/عباس خضر لايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه الدم الشرف هو شرف الشعب أي هوشرف المجموع وشرف الشعب هو شرف الوطن والمواطن. فالشرف والكرامة هي للكائن الإنساني الملموس الحي ، وليست الحكومة كيان محسوس ذوروح وكرامة إنسانية تجرح فهي تستمدهما من أصل إحساس الشعب والمواطن. فليس للحكومة شرف وشرفها من شرف الشعب والمواطن. فإن أهين الشعب فقد أهينت الحكومة وإن جرحت كرامة مواطن فقد أصيبت كرامة الحكومة، وهذا ما جرى فقد أهين وأذل وأهدرت ومرمطت كرامة الشعب في التراب وبالتالي فإن هذه الحكومة فاقدة للكرامة والشرف. ولابد للشعب أن يسترد كرامته وحريته وشرفه المجروح. فلايشرف أحد أن يكون عندنا بترول ولايستفيد منه الشعب ويضيع حق المواطن . فالشعب مغبون وأمواله أمام ناظريه تجول وتغور لجهات أخرى نائية. ولايشرف أحد كذلك أن نسمع بالذهب بالأطنان تستخرجه الشركات الأجنبية وأبناء المنطقة نفسها لايعملون فيه ومنطقتهم مصابة بالقحط والسخط والمرض. وإن عملوا فيه لايثبتون في الشغل ويعملون بنظام اليوميات وبالورديات ولايجدون ما يشفي غليلهم وراحتهم فلاطعام ولاشراب ولاعلاج يصرف لهم وأمراض سوء التغذية والسل متفشية ويعملون وسط بيئة رديئة جداً. مما يذكرنا ببيوت الشعرالشهيرة : تموت الأسد في إرياب جوعاً وأطنان الذهب تلهفها الذئاب وكم من طفلة ماتت بسل والثروة طارت هنالك بعيداً كالسراب لأرض أغراب أتواكالسارقين..يعاونهم وطن أضحى خراب من منقذين متفلتين عاثوا فسادا.. ولشعب أبي لم يجد غيرالعذاب ياويلهم يا ويحهم فالشعب قد هب.. واتى عليهم دور العقاب فليس هناك أقل خدمات إنسانية تشعر بالآدمية وتحسن بيئة المنطقة الغنية. فالوضع لايشرفهم ويجرح الكرامة ويزيد الأذى أذية. فحتى شيوخهم كانوا قد إشتكوا من الإهمال والتهميش وعمدتهم كاد أن يموت ووصلت به الحال للمستشفى بعد الإشكال. وهذا ما هو حادث في بيئة مناطق إستخراج الذهب والبترول وكل مناطق التعدين الرسمي وطبعاً الأهلي قطع شك كذلك. فلايشرف أحداً أن ينهك الشعب في الخلا ينتهك كداًوتعثراً وبحثاً عن رزق غير مضمون ولو ذهب ويسقط في جحوره وتنهد عليه آباره والحكومة لاتمهد له الطريق وتعينه على إغتنامه والحصول عليه بأيسر ما تيسر. ألم يقل عمر إنه مسؤول حتى لو تعثرت بغلة في العراق لسألت منها لم لم أسوي طريقها. ولايشرفه إستمرار هذه الحروب اللعينة في معظم جهاته وإجترار مأساة إنفصال جنوبه ومواصة حربه وكأننا يا محمد أحمد لارحنا ولا جينا. فالكل مهان ومذل والوضع مخل، مما يزري ولايغري فمجروح الشرف والكرامة لاينمو ولايزدهر ولا يتطور وطن مستعمر. لهذا فقد إحتمى ثلاثة رياضيين في أولمبياد لندن بالحكومة البريطانية وهذا لايشرف الشعب السوداني أن يلجأ أبنائه من العلماء والخبراء والرياضيين لدول أخرى. وقد إزدادت الأذية للشرف وإهانة الشعب بهدر الكرامة الصحفية وذلك بتهكير المواقع الإلكترونية ثم حجبها وبمصادرة الصحف والقبض على الصحفين وكأنهم مجرمين ومنع حرية التعبير بالتنقيص والتكديرعلى الحريات والتعتيم على الخبر وتفشي الكذب. أهي حكومة أم عصابة جنجويد ورباطة!؟ وكذلك تحطيم الرابط القومي السكة حديد وتحويله لركام وبيع المتبقي وكأنه خردة لشركات ومستنفعين طفيليين، لايشرف أحد من الشعب الفضل. ومثل هذا الحطام هو كل ماتبقى من الكثير من المصانع التي كانت ملء السمع والبصر وبها آلاف العاملين تشردوا وتمرمطوا في الأزقة والأسواق وتحت الضللة والأشجار يجترون المآسي. المأساة المحزنة لمصنع النسيج الدولي ومصنع الكناف وشركة الخطوط الجوية والبحرية ومصنع الإطارات الذي طار والمحالج والتعليب بعد أن أهدرت كرامتهم وتمرمق شرفهم وبالتالي شرف الحكومة التي لم يك عندها في يوم شرف. وتمرمق العاملين بالصالح العام بمثل ما تمرمق الشعب كله عن بكرة أبيه بالإجماع السكوتي بداية إنقاذه الرهيب.فلايشرد مواطن من بلده إلامجرم و مفسد في الأرض. فكيف يسلم الشرف وتستعاد الكرامة المهدورة للشعب الفضل الممرمق الممرمط بدون حساب ومساءلة ، كيف!؟ قتل الشعب كالكلاب في بورتسودان وأمري وكجبار والمظاهرات السلمية في الخرطوم وكسلا ونيالا والقضارف وسنارسوف يزيد أوار النار المشتعلة في الصدور وتنتشر كالهشيم في كل أنحاء السودان لإسترداد الحرية والكرامة. فكل هذا العبث لايشرف أحدا ولايشرف الشعب بل ولايشرِف حتى الشرف ذاته! محكمة يقولون: ولايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.