ابتداعات فقهية محمد محمود الصبحي [email protected] قفز الى ذهني وانا امارس التسكع على ارصفة ضجيج وصخب ادعاءات التفقه التي خرجت الى سطح واقعنا السياسي والاجتماعي لاسيماء ان الحكومة كلها فقهاء تفتي في كثير من الامور كما تشاء حسب مايخدم مصالحها وهي تذكرني بعرابها الذي انتج فقه الضرورة الذي يحمل بين طياته المكافيلية البغيضة التي تذوب فيها كثير من قيمنا الدينيه عبر نفق الغاية تبرر الوسيلة والتي هندسها ايضا الحبيب الصادق المهدي زعيم حزب الامه القومي خلف لافتت الضروريات تبيح المحظورات وهنا تبرز المفارقة الكبيرة بين السعي البذئ للوصول للاهداف وبين قيم وتعاليم ديننا السمحاء التي هي كل الزاد في رحلة حياتنا ولعل الانتهازية لم تكن يوما هي طريق الاقوياء والشرفاء الذين لايحيدون عن جادة الطريق ولم تغرهم فتنة الدنيا وهم يسيرون وقد ادمت اشواكها اقدامهم هذا الواقع جعل كثير من المتسلقين ان يبنوا امجادهم على اكتاف الاخرين من ابناء وطني النبيل وهذا بدوره اسهم في خلق المعاناة لكثير من الذين تنبض قلوبهم بالمحبة والخير والجمال وصاروا يتوشحون الشقاء في مملكة كبرياء النفس وعزتها يسيرون على الاشواك لجمع ( دقيق) الحياة وسط رياح واعاصير الانتهازيين المتسترين خلف فقه الضرورة وعلى رؤسهم الطير الذي يزقزق بصوت اجش تخنقه سيفومنية الترانيم المكافيلية ويتمددوا حتى تضخمت ذاتهم واحلامهم وغيرهم يلعق الجراح والماسى والردى الى حين ميسرة ,على الرغم من اننا لم نفيق من تشوهات الميكافيلية الناتجة عن فقه الضرورة حتى تفاجئنا بفقه اخر اشد بأساً من السابق وهو فقه الستره الذي يتضمن تفاصيل غض الطرف عن المفسدين اي ان يحاسب بصورة ناعمة وغالبا ما يكون جزاءه الترفيع الى منصب اكبر ووضع مثل هذا اضافة الى انه يعيق مشروعاتنا النهضوية والتنموية ويتراجع مرزكنا في منظمات الشفافية الدولية اضافة الى السقوط الى القاع في نفوس الجماهير فانه يزيد ارق السيد الرئيس الذي قال ان اكثر مايؤرقه هو الفساد الا ان الحملة التي تقودها وزارة العدل بهذا الخصوص ربما تقضي على فقه التستر في زمان قطاف الرؤس التي اينعت في ظل هذا الفقه . اما اخر الابتداعات الفقهية هو فقه الايثار الذي تخطى نخوتنا السودانيه والبصمة الحاتمية التي تميزنا بها فالحكومة تؤثر على شعبها الذي به خصاصة وتدعم الاخرين في الوقت الذي تضيق فيه الخناق على المواطن تاركة اياه تتقاذفه امواج تجار الندرة في ظل سياسة السوق الحر وتماسيح الجشع يسيل من لعابها دماء المقهورين ونار الاسعار تحرق اخر ماتبقى من امال للحالمين بالعيش النبيل في وطن يزخر بالتشريعات الفقهيه التي تكدر صفو الاستقامة ويبقى كل الزاد في صحوة مجلسنا الوطني المؤدلج ان لم تكن مفتعلة وهو قادر لان يضع حد لهذه الاجتهادات الفقهية ونرى عزيزي القارئ ماذا تخفي مقبلات الايام . نشر بتاريخ 15-10-2011