وحدة الحزب واستمرار دوره الطليعي ضرورة تاريخية الحزب هو صانع الكوكبة النبيلة من المناضلين محمد الفاتح العالم إنها لواحدة من أصعب المهام أن تجد نفسك في وضع أن تكون ملزماً بالكتابة عن (الزميل نقد) بعد رحيله، وذلك لوضوح صورته المشرقة في أذهان الجميع، فلن تضيف جديداً في الحديث عن أنه شخصية قومية يُجمع عليها الجميع دون إسثناء، أو إجمالاً أنه حلم وطني صنعه دوره النضالي، وقد وضح ذلك جلياً في إهتمام قطاع واسع من أبناء شعبنا في الحرص علي حضور ندواته والإستمتاع بطرواة وعمق أحاديثه، إضافة إلي الإهتمام الواضح بمرضه، والإلتفاف الكامل لجموع أبناء الوطن في المشاركة في عزاءه، ولكن الأهم أن الحزب الشيوعي السوداني وتجربته النضالية هو من صنع (الزميل نقد) وباقي الكوكبة النبيلة من الزملاء والمناضلين الديمقراطيين والوطنيين، وهذه الحقيقة الناصعة تحتاج لأن نمسك بها سمواً عن صناعة وهم عبادة الأفراد وتمجيدهم فوق نضالات الحزب وسيل تضحياته منذ التأسيس مروراً بالمحطات الفارقة ولحظات القرارات التاريخية في مسيرة الحزب. فكل المواقف الوطنية والنضالية للحزب المشهودة صنعتها عضوية الحزب والمناضلين الديمقراطيين والوطنيين بإلتفاف حول الحزب، مما يعني تكامل الإقتناع والإشادة ودعم هذه المواقف ودوره الرائد في الصراع لتحقيق التنمية المتوازنة والسلم الوطيد والديمقراطية الراسخة. من جانب آخر فإن اللحظات التاريخية في مسيرة الحزب منذ تأسيس الحلقات الأولية ومروراً بمؤتمراته العامة، وتجاربه النضالية في مقارعة السلطات الإستعمارية التي كانت تجثم علي صدر الوطن وتأسيس (الجبهة المعادية للإستعمار) وكل أشكال التحالفات الوطنية في مقارعة الديكتاتوريات ومجابهة الهجمات المعادية للديمقراطية والتقدم تمثل حلقات من ضرورات سياسية وإجتماعية إستوعبها الحزب لدراسة واقعه وتشكيل خطه السياسي وتطوير فكره حول الديمقراطية والتطور الديمقراطي في بلادنا، وشكلت كذلك سلسة من الحلقات لإرتباط الحزب بالقواعد الجماهيرية لمختلف القطاعات السياسية السودانية، ففي مجمل المحكات الوطنية كانت قطاعات الشعب تتنظر دوماً موقف الحزب ورأيه، لقناعتها بإلتزامه جانب الشعب ونصرة قضاياه. الحزب رأيه شنو؟ ودوماً ما تواجه عضوية الحزب بسؤال (الحزب رأيه شنو؟) وهو سؤال يشكل مؤشرات ثقة يسعي الحزب دوماً إلي تطوير أشكالها وتجويدها، كما أنها تًشكل في ذات الوقت مسؤولية تاريخية مهرها الحزب بالتفاني والتضحية بالجهد وبالروح، فقد قدم الحزب وعبر تاريخه الطويل قائمة نبيلة من الشهداء فوق أعواد المشانق، ودهاليز الإختفاء ومجابهة معاناة المرض في محاولة لتقديم نموذج الإيمان بالشعب وقضاياه (بالعمل الصبور الدؤوب) وتقديم كل ما يطور صراع الشعب مع الحزب والقوي الديمقراطية والوطنية الأخري ضد محاولات التركيع والتجهيل. وإستدامة التخلف. رحيل (نقد) وضرورة وحدة الحزب شكل المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني خطوة متقدمة في سبيل الحفاظ علي وجود الحزب وتماسكه بعد إنقطاع لفترة تقرب من نصف قرن، تعرض الحزب خلالها للعديد من التغيرات علي المستوي العالمي والإقليمي والوطني، كما فقد الحزب خلالها كوكبة من قيادته وعضويته العاملة بمختلف العوامل وتحت ظروف مختلفة متقاطعة، وقد نجح الحزب رغم قساوة هذه الظروف في الحفاظ علي وجوده، والصراع ضد مختلف أشكال تصفية هذا الوجود، وتمثل ضرورة الصراع حول وحدة الحزب (خاصة بعد رحيل الأستاذ نقد) واحدة من المهام التي تتطلب قدر عالي من المسؤولية التاريخية والوطنية لضمان إستمرار رسالة الحزب في تحقيق التنمية المتوازنة والسلم الوطيد والديمقراطية الراسخة، وهي مهمة ليست بالساهلة أو البسيطة، بل تحيط بها العديد من التعقيدات والتوقعات من داخل الحزب أو من الحادبين عليه من مختلف القطاعات الشعبية، ولكن تجارب الحزب المديدة في تجاوز المحكات والمنعطفات تؤهل الحزب ضرورة لتجاوز هذه الظروف بما يشكل ضماناً لوحدة الحزب وتماسكه الفكري والتنظيمي، بل وبما يشكل كذلك دافعاً لتمتين نسيج الحزب وقدراته. وفي ذلك فإننا نتمني أن يكون إلتفاف جماهير الشعب السوداني حول الحزب في ظروف مرض ووفاة (الأستاذ نقد) ترساً يُسرع من دوران ماكينة العمل الحزبي والجماهيري وإجتذاب قطاعات واسعة من القوي الديمقراطية والوطنية إلي صف القضايا الوطنية والإصطفاف من أجل إسقاط النظام وتحقيق ديمقراطية واسعة ووطن نبيل يسع الجميع، وفي مقدمة هؤلاء المبتعدين عن العمل الحزبي ممن لم يخونوا قضية الحزب والشعب، فالمرحلة تتطلب مجهودات الجميع. شدو الضراع ...فالقادم أحلي بادل الشعب السوداني الحزب بمشاعر التقدير والوفاء في عزاء (الزميل نقد) فليكن ذلك مدعاة لمزيد من العمل ورص الصفوف حتي نستطيع أن نهتف بالصوت العالي معاً من أجل التنمية المتوازنة والسلم الوطيد والديمقراطية الراسخة عاش كفاح الشعب السوداني