- المحامي [email protected] لم ينس الشعب السوداني ولن ينسي الخطاب الشهير الذي القاه الأخ رئيس الجمهورية بولاية القضارف قبل بضعة أشهر والذي تضمن حديثه عن تطبيق الشريعة وقطع الأيدي والأرجل ولم ينس إنتقاد فتاة الفيديو التي جلدت وبرر إهانة إنسانيتها وجلدها كما تجلد السوام إنها إرتكبت حداً وهي من الحد بريئة ..لم يكن ذنبها سوي إنها لبست " بنطالاً " يواري سوءتها ويستر مفاتنها . قبل أيام خلت حملت الصحف وأجهزة الإعلام خبراً عن إقدام عدداً من زوار الليل علي سرقة مبلغ ضخم من العملات الأجنبية من منزل قطبي المهدي القيادي البارز في حزب المؤتمر الوطني وما يبدوا من تلاحق أحداث الواقعة أن وزارة الداخلية قد جندت كل قواتها ومصادرها وخبرتها في ضبط المتهمين وإسترداد المسروقات وتقديم الجناة إلي العدالة ليس لسبب سوي أن الشاكي هو أحد رموز الحزب الحاكم ...ولا يملكون قيد الحادث ضد مجهول !! الجريمة عادية في عناصرها فالمتهمون قاموا بسرقة أموال من مواطن وتم ضبطهم وبطريقة ما أقروا بالجريمة ..أما غير العادي في هذه الوقائع فتتمثل في المبلغ المسروق والمالك لتلك الأموال ..فالمبلغ هو رقم بأصفار عديدة وبالعملة الصعبة والمالك مواطن عادي لا يميزه سوي أنه قيادي في الحزب الحاكم يملك مبالغ من العملة الصعبة لا يملكها حتي بنك السودان .. أما أن يسأل من أين لك هذا ؟؟ فهذا في ظل هذا النظام هو رابع المستحيلات . أيها الرئيس ..ليس دفاعاً عن المتهمين فسرقة الغير ليست سبيلاً لكسب الرزق الحلال .. ولكن كما تحاكموا الذين سرقوا أسالوا مالك المال من أين له هذه المبالغ وهو مسلم من عامة الناس ؟؟ فقد أبي مسلمٌ السمع الطاعة لعمر أمير المؤمنين وهو يخطب علي المنبر بالمسجد النبوي قبل أن يخبر الناس من أين له بثوبين والناس لهم ثوباً واحداً ... ولعل أموال قطبي المهدي التي كشفت الأقدار سترها علامة لكم أيها الرئيس للبدء بمحاكمة الفاسدين من الوزراء ورموز حزبكم الحاكم عن الأموال من أين إكتسبوها ؟؟ أيها الرئيس ..أسألوا من ملك قبل أن تحاكموا من سرق حتي لا تهلكوا كما هلك الذين من قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه ..حاكموا الفاسدين قبل أن يحاكمكم التاريخ . عمر موسي عمر - المحامي نشر بتاريخ 08-10-2011