الإسلام بريئ من الإرهاب والإرهابيين وإن ارتبط للأسف ببعض الحركات الإسلامية التكفيرية التي لا تخدم للإسلام قضية بل تشوه صورته السمحة وتثير الفتن والضغائن حتى وسط المسلمين أنفسهم. *نقول هذا مناصرة للتظاهرة الدينية السلمية التي نظمها مشائخ الطرق الصوفية في العيلفون أمس الأول احتجاجاً على الاعتداءات التي تكررت في الآونة الأخيرة على أضرحة المشائخ مثل حرق ضريح الشيخ إدريس ود الأرباب. *إن تنامي الجماعات التكفيرية في بلادنا أمر جديد، وهناك اتهام بأن الحزب الحاكم يبارك توجهاتهم ويرعاها ظناً منه أنهم يمكن أن يستغلوا ترياقا ضد من يعتبرهم علمانيين وهو تصنيف سياسي يمكن أن يلصق على كل من يخالفهم الرأي السياسي، وقد طالت ادعاءاتهم الشيخ الدكتور حسن الترابي والإمام الصادق المهدي على سبيل المثال لا الحصر. *نحن هنا لا ندافع عن هذه الرموز ولا عن مشائخ الطرق الصوفية الذين لا ينكر دورهم في نشر الإسلام سلمياً في ربوع بلادنا إلا مكابر، ولكننا ننبه إلى مخاطر تنامي ظاهرة الحركات التكفيرية على السلام الاجتماعي والتعايش السلمي. *ونذّكر الذين يتخذونهم “درقة" ضد مخالفيهم في الرأي كيف أنهم انقلبوا على الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بعد أن أطلق سراحهم وأعطاهم الأمان واغتالوه في حادث المنصة الشهير، ونقول لكل الأطراف إن العنف كما هو معروف يولد العنف وأن محاربة الأفكار والممارسات الخاطئة لا يتم بنشر ثقافة الكراهية والعنف وإنما بتعزيز قيم ومبادئ وممارسات الإسلام السمحة القائمة على الدعوة بالتي هي أحسن والتعايش مع الآخر في بلاد المسلمين وفي العالم من حولنا. *إن مسؤولية محاربة العنف يتطلب إلى جانب إعمال القانون في مواجهة مرتكبيه جهوداً مكثفة ابتداء من إصلاح التعليم وحماية النشء من تيارات الغلو والتطرف حتى منظمات المجتمع المدني بما فيها الأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية والمؤسسات الصحفية والإعلامية لمحاصرة الغلو والتطرف وكراهية الآخر وتأمين السلام الاجتماعي في بلادنا وفي محيطنا الإقليمي والعالمي.