سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجزء الثاني - إحكام الخناق على نظام الخرطوم ... خارطة طريق نحو نجاح الثورة في السودان
نشر في سودانيات يوم 30 - 07 - 2012


مقدمة:
تناولنا في الجزء الأول من هذه الورقة المحور الأول في طريق الثورة السودانية وهو الجبهة الداخلية. نتناول في هذا الجزء المحور الثاني وهو الجبهة الخارجية.
المحور الثاني: الجبهة الخارجية:
الجبهة الخارجية تتكون من سودانيي الشتات في المهاجر المنتشرين في كل أنحاء العالم الذين يقدر عددهم ما بين 6 – 9 ملايين نسمة , يشكلون عصب الثورة رغم وجودهم خارج البلاد. كما إنهم يمثلون ثقلاً نوعياً لكونهم من الكوادر المؤهلة من المتعلمين المستنيرين والمتخصصين في شتى ضروب المعرفة , تم تهجيرهم قسراً إلى خارج البلاد بسبب سياسات الدولة الإقصائية الطاردة للكفاءات والملكات ما حرم السودان من خيرة أبنائه المخلصين المؤهلين الذين كان يمكن أن يقودوا عجلة التنمية والبناء في البلاد. خرجوا من البلاد يملؤهم الحزن والحنق والغضب على حكومات الخرطوم ليس بسبب معاناتهم الشخصية والمعاملة السيئة التي وجدوها في وطنهم الأم , ولكن الأهم عندهم هو الحالة المزرية والأوضاع الكارثية التي يعيشها الوطن الذي أحبوه والتراب الذي ترعرعوا فيه , وما يحدق بالوطن من حروب وكوارث وتفكك مفضي إلي ضياع ما تبقى منه. ولكل ذلك , فثورة السودانيين في المهاجر هي امتداد طبيعي ترتبط ارتباطاً عضوياً بثورة الداخل , بل هي زخمها وروحها , وذلك لما تقوم به عناصر الثورة في الخارج من زخم يومي لا ينقطع في جميع بقاع المعمورة في مدن وعواصم العالم الكبيرة وفي المنتديات العالمية وفي المنابر الرسمية وغير الرسمية ومنظمات حقوق الانسان وفي أروقة المنظمات الدولية والحقوقية حيث تتخذ القرارات المصيرية على مستوى العالم. لا بد من تنظيم وتنسيق طاقات سودانيي المهاجر إلى اقصى ما يمكن وهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل إنجاح الثورة وخلاص الوطن.
لتفعيل وتنظيم دور المهجريين لإنجاح الثورة , نقترح الآتي:
(أ‌) في الجانب السياسي:
"غرفة التحكم لقيادة الثورة" يتوجب في البدء قيام "غرفة التحكم لقيادة الثورة " من نفر محدود العدد لا يتجاوز الخمس أو سبع أشخاص موثوق بهم بعد غربلتهم والتأكد تماماً من إيمانهم الصادق بالقضية الوطنية واستعدادهم التام للتضحية بأي شئ من أجل القضية التي قامت الثورة من أجلها. تكون هي الأمين على أسرار الثورة وتوجيه مسارها وتنسيق خطاها , والالتزام الصارم بكل ما يصدر عنها من توجيهات. يجمع على كابينة القيادة كل المجموعات المنضوية تحت لواء الثورة وبمشاركتهم. نقترح أن يكون هناك ممثل واحد لكل من : مجموعة قرفنا ممثلة للشباب والطلاب , ممثل للحركة الشعبية شمال , ممثل للحركات الدارفورية , ممثل لطائفة الأنصار وحزب الأمة المنضوية تحت لواء الئورة بقيادة نصر الدين الهادي المهدي , ممثل لقوى الإجماع الوطني , ممثل للجبهة الوطنية للتغيير (جبهة علي محمود حسنين والتوم هجو عن الاتحاديين) , ممثل للمهجريين + (واحد من الرموز الوطنية المستقلة المهمومة بالشأن الوطني).
الاستمرار في زخم وعنفوان التظاهرات والمسيرات في عواصم ومدن العالم لتنبيه الرأي العام والحكومات بحقيقة ما يجري في السودان وإبقاء قضية السودان حاضرة على أجندة الحكومات في هذه الدول.
توحيد جهود المعارضة وجبهاتها لكسب الاعتراف الدولي بها: توحيد المعارضة في الداخل والخارج والفصائل المسلحة في جسم واحد يقوم بمخاطبة الأسرة الدولية والفاعلين من القوى الاقليمية والدولية - منظمات الأمم المتحدة , الاتحاد الاوربي و الجامعة العربية - الاتحاد الأفريقي , مجلس التعاون الخليجي - الولايات المتحدة , بريطانيا , فرنسا , الصين , السعودية , مصر , قطر لشرح القضية السودانية وحمل هذه القوى الفاعلة على الاعتراف بالجبهة الثورية كممثل شرعي للمعارضة وتبنى طرح الثورة لحل المشكلة السودانية بما يصب في مصلحة الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
نقترح لهذا الجسم الموحد أن يكون نواة لحزب سياسي جامع (نقترح له اسم : حزب الأحرار) لكل قوى الثورة المؤمنة بالديمقراطية والسلام والتعايش في ظل دولة مدنية تنشد العدالة الاجتماعية وضد القوى التي تتاجر بالدين من أجل الكسب السياسي والمادي التي لا ترغب في التغيير , يمكن أن تتوحد هي أيضاً في كيان محافظ جامع (نقترح له إسم: حزب المحافظين). مثل هذا التوحد في جسم/حزب سياسي جامع أمر ضروري ومطلوب خاصة في مرحلة ما بعد الثورة حتى يتمكن الثوار الحقيقيون من قطف ثمار كفاحهم بالسيطرة على مخرجات الثورة ولا يتركوها تضيع وتختطف من قبل الخوالف والمخذلين المتربصين من أعداء الثورة الذين يعدون منذ الآن صفوفهم لعمل ثورة مضادة "تعيد حليمه لقديمها" كما حدث للثورة المصرية. ينبغي احتذاء تجربة ثوار ليبيا حين تمكنوا بتوحدهم من قطف ثمار ثورتهم.
إبراز محنة سودانيي الشتات كقضية ذات أولوية في الأجندة الدولية: هناك نحو 8 ملايين سوداني ( أكثر من سكان ليبيا وقطر مجتمعتين) قي المهاجر في جميع أنحاء العالم , أضافة إلى أكثر من مليونين آخرين في مخيمات اللجوء في داخل وخارج السودان. تشير هذه الحقيقة بوضوح إلى أن هناك مأساة حقيقية تجبر هذه الأعداد الكبيرة - ما يقرب من ثلث السكان أن تهجر الوطن ليس بسبب غزو خارجي كالعراق أو احتلال أجنبي كفلسطين بل بسبب الحروب التي تشنها الدولة على مواطنيها. هجرة بهذا الحجم هي تعبير صادق عن الأوضاع الكارثية التي يعيشها السودان على مدى عقود من الزمان , ما يتعين على الأسرة الدولية البحث فيها وإيجاد الحلول الناجعة لها. ليس فقط بسبب الهجرة والمهجرين ونزيف العقول , ولكن أيضاً بسبب سياسات الدولة وسوء الحكم الذي أدخل البلاد في حروب أهلية على مدى نصف قرن من الزمان , وما استتبع ذلك من مشاكل عدم الاستقرار وتوقف الإنتاج والفقر والجوع ثم الهجرة والنزوح بسبب تلك الحروب.
بلورة رؤية لمحنة مهجريي السودان في الشتات التي اضطرتهم لمغادرة الوطن التي هي انعكاس للمحنة الوطنية الكبرى ومن ثم مخاطبة المنظمات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة العالمية بالنظر في قضية مهجري السودان البالغ عددهم نحو ثلث السكان , والبحث في جذور المشكلة وبيان ألأعداد الحقيقية للمهجرين السودانيين والأسباب التي دفعتهم إلي الهجرة واللجوء خارج الوطن بهذه الأعداد الكبيرة والعمل على حشد رأي عام عالمي لإيجاد الحلول الناجعة لها كقضية دولية تندرج تحت قانون حقوق الانسان الدولي
تقديم مذكرة للأمم المتحدة تطالب بالنظر في قضية السودانيين في المهاجر يوقع عليها أكبر عدد ممكن من السودانيين في الشتات المقدر عددهم بنحو 8 ملايين وفي معسكرات اللجوء (أكثر من مليونين). يمكن الاستفادة في هذا المنحى بخبرات وعلاقات الشخصيات السودانية الوطنية كالدكتور الحارث إدريس الحارث الحائز على لقب "سفير السلام " في الأمم المتحدة.
تكوين مجموعات الضغط: من المهم أن ينظم المهجريون السودانيون في أماكن إقامتهم في الدول والولايات والمدن مجموعات ضغط ولوبيات تقوم برصد ومتابعة سياسات الدول التي يقيمون فيها فيما يتصل بالشأن السوداني , وإحداث الحراك اللازم لإجبار تلك الحكومات لتبني سياسات تصب في مصلحة الشعب السوداني , وليس مصلحة الحكومة السودانية أو المصالح الخارجية المرتبطة بها في هذه البلدان. نشيد في هذا الصدد بالمبادرات الرائدة التي يقوم بها الأخوة في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة كتلك التي قام بها أنصار الثورة السودانية من الأمريكيين ذوي الأصول السودانية والسودانيين المقيمين في ولاية فرجينيا بتكوين "الجمعية السودانية الأمريكية للعلاقات العامة SAPAA ". جاء في ديباجة تكوين جمعية سٍابا الفتية ما يلي : "فقد لاحظنا أن موقف الإدارة الامريكية يسير على النقيض تماماً من موقف السودانيين الأمريكيين بصورة خاصة وتطلعات الشعب السوداني بصورة عامة ونسعى لتغيير هذه المواقف نحو الاتجاه الصحيح " فلهم التحية. نحتاج لمجموعات ضغط مماثلة في كافة الدول , وخاصة تلك التي لها تأثير سلبي مباشر علي القضية السودانية مثل الصين , الولايات المتحدة , ماليزيا - قطر , مصر , إسرائيل وإيران وكشف سياساتها التآمرية ضد تطلعات الشعب السوداني في الحرية والكرامة , وفضح ممارساتها للرأي العم المحلي في بلدانها وفضحها على مستوى العالم.
(ب) جانب الدعم المالي للثورة:
قيام مكتب الدعم المالي للثورة : لا شك أن أي سوداني في المهاجر يسعده ويشرفه أن يساهم بكل غالي ونفيس ليرى السودان وطناً معافى يقف على قدميه. مكتب الدعم المالي مهمته جمع المال والتبرعات العينية من السودانيين وغير السودانيين المناصرين لقضايا الحرية والعدالة والضمير , واستقطاب دعم الهيئات المناصرة للحريات والديمقراطية والحكم الرشيد , ثم توجيه هذا الدعم – بالتنسيق مع ثوار الداخل - في الصرف على الأولويات التي تحددها الظروف على الأرض - خاصة دعم المصابين والمعتقلين وتقديم العون لأسرهم , والصرف على الضرورات اللوجستية والتقنيات وأجهزة الاتصال , ثم توفير الدعم لكل من يريد أن ينشق من قوات الأمن والضباط وترتيب الخروج الآمن لهم ودفع تكاليف سفرهم وإقامتهم في البلاد التي يرغبون في الخروج إليها.
يجب على المغتريين في المهاجر الامتناع عن تحويل أي مبالغ في هذه الفترة لحرمان الحكومة في الخرطوم من الأوكسجين الذي يبقيها على قيد الحياة. إن تحويلات المغتربين كانت ولا تزال هي المصدر الأهم للعملات الصعبة التي تعتمد عليها الحكومة , إذ أن ثروات البترول التي تقدر بحوالى 70 مليار دولار تم نهبها وتهريبها إلى البنوك الخارجية. الآن الحكومة ليس لها مخرج من أزمتها المالية , والخزانة مفلسة , ومؤن الدقيق والقمح لا تكفي لمدة شهر والحكومة سوف تعجز عن دفع استحقاقات أجهزتها الأمنية وآلتها العسكرية التي تغدق عليها بلا حساب لتحرسها من ثورة الجياع. وليس هناك من جهة في العالم مستعدة أن تمد لها يد العون. امتناع المغتربين عن أي تحويلات في هذه المرحلة أمر ضروري حتى يستسلم النظام. فأجدر بالمغتربين إلا يمدوا النظام بأوكسجين الحياة.
فتح حسابات في الخارج لإيداع مساهمات المغتربين , وكذا استقطاب الدعم من المنظمات والهيئات الداعمة للثورة السودانية والمناصرة للتحول الديمقراطي والحكم الرشيد. ولنبدأ بهذا الإجراء فوراً وتعميم أرقام الحسابات على نطاق واسع للبدء الفوري في جمع التبرعات.
شن حرب اقتصادية مضادة على النظام : بقدر ما يكبر حجم الدعم المالي للثورة بقدر ما يمكن شن حرب اقتصادية على النظام. هنا يجب أن نتذكر أن سياسة النظام هي إفقار الشعب وتجويعه حتى يمكن ترويضه (ما قال به ضابط الأمن للشاب الذي تم التحقيق معه :"انتو بتطلعوا عشان جيعانين , لو دايرين تاكلوا أكل زي دا تعالوا اشتغلوا معانا" تحقيق حريات 13/7). تدفقات مالية كبيرة لصالح الثورة من شأنها أن تفشل خطط النظام في شراء ذمم الفقراء الذين يمكن شراؤهم كمخبرين لأجهزة الأمن مقابل مبالغ تسد رمقهم. في هذه الاستراتيجية يلزم تحويلات مبالغ كبيرة يمكن أن تؤثر علي قدرة الحكومة في استخدام الأرصدة التي نهبتها من قوت الشعب وجوعته عمداً حتي تشتري بها ذمم الجياع للدفاع عنه. لكن لابد أن تتم هذه التحويلات خارج النظام المصرفي حتى لا تستفيد منها الحكومة في شراء العتاد لضرب الثورة. كما تجب الحيطة والحذر الشديدين عند التحويل حتى لا تنكشف هوية الثوار المستفيدين من التحويلات علماً بأن 90% من النشاط الاقتصادي في السودان هو مملوك للأجهزة الأمنية. فالصرافات والشركات كلها تقريباً تابعة لأجهزة الأمن. يمكن التحويل للتجار الوطنيين المنحازين للثورة بعد التأكد من ذلك , أو لحساباتهم في الخارج.
(ج) في الجانب الإعلامي:
قيام مكتب للإعلام والاتصال والمعلومات مهمته إبقاء الثورة السودانية حاضرة في كل الأجندات الاقليمية والدولية – يقوم بالاتصال بالهيئات ذات الصلة مثل هيئات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان والبرلمانات والحكومات والجمعيات الإنسانية الناشطة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية . كما يقوم بالتعريف بالثورة والكتابة في كبريات الصحف ووسائل الإعلام العالمية وبكل اللغات الحية Washington Post, The Economist, The Guardian, Le Monde, Africa Today
الإسراع في استكمال انطلاقة القناة الفضائية المتحدثة باسم الثورة السودانية وتوفير المال اللازم لإكمال إنشاء المحطة. وأيضاً المبادرة في الوقت الحالي للإتصال بالقنوات الفضائية الكبرى كCNN ,BBC والقنوات العربية المناصرة للثورة السودانية كقناة العربية. الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت لحشد الشباب السوداني وأصدقاءهم على مستوى العالم والمهتمين بالشأن السوداني حتى يتكون رأي عام عالمي بضرورة تغيير الأوضاع في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية الطويلة للشعب السوداني.
تنظيم واستضافة المؤتمرات والفعاليات المتصلة بالثورة : تقع على جبهة الخارج ومكتب الإعلام والاتصال مهمة إقامة المنابر والحوارات وتوجيه الدعوات للناشطين السودانيين والمختصين من مختلف بقاع العالم لتقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف نحو بلورة فهم أعمق والخروج برؤية موحدة لإنجاح الثورة السودانية ونجاح الفترة الانتقالية في توجيه عملية التغيير القادم في البلاد. حيث يتعذر إقامة مثل هذه الفعاليات في الداخل.
ضرورة قيام مكتب للتنسيق بين ثورة الداخل وثورة الخارج والفصائل المسلحة ينسق لكل ما يتصل بزخم الثورة وإبقاء جذوتها متقدة وتبادل الآراء والأفكار وحفظ سرية المعلومات وتأمين قادة الثورة.
على ثوار المهاجر إقامة منابرهم وتسمية قادتهم وتوحيد جبهتهم وتوجيهها نحو الهدف الأوحد – إسقاط النظام – وترك أي مشاغل أخرى تصرف عن هذا الهدف ألى أن يتحقق.
عزل القوى التخذيلية والمتخاذلة ورصد تحركات النظام وممثليه في الخارج ليوم الحساب.
التنظيم والتنسيق والتوحد والمثابرة تبقى كلمات مفتاحية لنجاح هذا الجهد العظيم يقع ضمن مسؤوليات مكاتب الإعلام والتنسيق. فمن الواضح أن كل القوى الوطنية وجموع الشعب السوداني قد انتظمت الآن في مطلبها الأول وهو إسقاط النظام. فلا يجب أن يعجزنا فقط التنظيم والتنسيق والتوحد الضروري عن بلوغ ذلك الهدف السامي في نجاح الثورة وخلاص الوطن.
هذا ما كان في محور الجبهة الخارجية. الرجاء إضافة أي مقترحات يمكن أن تدفع بالجهد الثوري إلى تحقيق غاياته في إسقاط النظام. الحلقة الثالثة والأخيرة من هذه الورقة تتناول محور المرحلة الانتقالية.
تنويه:
ننوه بالمشاركين الكرام أن يضيفوا مقترحاتهم حول العمل الذي يمكن القيام به لإنجاح الثورة . المقترحات المقدمة في هذه الورقة تحتاج لجهد الجميع حتى تكتمل الصورة وتتضح معالم خارطة الطريف نحو نجاح الثورة. فالرجاء المشاركة بإبداء الآراء التي سوف نصيغها في النهاية في "خارطة طريق الثورة السودانية" تنشر وتوزع على كل المهتمين والناشطين والفعاليات في الثورة السودانية. الورقة تأتي في 3 حلقات متتالية لتسهيل وتوسيع المشاركة الرجاء متابعتها وإبداء مقترحاتكم.
د. أحمد حموده حامد
دكتوراة الاقتصاد السياسي – المملكة المتحدة
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.