October 3, 2011 نحن الذين شهدنا العصر الذهبي للمسرح القومي على أيام طيب الذكر الفكي عبد الرحمن نتحسر على ما آل إليه المسرح ضمن ما نتحسر عليه من مآلات أخرى ولكننا نعترف بوجود اشراقات تطل برأسها لتؤكد أن بعض القابضين على جمر المسرح بخير, وأن الإبداع الكامن يحتاج فقط لمن يرعاه ويخرجه إلى حيز الوجود. *نقول هذا بمناسبة مسرحية “شعب إنتباه" التي مازالت تعرض على خشبة المسرح القومي وهي من انتاج جماعة الورشة الجوالة المسرحية “شعب إنتباه" من تاليف وإخراج ربيع يوسف الحسن. *الورشة الجوالة المسرحية امتداد لمسرح الشارع الذي بدأ يعرض أعماله في الشارع العام وسط تفاعل وانفعال وتجاوب جمهور المشاهدين وانتقلت التجربة للشاشة البلورية عبر أعمال مسرحية ناقدة تنفذ أيضاً في الشارع بقيادة الممثل الكوميدي الرائع محمد المهدي الفادني. *"شعب إنتباه" وإن كانت تتناول قضية الأطباء البياطرة ووضعهم ودورهم وشروط عملهم إلا أنها استطاعت أن تعالج مسرحياً جوانب كثيرة من معاناة المواطنين في مختلف مجالات الحياة العامة عبر مشاهد المظاهرات التي تخرج فجأة من ميدان “الجرجير" في إشارة واضحة لميادين التحرير التي إحتضنت جماهير الربيع العربي. *المسرحية تعرضت بالنقد لبعض الاتحادات المهنية التي تصنعها الأنظمة الحاكمة لشق الصف النقابي وتكوين اتحادات موالية للحكومات لا تعبر عن قواعدها المهنية, ولم تسلم أجهزة الإعلام والصحافة من دبابيسها الناقدة من خلال أداء مذيعة قناة “الخطيرة" النجمة المتألقة سحر إبراهيم. *الأداء الجماعي للممثلين منذ بداية العرض وحتى نهايته لم يلغ الإبداع الفردي للممثل القدير ربيع طه والممثلة الرائعة عوضية مكي والكوميدي المطبوع عوض شكسبير والراوي المبدع ياسر القاسم عبر إشاراته الموحية بصوته وحركات جسمه. *هذه التجربة المسرحية التي قدمتها جماعة الورشة الجوالة المسرحية أكدت أن المسرح بخير وأنه بقليل من الرعاية والدعم يمكن أن تتفجر طاقات الإبداع المسرحي في حياتنا الثقافية.