[email protected] يختلف المحللون والمفسرون حول سبب الأزمة الحادة التي يعيشها السودان وحكومة المؤتمر الوطني حاليا والتي وصلت مرحلة الحرج من اندلاع الحروب في جبهات متعددة والمجاعة والغلاء الفاحش في أسعار سلع وخدمات يفترض أن يكون السودان مصدرا لها بعد وفرة داخلية . يفتي أهل التخصص كل بما يرى ويعلم من أسباب الأزمة ولكن وباستقراء تاريخ الإنقاذ الكارثة التي حلت بالبلاد في 1989م في سياق الدين الإسلامي السمح الذي تتشدق به الإنقاذ كذبا وافتراء من اجل مصالح دنيوية رخيصة نقول أن الظلم العظيم والمؤسسي الذي جاءت به الإنقاذ منذ يومها الأول وطبقته بوحشية وبربرية وقوة عين في كل شبر من بقاع الوطن هو أس البلاء والسبب الرئيسي للأزمة التي تعيشها البلاد والنظام الظالم الفاسد حاليا . وفي ديننا الإسلامي الحنيف والذي تلاعبت به الإنقاذ من اجل مصالح أفرادها فقط ما يؤيد ذلك . ففي القران الكريم والسنة الشريفة أن الظلم إذا تفشى في مجتمع من المجتمعات كان سببا لنزع البركات، وتقليل الخيرات، وانتشار الأمراض والأوجاع والآفات.والظلم قبيح من كل الناس ولكن قبحه اشد وعاقبته أضر إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم حيث يصعب رفعه عنهم وإزالته منهم، لما للحكام من السطوة والأعوان، ولأن من أهم حقوق الرعية على الرعاة دفع الظلم عنهم .ومشكلة الظلم في الإنقاذ انه ظلم مؤسسيي ومقنن بالقوانين ومقصود بالسياسات الهوجاء الجامحة والبشعة وقد استهدفت الإنقاذ بظلمها الأسود الفئات التي تختلف معها في الرأي والاتجاه السياسي فعملت على تشريدها من العمل في الخدمة المدنية والعسكرية ومنعها من التوظيف لاحقاً ولاحقت التجار في الأسواق بغرض إفقارهم وتمكين الأتباع مكانهم ونجحت في هذا الجانب نجاحا تفوقت به على كل الأنظمة الوحشية الظالمة التي عرفها التاريخ على امتداده فقد ظلت الإنقاذ تلاحق كل من ترى انه ليس منها بكافة صنوف الظلم وبقسوة تتبرأ منها الوحوش الضواري ويتأفف منها غلاة ومتطرفي اليهود في معاملة الفلسطينيين . فبدأ الانقاذيون ولا زالوا وكأنهم وحوش ضارية من كوكب آخر مع الاعتذار للوحوش فهي تمارس فطرتها من اجل الحياة والبقاء ولا ذنب عليها . الانقاذيون لا يشبهون البشر إلا في اشكالهم القميئة وكم صدق الأديب الراحل الطيب صالح عندما قال عنهم مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟ أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على أعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه.) فحقيقة أنهم قوم مرضى ومنزوعو الرحمة والخير وأصحاب فطر منحرفة ووجدان سقيم ولن ينفع فيهم نصح أو هداية فقد شبعوا من الحرام والسحت وارتكبوا من الموبقات والكبائر ما يصم آذانهم ويعمي قلوبهم المغلفة بجدار فولاذي من القسوة والشهوة الغريبة في التدمير والإهلاك والقتل وجمع المال الحرام من اجل مصالح شخصية دنيئة وحقيرة .. لم يدري الانقاذيون إن الظلم عمره قصير مهما طال وتمكنوا في الأرض وانه سينقلب عليهم حسرات في الدنيا قبل الآخرة . فات عليهم أن التمكين وكلاب الأمن والمعتقلات لن تحميهم طويلا فسنة الله في الكون تدمير الظلمة والظالمين وزوالهم مهما كانت قوتهم وبطشهم فالتمكين الذين سعوا له 22 عاما كان إمهالا من الله للظلمة واستدراجا لهم حتى يأخذهم اخذ عزيز مقتدر كما اخذ فرعون بعد أن ضاق سيدنا موسى وأخوه هارون ذرعا من ممارساته وشره وفساده فأغرقه الله وقومه في الدنيا واحرقهم بالنار في الآخرة. بسبب الظلم والفساد المحمي بالسلطة أصبحت السلطة نارا تغلي تحت أرجل الإنقاذيين البربر والحروب تندلع هنا وهناك والغلاء الفاحش وخروج الشعب يهدد عرشهم بالسلب كما سلب عروش الطغاة بن علي ومبارك والقذافي وكما يهدد اليوم رفاقهم الأسد وعلى عبد الله صالح .وهذه سنة الله مع الظلمة والجبابرة والطواغيت والفاسدين دمرهم الله أينما وجدوا . لقد بلغ سيل الإنقاذ زُباه، وكيدُها مداه، وظلمها منتهاه، ولكن الظلم لا يدوم ولا يطول، وسرعان ما ينتهي ويزول، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور فالزمان عليهم سيدور يقول الله سبحانه وتعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللهَ لِيُملِي للظَّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ". لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك ، وعينُ الله لم تنمِ يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن(واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) و يقول صلى الله عليه وسلم " دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبوابَ السماء، ويقول لها الرب: وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين)). يقول ابنُ القيّم رحمه الله: "أصلُ كلِّ خيرٍ هو العلم والعَدل، وأصلُ كلِّ شرٍّ هو الظلم والجهل والظالم من أحرى الناس بلعنة الله تعالى وناره وغضبه، يقول الله سبحانه وتعالى: ( يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار. والظالمُ لا يحبه الله، ولا يهديه، ولا يغفرُ له، إلا إذا شاء ربنا تبارك وتعالى، وما أكثرَ ما تجدُ في القرآن الكريم (وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ) ( وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً ) (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرً. ولا ندري من يتعظ المؤتمرجية وآيات العذاب بسبب الظلم أمامهم حرب غلاء مجاعة ألا يكفيهم أن البلد التي استلموها بدعوى حل الضائقة المعيشية يعجز أهلها اليوم عن شراء الطماطم من اجل ارخص وجبة (سلطة بالدكوة) متى ترحلون أن لم ترحلوا بعد أعجزتم الشعب السوداني عن أكل سلطة الدكوة . يقال إن أي فتنة يعقبها مجاعة فدعوى المهدية كانت فتنة أعقبتها مجاعة 1306ه وكانت قوانين سبتمبر فتنة أعقبتها مجاعة والإنقاذ فتنة وملامح مجاعتها أصبحت بادية للعيان ونسأل الله الرحمة بهذا الشعب الطيب المسكين فالانقاذيون امنوا مساكنهم ومعاشهم بالحرام داخل وخارج الوطن على حساب الوطن والمواطن.. اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر اليوم قبل الغد واجعلهم عظة لغيرهم واجعل للشعب السوداني الطيب فرجا منهم ومخرجا كما فرجت عن قوم موسى وشعب تونس ومصر وليبيا . أن ما يحدث بالسودان هو نتيجة حتمية للظلم والفساد الإنقاذي وعقوبة عليه كما انه سنة الله الراتبة في الظلم والظلمة فالظلم يجعل الأرض بلقعاً وفي ظل هذا الظلم الغاشم لن يحل الإنقاذ استنفار للجهاد ولا عقد اتفاقيات المراوغة لكسب الزمن ولا انفتاح جهاز الأمن على الشباب والرياضة ورعاية الفعاليات الرياضية ولا إصراره على استمرارية الصحف الرياضية الخارجة على الخطوط الحمراء حتى يشغل الشباب بالكورة بدل أن يتجهوا للسياسة والخروج للشارع ولا حتى فتح خزائن المؤتمر الوطني من اجل فوز الهلال بكاس أفريقيا الهاء للشعب عن عظم الكارثة الاقتصادية وتقية من غضبه وبالتأكيد ستذهب فتنتكم كما ذهبت فتن قبلها بإذن الله تعالى . نشر بتاريخ 22-09-2011