[email protected] أما أنا فلست إسلاميا قط ولكننى مسلم فقط والحمد لله. أخطئ وأصيب، أذنب وأتوب، ولست منزها لأنى بشر وأرجو رحمة ربى عسى أن لا أكون شقيا. ويشرفنى أن لا أنتمى أبدا لهذه الجماعات أو الحركات التى تعض بالنواجذ على إسم الإسلام كديباجة مع إسمها لمآربها الأخرى وتتمسح بقشوره وتفعل من تحته ما لا يحمد عقباه. فأستغلوا فكرة المزايدة بكلمة إسلامى وهذا هو خطأ أصلا من الأساس. فنحن جميعا مسلمون؛ فلماذا المزايدة بكلمة إسلاميون. وفى هذا أتذكر الآية الكريمة على لسان نبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام: "هو سماكم المسلمين"، وعلى لسان نبى الله نوح عليه الصلاة والسلام: "أمرت أن أكون من المسلمين" . لا بأس ان تكون هناك فئات مسلمة مختلفة منها ما يهتم بشئون الدعوة ومنها ما يهتم بتقوية ونشر أواصر أخلاق الإسلام ومكارمه ليكونوا منارات يقتدى ويهتدى بها الناس من غير تكبر وإستعلاء أبدا. وكما قال الإمام محمد عبده: كلما زادت الأمة جهلاً زادت تمسكاً بقشور دينها، وكلما زادت نكوصاً واستعماراً، زاد تجهيلها للغير، وهجومها على كل ما يأتي منه بحكم العداء العام الذي لا انتقاء فيه. ومن خلال سردى لهذا الموضوع ستطلعون على بعض من ملاحظاتى ومفاهيمى فى هذه المسألة والتى اود ان اشارككم فيها. "إن الله لا يصلح عمل المفسدين" صدق الله العظيم... تنطلق هذه الايام ماتسمى بمذكرة تصحيح أو إصلاح للإسلاميين؛ ولا أدرى أهمية هذه المذكرة بعدما أخذوا فرصتهم كاملة فى تطبيق شذوذ أفقهم و حوزتهم على هذه السيرة العطنة فى الفساد والإفساد والفشل الذريع وعدم القدرة على إصلاح النفس ناهيك عن المجتمع وبالعكس خراب الذمم وموت الضمائر وفناء الفكرة بتناقضاتهم وضلال طريق الاسلام القويم نفسه؛ وما زالوا يتمسحون!!. وددت لو ان هذه مذكرة حساب وعقاب وجزاء على ما كسبت ايديهم واقترفوا ومن ثم جنوح ورجوع وتوبة الى صفوف المسلمين العادييين. ستقولون لى لماذا؟ أقول لكم لأن نيتهم هى البقاء فى الحكم واصلاح حطامهم ولم أشلاءهم برغم ما فعلوا ومن ثم يميلون عليكم مرة اخرى قبل الثورة القادمة لا محالة!!. فهل يعقل يا ناااس!!. وقلنا مرارا وتكرار إن هذه الجلبة والململة والكتابات لتغيير وجوههم الندية والإتيان بالوجوه الأكثر نداوة تسلخا بالعنصرية والتعصب. ومن محاسن الصدف أن أبرز الخال الطيب مصطفى نفسه كوريث شرعى لهؤلاء المأفونين. وبالتالى من كبة لأبو كباس..!! بحمد الله قد فطن الكثير لهذه المذكرة من أنها تمثيلية وقد إلتقطت تعليق المعلق الظريف أموور:"ايها الشعب السوداني المسكين هذه المره سيذهب البشير إلي السجن والترابي الي القصر وهكذا عواليق~اقصد دواليك".. فأحذروا... خير أمة وليس أحسن دولة...!! قبل حوالى شهر إستمعت لخطبة الجمعة فى احدى المساجد حيث كان الإمام يتحدث عن الهجرة النبوية. فقد قال: ان الهجرة تمت لاقامة الدولة الاسلامية!! فرأيي هنا أن الهجرة تمت لاقامة الدعوة فى مجتمع حر فى المدينة بعدما تعذر على الرسول صل الله عليه واله وسلم الدعوة فى قريش بحرية ومن دون أذى. لأن الإسلام لم يأتى ليقيم دولة إسلامية ولا يمكن ان نحده او نحدده بدولة معينة فاذا كان كذلك لما انتشر الإسلام وبقى فى المدينةالمنورة واعُلن (الانفصال) وخفضت نية نشر الإسلام لجميع أرجاء العالم. ولست بصدد مناقشة هذه الفكرة والتى تناولتها من قبل ولكن لأبين مجددا المفهوم الخاطئ الذى يجرى على لسان الإسلاميين بانهم يريدون قيام دولة اسلامية!! فالإسلام دين دعوة وليس دين دولة. ألسنا الآن نحن دول مسلمة بأن غالبية السكان مسلمون، أم غصب علينا أن نحكم بتلك الجماعات أو الحركات الإسلامية لكى يشار إلينا بالبنان أننا مسلمون، أو نقرن إسم البلد بكلمة إسلامية لكى نكون مسلمين!!. أسئلة بسيطة: كيف تريدون إنتشار الإسلام بعد إعلان دولة إسلامية؟، و هل ينتشر الإسلام أكثر من حولنا هنا فى محيطنا أم فى الغرب؟ وهل نحن أفضل أم الغرب: هل التعامل الإنسانى والآدمى أفضل هنا أم عندهم (خذ العنصرية كنموذج) ولماذا؟. ما الذى يضير الشعب إذا كانت حكومته ليست إسلامية ولكنها عادلة؟ أو ماذا يعتريه ان كانت مسلمة وهى ظالمة؟. فنحن يجب أن نكون خير أمة أخرجت للناس وليس أحسن دولة ضربت مثلا لهم. والشعوب والناس لا تهتدى بالدول ولكنها تهتدى بالأفراد وتقتدى بهم. فها نحن كدول إسلامية تابعين ونتذيل الدول الأخرى ويحكمنا من يقولون نحن إسلاميون!! وبالعكس نتبجح بإستهلاك ما نستورده منهم. يقول أحد المفسرين شارحا لماذا لم يصبر موسى عليه الصلاة والسلام على نبى الله الخضر بينما صبر اسماعيل عليه الصلاة والسلام فى الذبح. فقال ان موسى عليه الصلاة والسلام قال: ((ستجدنى انشاء الله صابرا))، ولكن اسماعيل عليه الصلاة والسلام قال : ((ستجدنى انشاء الله من الصابرين)). ففى فرق التواضع يكمن التوفيق بين "صابرا" و"من الصابرين" مع فارق الكلمات بين اسلامى ومن المسلمين. فأرجوا أن يتعظ ويفهم الإسلاميون مهامهم كمسلمين فقط ويعودوا لصوابهم كمسلمين ولا يزايدوا علينا. فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان أمة تتبعه الشعوب والأمم. ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام هو الأمى رحمة للعالمين والذى نتخرج من مدرسته ليكون كل فرد منا أمة لوحدها فى الأخلاق والمثل والإقتداء فى هذه الحياة الدنيا. ويمكن الإطلاع على المزيد فى ما ذكرت فى مقالي أضغاث الأخوان وخوازيق الكيزان وفجر الجرذان (1-2). تحويرات الإسلاميين..!! وهاك مقتطف شاهدته للسيد محمد بديع مرشد الاخوان المسلمين فى مصر يلف ويدور وهو يُسئل: هل تقبل الديمقراطية؟. فقال انه يقبلها لكن حسب الشريعة!!.. فسروها لى؟ لا ادري ماذا يقصد بحسب الشريعة. فهل الشريعة حدود لأحكام الحكم أم هى نهج أو طريقة تداول الحكم؟. فما فهمت أنهم لاكو كلمة الديمقراطية كلبانة ولزوم اللف والدوران (التقيه) وفقه المرحله!!. وعند سؤاله: أنتم لم تنزلوا ميدان التحرير يوم 25-1 فقال: 'نحن لم نلزم احدا بأن لا ينزل ولم نجبر أحد بأن ينزل'!! هل تلاحظون اللعب بالكلام!!. حسبنا الله ونعم الوكيل. ويضيف السيد بديع: 'ظللنا ال 18 يوم فى الثورة نقيم الليل ونقنت فى كل صلاة وندعوا لكى يذهب نظام مبارك، فقد عملنا العلينا'. فهذا الحديث حسب فهمى فذلكة يريد به السيد بديع أن يوصل لإستعطاف الناس أى أنهم أناس صالحون واستجاب لهم ربهم سبحانه وتعالى وانهم علاقتهم قريبة جدا مع الحق سبحانه وتعالى. فهذه هى المشكلة الأساسية للإسلاميين فى إعتقادهم انهم الأقرب لله سبحانه وتعالى من غيرهم من المسلمين والأجدر من بقية خلق الله اجمعين فى الارض لحكم الناس وقهرهم والتحكم بهم بالنظرة الاستعلائية وإعتقادهم فى أنفسهم أنهم المستخلفين و وارثي الأرض ومن عليها ناهيك عن البلد. وهم يعلنون فوزهم فى الإنتخابات بالأغلبية قال لهم شيخ الأزهر: إن تنصيبكم للحكم ليس إنتصار ولكنه إختبار. مقولة حكيمة، يجب أن تضع حلقة أذن، لو كانوا يعقلون. (لأنكم إذا فشلتم يجب أن تغوروا- وليس كما يرفض نظرائكم فى السودان). وبعدها إستدرك مرشد الأخوان خطأ الكبر الكبير الذى أخرج إبليس عليه اللعنة من الجنة فنصح أعضاء جماعته بأن يتواضعوا..!! ولكن هل يتواضع من يرى انه مميز بما فى راسه من ريشة مكتوب عليها إسلامى!! و سيدخلون أنفسهم فى مزايدات من المهاترات بينهم كإسلاميين معتدلين وسلفيين أصوليين. وفى النهاية سيتضح كل شيئ لأن هدفهم هو الحكم، سيناقضوا أنفسهم ويرجعوا عن ثوابتهم كما رأينا التيار السلفى لا مانع لديه من الجلوس مع اسرائيل وتقارب الأخوان وغزلهم مع امريكا.!!!. يستحضرنى قول الشاعر الإنجليزى الإكسندر بوب: (دع الحمقى يتنافسون على أشكال الحكم، فالأفضل ما يتم إدارته على أتم وجه). ولقد رأينا حماقة هؤلاء وحتى سفاهتم فى بلدنا. نجانا الله وإياكم وحفظ الله الأوطان والإسلام من شرهم. نواصل بإذن الله....