[email protected] أما و قد دبَّ اليأس في فتحِ آذان طغاة المؤتمر الوطني بعدما تكدّس الوقرُ عليها لعشرين عام و تزيد .. نقولها نصيحة صادقة حقة لشبابها المخدوع .. المُساق كخِرافٍ إلى مصير هالكٍ مُهلك .. عسى أن تهتدي عقولهم بعد ضلال و ترشد بعد غي و عَمَهٍ قبل طوفان ليس ببعيد. على مدى عشرين عاما وكسرطان خبيث عمد شياطين المؤتمر الوطني بالتسلل إلى عقولكم الغضة البريئة بوهم النشاط الطلابي و تمت تربيتكم أو قل غسل أمخاخكم لتصيروا بل صِرتم بالفعل أدوات طيعة تحت هيمنة من يقف ابليس عاجزا إلى جواره خبثا في القصد و (عفانة) في القول و الفعل .. صاروا يحركونكم من مكاتبهم و أنتم لا حول لكم و لا قوة بعدما سلبوا إرادتكم و تسملوا مقادكم. فتح المؤتمر الوطني ميزانية الدولة و وضعتها تحت تصرفكم أنتم الطلاب الموالين لها في كل المراحل الدراسية ليحدث نشاط واسع كاسح في تسمية المنظمات و الهيئات الشبابية فسيطرتم على المؤسسات التعليمية و الإجتماعية و الأحياء السكنية حتى باتت في أيديكم القوة المطلقة بينما تم تجفيف و إجتثاث أي نشاط غير موالٍ لكم بوضع عراقيل جمة كالملاحقة الأمنية و منع التصاديق لأيما نشاط بل وصل الأمر إلى إغتيالكم للعناصر الفاعلة من غير الموالين لكم. شباب في زهرة العمر لكن أُسْتُخْدِمتم للقتل غدرا فأزهقتم أنفس زملاء لكم بكتهم أمهاتم و لا زلن.. بَنيتُم ڤيللاً راسخات و بيوت بالسحت ..زورتم الإنتخابات و أُبتُعِثتُمْ للخارج و نلتم الوظائف المرموقة حتى قبل تخرجكم بينما خريجين أكفاء غير موالين (حِردوا) سراب التوظيف .. و تزوجتم بل (زُوِّجْتُمْ) فقضيتم أشهر عسلكم بماليزيا ثم انجبتم و كل ذلك بالحرام و على حساب رصفاء لكم حُرِمُوا كل ما كفله لهم ربُّ العالمين من حياة كريمة عادلة متساوية. هل علموكم يوما أنه أهون عند الله أن تكسر الكعبة حجرا حجرا من أن يراق دم مسلم بغير حق؟ فما بالكم تقتلون نفسا تشهد ألا إله إلا الله؟ هل علموكم أن الظلم ظلمات؟ هل علموكم أن أيما لحم نبت من سحت أن النار أولى به؟ هل سألتم و أنتم تطعمون أنفسكم و أبناءكم مصدر ذاك الطعام؟ هل علموكم أن هناك موتٌ بعثٌ و حساب؟ اسألوا أنفسكم بصدق و أجيبوها بصدق .. فيم ولاءكم للمؤتمر الوطني؟ ماذا حققتم على مدى سنوات حكمه؟ إلى أين تسير قافلة الأمور في السودان؟ أليست إلى هوة و ضياع و تشتت و إحتراب؟ حاسبوا أنفسكم قبيل النوم فقد لا تصحوا.. فكروا في من ظلمتم و أكفهم المرفوعة لرب المظالم العادل القوي الجبار المنتقم.. إنهم تارة يحرضونكم بوهم الدفاع عن الدين .. أي دين؟ ألا ترون كيف تفشى الفساد و انحلت الأخلاق و استشرت الرذيلة و استُبِيحت الأنفسُ و هُتكِت الأعراضُ و استعرت الحروب ؟ و تارة يحرضونكم بالدفاع عن الوطن ... مِنْ مَنْ؟ما الذي بقي منه؟ ألم ينقسم السودان الواحد؟ أين حلايب و الفشقة و أم دافوق؟ ما الذي جرى و يجري في كردفان و قبلها دارفور؟ من الذي فرط في كل ذلك؟ ربما فاتكم قراءة البيان الأول لرئيسكم البشير و أنتم صغار.. ارجعوا إليه فاقرؤه الآن و أنتم كبار ثم قارنوا بما كان و ما آلت إليه الأمور. كلنا كان شاهدا لبدعة عرس الشهيد و لا يسمى شهيدا إلا إن كان منكم و القضية واحدة و الموت واحد .. في عند كل عرسٍ قافلة تسير .. و موسيقى تُعزفْ .. و سبابات تلوِّح في السماء و ألسنة تنطق كلمة (الله أكبر) جوفاء فارغة من مضمونها ممزوجة بزغردة صفراء و لكن الله مبطل كيد الكائدين و جاعل كيدهم في نحرهم حين شهد شاهد من أهلها و أي شاهد؟ إنه كبيرهم الذي علمهم .. إنه عرّابهم و شيخهم الترابي حين أبى إلا تكون وصفته لإخوتكم المغرور بهم كلمة (فطايس) الكلمة النتنة التي تطلق فقط على البهيمة الميتة على غير زكاة شرعية و ما قالها إلا يوم أن ركله البشير ببوته العسكري مغضوبا عليه خارج (حظيرة) المؤتمر الوطني لينكشف المستور و يبين المخبوء الخبيث. أما سألتم أنفسكم حينها و بعدها؟ أما علمتم أنهم لدنيا قد عملوا يبتغون السلطة و الولاء؟ و إلا .. فأي مجد للدين عاد و قد أريقت كل الدماء؟ عبثا يهدر المؤتمريون جهودهم في تلميع صورتهم .. هل يتجرأ أي منكم في إتخاذ أياً من رموز الإنقاذ قدوة له في الخير و المُثل و الأخلاق؟ مَنْ؟ البشير؟ ألم يكذب؟ ألم ينكث في العهد؟ ألم يغدر؟ أم هو علي عثمان؟ ألم يكن هو المهندس الأول و (الترزي) الذي (فصّل) خارطة السودان المشوهة؟ أم بذيئ الفعل و اللسان نافع الذي بات الناس يتعوذون لرؤيته. أين رفقاء دربهم الأوائل؟ هل صدقتم كل حوادث الطيران تلك؟ تكسرت أقلام اسحاق أحمد فضل الله وهو ينعق و صار لا يأتي إلا بالغثاء .. أنىّ له درر الكلام و هو لا (يَرِكُّ) و قد إنمعط ريشه - إلا على شجرة المؤتمر الوطني .. الشجرة الخبيثة التي لا أظلت و لا أثمرت إلا سُمّاً زعافاً .. أنّى له درر الكلام و قد شَلَّ النفاقُ لسانَه حتى هجره من يؤمهم في صلاة الجمعة إلا قليلٌ كارهٌ لا تقوى أجسادهم النحيلة الواهنة على عنت السير إلى مساجد لا يُشتمُّ فيها (ريحة) للمؤتمر الوطني. و ترون كلاب الأمن الوطني عوّائين مكشرين يزودون لحمايتكم أنتم يا (عيال) الإنقاذ و سقف النشاط الإجرامي لديهم بلا حدود يرتكز على الإغتصاب و الإغتيال و التعذيب و لا تعرف قلوبهم رحمة و لا رأفة و أنَّى لهم و ما رضعوا إلا أثداء دار الرعاية بالمايقومة أمهم التي اتخذتها الإنقاذ دارا لتفريخ كلاب أمنها و قد عملت على ألا يتجفف. هل تلوتم بفهم قوله تعالى: إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ(167) سورة البقرة اللهم هل بلغت اللهم فاشهد استميحكم عذرا رائدات الراكوبة و روادها في إعادة هذا المقال بناء على إقتراح قارئ ألح أكثر من مرة فقط أوردته تحت عنوان مختلف نشر بتاريخ 06-10-2011