياسى والاقتصادى المزمن . لكن الواقع يقول ان الشعب السودانى على مستوى الشارع والمواطن العادى من كل الاعراق والانتمائات متفقين , فخلال الاشهر السته الماضية التى تمت فيها دعوات ومحاولات من الشباب والحركات المسلحة وحتى قو ى المعارضة للخروج الى الشارع , الا ان السودانيين لم يخرجوا . وفى هذه الايام تعلو الاصوات حول زيادة احتمالات عدم الخروج للشارع وميل الكفة نحو حمل السلاح فقط والثورة القادمة من الهامش والخوف لدى المركز منها . وترتفع الاسعار بجنون والسودانيين لا يخرجون والحروب تندلع والحكومة تدعو المجاهدين القدامى للذهاب للقتال ولا يذهبون , ترى ماذا ينوى هذا الشعب ؟
هذا الشعب الذى جرب العنصرية ولم تحل اشكالاته ولم ينتصر السيد ولا من هو غير سيد في بلاده , وكان الخيار انقسام البلاد لنصفين فكانت هزيمة السادة فى خسارة ممتلاكاتهم , وهزيمة الغير سادة فى الفشل فى التغيير الجذرى لكل البلاد لذا كان الخيار الاكتفاء بمحاولة تغيير حال بعضها فكان الانفصال من مؤرست عليهم العنصرية في اقصي حدودها . وهذا الشعب جرب الديمقراطية فكانت اشبه بالفصل " الما عندو الفة " كم هائل من الاصوات المتعالية ولكن دون هدف او حتى ادراك للواقع خارج قاعات البرلمانات التى لم تخرج منها الديمقراطية ابدا الى الشارع والناس , بل ظلت تختنق فيها حتى "فطست وريحتها مرقت " فانقلب عليها العسكر كما فى كل مرة . واما العسكر فما ادراك ما العسكر انهم الشر الاخضر . قتلوا ونهبوا وحكموا البلاد كأنها سرية , تارة يرمونها فى حروب بلا معنى او فى مشاريع يسمونها تنموية , لا تنمى الا فقر هذا الشعب . واما الحركات المسلحة فانما كانت تعبيرا عن الحد الاقصى من الغضب و اليأس الذى وصل اليه المتعلمين والسياسيين من ازمات البلاد وكان املهم فى القتال ان يطلقوا على تلك الازمات رصاصة الرحمة , رحمة بهم وبالبلاد . فدارت الحروب وبذلت التضحيات العظام لاجل الخلاص الا ان النار لم تولد الا مزيدا من النار فى ظل تعنت الحاكمين ولا مبالاتهم بارواح الشعب .
يقف الشعب الان وحيدا مواجها موتا يوميا , بالرصاص والاسلحة الكيمائية , و الدواء الفاسد , والجوع بسبب الغلاء الفاحش لابسط مقومات البقاء " الطعام" . وفى كل انحاء السودان الظلم لا يحتمل , المنازل المقصوفة بالطائرات والاحياء التى مسحت بالدبابات كما حدث فى كادوقلى حيث عادت (خ-د) وزوجها المعلم الذين كان لهم يوما بيت فى حى حجر النار فى كادوقلى ليجدوه ممسوحا من الارض ( اخذوا حتى جوالات العيش التى زرعتها قالت "خ" معبورة وقال زوجها ليس لدى ملابس تصدق على قريبى بحذاء وبنطلون ) , فى شندى موطن الرئيس المجرم ومعقل مؤيديه يعذب المتهمون فى الحراسات حتى فقد القدرة على الحركة , وارض الجزيرة تباع الى من لا يدرى احد , والشمال يفرغ من سكانه بالسدود والسرطانات والشرق تقضى عليه المجاعة و لا يهتم احد . اما اهل مناطق الحرب فحذث بلا حرج , المساعدات الممنوعة والاطفال المشردين بلا اهل فى الغابات والكراكير المظلمة والقتلى فقط فى جنوب كردفان اكثر من 2000الف . اما اهل المدن والمركز فهم فى " شلهته " تحنن العدو قبل الحبيب , الجيش داير تجريدتو من طلبه المدارس الذين يجلسون على الارض وفى ظلال الرواكيب , والاسر تعانى لتأكل فحالة انعدام الامن الغذائى وصلت حدها الاقصى لدى المواطن العادى . والحكومة تقاطع اللحم والشعب " يقطع من لحمو عشان ياكل فول" .
الشعب وبموقفه الرافض للخروج الى الشارع رغم الدعوات اللامعدودة والبيانات والادانات والاجتماعات والندوات فى الداخل والخارج , انما يثبت موقفه بان له ارادة حرة وانه ليس ملك احد ليحركه متى شاء اينما شاء . وان صدمة الشعب فى قادته جعلته يقرر كما يبدو ان يقود نفسه بنفسه الى حيث لا احد له عليه حق ولا كلمة . فلن يخرج السودانيون هذه المرة لان نقابات العمال والمهنيين امرتهم كما كان فى الانتفاضات السابقة لانها - اى النقابات -غير موجودة اصلا وثانيا لانهم تبعوها قبلا ولم ينصفوا , كما انهم لن يتبعوا السادة الاشراف وورثة الاولياء ,لان حتى الاولياء لم يستجيبوا لاستغاثاتهم لا سيدى الحسن ولا على ولا بركات المهدى . اما الشباب فى الفيس بوك , فاغلب الشعب لا يعرفون النت وان عرفوه فانهم غير مستعدين للتعامل مع من لا يقف معهم فى محنهم بالمحسوس المعروف وليس مجرد الهتاف وشوت الكولينج بى الشعر الثورى بدل فى الاركان فى صفحات النت , فهذا اصغر كثيرا جدا من ان يرقى لالام واحلام التغيير الحقيقى لهذا الشعب . اما ما يسمى بالمثقفين والمجتمع المدنى " فذرهم فى غمرتهم يعمهون" . اما الحركات المسلحة فهى تبقى هي الوحيدة التى تثبت موقفا واضحا من ازمات البلاد , غير ان السودانيين كما يبدو غير مستعدين لاى حكم عسكرى اخر لذا فانهم مصرون على صناعة ثورتهم الشعبية بشروط جديدة تماما . يدركون تماما حجم الصراع والعدو وان الشعب كله قد يحمل السلاح فى لحظة ما من الثورة كما فى ليبيا , الا ان ذلك لن يكون بامر من احد سيكون قرار الشعب وحده .
يدرك الشعب ان خياره فى التحرر من قبضة وقيادة اى احد سوى الشعب نفسه , يدرك انها معركة صعبة ولكنها الخلاص الوحيد والضمان الوحيد لاخراج البلاد نهائيا من ازماتها المعاصرة والتاريخية . كما ان الموت جميعا واختلاط الدماء على الارض هو الطريق الاوحد للعيش جميعا على هذه الارض بكل الاعراق والانتمائات المختلفة . هذا الخروج الى الشارع الذى لا يقرره احد ولا يحدد اهدافه ولا يقرر نهائيته احد سوى الشعب وحده هو الطريق نحو السودان الحر من القيادات التى لا تعرف لا كيف ولا الى اين تقود , هذا الشعب قرر ان انه لن ينتظر او يأمل فى دعم المجتمع الدولى لخياراته لان المجتمع الدولى يسعى لمصالحه التى ستتعارض حتما مع هذا القدر من التحرر الذى سيكون اكثر من اللازم بالنسبة للمجتمع الدولى ويضعه فى رؤيه غير واضحة لتحديد حلفائه المحقيقين لمصالحه احيانا على حساب الشعب , كما يتباطأ الان فى دعم سوريا واليمن على عكس ليبيا . اذن تزداد وحدة الشعب وهنا تتطابق المعانى فالشعب سيقف وحده لانها سيبله الوحيدة ليتوحد وعلى اسس جديدة لاول مرة فى تاريخه ,وحدة بلا قيادة وبلا شروط وبلا تفاوض , وحدة الشعب الذى لم يجد غير بعضه البعض سندا كما ساند اهل الابيض والرهد نازحى جنوب كردفان بقوت يومهم , ووقفوا وحيدين شبابا وتجارا ونساء واستضافوهم فى بيوتهم ولا زال النازحين يسكنون فى منازل فى الرهد اجرها اهل الرهد ل3 اشهر على حسابهم الخاص اكثر من 100 منزل بها ما يقارب ال1500 نازح , لجأوا اليها بعد ان طردتهم الحكومة من مدارس الحكومة والشعب . فلا المجتمع الدولى ولا المعارضة ولا المثقفين وجدهم هؤلاء حين احتاجوهم .
الشعب يريد ويقرر وحده وسيخرج وحده والجميع فى لهوهم , والشعب ايضا كما يبدو سيحكم وحده ويحكم نفسه بنفسه , فلن ينام من يختاره الشعب معبرا عنه او مديرا لشؤونه , بل سيسهر لان عين الشعب تراقب وتريد ولن تتوقف ارادة هذا الشعب الذى سيحرر نفسه من كل ما سواه ولا يؤمن الا لصوته وقوته التى لن يمنحها لاحد ابدا بعد الان فالجميع من الرئيس الى الغفير هم اجراء الشعب , فهل ستقبل الحكومة والمعارضة بهذا الشعب وتنضم له وهل ستلحق به ؟ وهل ستنضم الحركات المسلحة للشعب بدلا من ان تطالبه بالانضمام اليها ؟ الشعب الذى يثبت حريته فى كل صباح يواصل فيه الحياة خروجه سيكون مفاجئا وحاسما وبلا رجعة !!
نشر بتاريخ 20-09-2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.