زمان مثل هذا ممدوح وما فعله بنا الصادق الشريف تركت كل المواقع الإسفيرية أمس الأول أخبارها.. وتفرغت للشيخ ممدوح إسماعيل (قدّس اللهُ سرَّهُ).. عضو مجلس الشعب المصري.. الذي وقف في منتصف الجلسة ووضع أصبعيه السبابة في أذنيه.. ورفع الآذان داخل مجلس الشعب المصري.. قاطعاً الجلسة.. واضعاً حداً للمناقشات.. ومنبهاً لمواقيت الصلاة. ووضع الأصبع السبابة لإغلاق الأذن يمنح صوتاً أجمل من المعتاد بالنسبة للصادح بالصوت.. يفعلها المؤذنون عادة.. بينما لا يتأثر بقية المستمعين.. بالنسبة لهم فالصوت هو ذات الصوت. أعضاء مجلس الشعب من جماعة الإخوان المسلمين رفضوا المسلك.. بينما اكتفى بعضُ المنتسبين للجماعات السلفية بالصمت.. وبالطبع يمكن تفسير الصمت في جميع الاتجاهات البيضاء والسوداء.. أو حتى الرمادية.. رغم أنّ الأقدمين قد اتفقوا على أن (لا يُنسب لصامتٍ رأي).. وأعضاء آخرون لا ينتمون للجماعات الإسلامية ولكنّهم مسلمون (رُبما يكونون أكثر إخلاصاً من ممدوح) اعتبروا أنّ الرجل يزايد عليهم. هذا النموذج هو نموذج (الإسلاميين) الذي نخاف منه نحن.. قبل أن يخاف منه الغرب.. تماماً مثل محمد المنجد ذلك الشيخ السعودي الذي افتى بوجوب قتل الفأر لأنّه (من جند إبليس).. وخصَّ بالذكر (ميكي ماوس).. الفأر الأشهر في أفلام الكرتون. ولم تتصل الأخبار عن بقية مطالب الرجل.. هل طالب بضرورة فصل عضوات مجلس الشعب عن الأعضاء.. وهل أوجب على العضوات إرضاع بعض الأعضاء (خاصة في لجان المجلس).. حتى يحق لهم الخلوة الشرعية بهنّ.. بعد أن يصبح الأعضاء هم أبناء العضوات بالرضاعة؟؟؟؟.. هذه ليست سخرية ولكنه الغضب مما يفعل بعض الإسلاميين بنا. العضو الممدوح حاول واجتهد أن يفعل خيرًا بالتنبيهِ لوقت الصلاة.. وضرورة إيقاف الجلسات لها.. فهي عبادة موقوتة.. كما أنّ البركة تُنزع من العمل الذي يُلهي عن الصلاة.. كلّ هذا صحيح. لكن.. هل رفع الآذان رغم استمرار الجلسة كان هو التصرف الأمثل؟؟.. ألم تكن هنالك آليات وطرق أفضل من ذلك؟؟.. أليس من الممكن – مثلاً - جمع توقيعات من أعضاء المجلس لإيقاف الجلسات وتعظيم شعيرة الصلاة رفداً لتقوى القلوب؟؟.. لا سيّما وأنّ معظم أعضاء المجلس من الإسلاميين الحركيين والتقليديين؟؟. أعتقدُ أنّ هذه الحادثة منكورة إنكاراً مغلظاً على من فعلها.. ومردودةٌ عليه.. والرأي فيها مثل الرأي الإلهي في الخمر (إثمُهما أكبر من نفعِهما).. وما فعله الرجل كان إثمهُ أكبر من نفعهِ. في تقديري أنّ البرلماني ممدوح إسماعيل منح أعداء الإسلام (ولا أقول الإسلاميين) فرصة الضحك عليه وعلينا (انظروا.. هذا هو الإسلام الذي تنتظرونه.. إسلام لا يحترم القوانين.. ولا يملك إلا أن يعجن اللوائح ويركلها ليصل إلى مراده). وغنيٌّ عن القول أنّ الإسلام برئٌ من ذلك.. ولا يبرأ فهم المسلمين له.. ففي فقه المعاملات هنالك مبحثٌ كبيرٌ عن أداب المجالس.. وفي فقهِ الدعوة مبحثٌ أكبرٌ حول إحقاق الحق وإبطال الباطل.. وكلها.. كلها.. لا تتفقُ مع ما فعله السيد ممدوح إسماعيل. والله المستعان.. وهو أعلمُ بالصواب. التيار