[email protected] ليست العبرة بالحجم و لا التاريخ الحزبي بقدرما هو استصحاب الإثنين معا على نحو عملي فاعل للتعاطي مع ظروف المرحلة الماثلة . مع تحفظنا – في السودان - للمفهوم الحزبي الضارب في محيط التبعية السكوتية .. الممعن في القيادة الأحادية للأسرة الواحدة .. المنغلق في قضايا الزعامة و الضارب بمصالح الوطن الكبير عرض الحائط .. الشره للسلطة و الغارق في التقليدية.. مع كل ذلك أجدني مضطرة ألا أتجاوز قطبين كبيرين كحزبي الأمة و الإتحادي الديمقراطي الذين يعملان كوتدين يثقلان خطى الإنطلاق لرحاب أعمق في المفهوم الحزبي بمعناه الكبير. لا يكاد الرائي يلمس إلا ضبابية و غشاوة في سياسات الحزبين فيما يتعلق بعلاقتهما بالحزب الحاكم .. يظلان يتأرجحان بين إرضاء قاعدتيهما العريضتين باللا مشاركة و عدم قطع الرجاء من المشاركة في التشكيل الوزاري الذي يلوح به المؤتمريون لإسالة لعاب الحزبين. لا يكاد يقف المتلمس على بينة قاطعة عمن يتحدث بإسم الحزبين فتارة يلحقون صفة الأصل للتفريق بين تيارين في الحزب الواحد و طالما أن هناك أصل فحتم أن يكون هناك فشنك دون أن تكون للصفتين أيما دلالة واقعية عملية تسبر حقيقة أيهما. بدا واضحا أن الإتحاد الديمقراطي الأصل هو أضعف الضعيفين مقاومة لقضم الطعم الذي يلوح به المؤتمرييون و لن تكون مشاركتهم إلا جلوسا على كراسي و إطلالات على أجهزة الإعلام كتنفيذ سطحي لرؤى المؤتمر الوطني الذي لا يتعدى نفي الشمولية عن نفسه و الظفر بمن يشاركهم حمل أوزارهم. علينا و إن كانت ميولنا تدور في فلك الحزبين أن نعمل التفكير في عدم الإنغلاق في ذلك المفهوم الضيق .. علينا أن نوطن أنفسنا و نرجع البصر كرتين و نقف ليس على ما الذي يعضد إستمرارية الحزبين بل على ما الذي يجعل السودان يخرج من دوامتيهما الأشبه بساقية جحا طوال المسار التاريخي للأحداث بالسودان؟ هل يضيرهما الأمر شيئا لو لحقا بحلف كاودا؟ الإنقاذ ذاهب لا محالة و سيخلفه خلف منا و فينا .. فقط إسأل نفسك هذا السؤال البسيط: ماذا كان دوري الشخصي في الماضي و ماذا يجب عليّ في المستقبل؟