الشرف هو شرف الشعب أي هوشرف المجموع وشرف الشعب هو شرف الوطن والمواطن. فالشرف والكرامة هي للكائن الإنساني الملموس الحي ، وليست الحكومة كيان محسوس ذوروح وكرامة إنسانية تجرح فهي تستمدهما من أصل إحساس الشعب والمواطن. فليس للحكومة شرف وشرفها من شرف الشعب والمواطن. فإن أهين الشعب فقد أهينت الحكومة وإن جرحت كرامة مواطن فقد أصيبت كرامة الحكومة . فلايشرف أحد أن يكون عندنا بترول ولايستفيد منه الشعب . فالشعب مغبون وأمواله أمام ناظريه تجول. ولايشرف أحد كذلك أن نسمع بالذهب بالأطنان تستخرجه الشركات الأجنبية وأبناء المنطقة نفسها لايعملون فيه. وإن عملوا فيه لايثبتون في الشغل ويعملون بنظام اليوميات وبالورديات ولايجدون ما يشفي غليلهم وراحتهم فلاطعام ولاشراب ولاعلاج يصرف لهم وأمراض سوء التغذية والسل متفشية ويعملون وسط بيئة رديئة جداً. فليس هناك أقل خدمات إنسانية تشعر بالآدمية وتحسن بيئة المنطقة الغنية. فالوضع لايشرفهم ويجرح الكرامة ويزيد الأذى أذية. فحتى شيوخهم كانوا قد إشتكوا من الإهمال والتهميش وعمدتهم كاد أن يموت ووصلت به الحال للمستشفى بعد الإشكال. وهذا ما هو حادث في بيئة مناطق إستخراج الذهب والبترول وكل مناطق التعدين الرسمي وطبعاً الأهلي قطع شك كذلك. فلايشرف أحداً أن ينهك الشعب في الخلا كداً وبحثاً عن رزق غير مضمون ولو ذهب والحكومة لاتمهد له الطريق وتعينه على إقتنامه والحصول عليه بأيسر ما تيسر. ولايشرفه إستمرار هذه الحروب اللعينة في معظم جهاته وإجترار مأساة إنفصال جنوبه ومواصة حربه وكأننا يا محمد أحمد لارحنا ولا جينا. فالكل مهان ومذل والوضع مخل، مما يزري ولايغري فمجروح الشرف والكرامة لاينمو ولايزدهر ولا يتطور. وقد إزدادت الأذية للشرف وإهانة الشعب بهدر الكرامة الصحفية وذلك بتهكير المواقع الإلكترونية وبمصادرة الصحف والقبض على الصحفين وكأنهم مجرمين ومنع حرية التعبير بالتنقيص والتكديرعلى الحريات والتعتيم على الخبر وتفشي الكذب. وكذلك تحطيم الرابط القومي السكة حديد وتحويله لركام وبيع المتبقي وكأنه خردة لشركات لايشرف أحد من الشعب الفضل. ومثل هذا الحطام هو كل ماتبقى من الكثير من المصانع التي كانت ملء السمع والبصر وبها آلاف العاملين تشردوا وتمرمطوا في الأزقة والأسواق وتحت الضللة والأشجار يجترون المآسي. المأساة المحزنة لمصنع النسيج الدولي ومصنع الكناف وشركة الخطوط الجوية والبحرية ومصنع الإطارات الذي طار والمحالج والتعليب بعد أن أهدرت كرامتهم وتمرمق شرفهم. وتمرمق العاملين بالصالح العام بمثل ما تمرمق الشعب كله عن بكرة أبيه بالإجماع السكوتي بداية إنقاذه الرهيب. فكيف يسلم الشرف وتستعاد الكرامة المهدورة للشعب الفضل الممرمق الممرمط بدون حساب ومساءلة كيف!؟ فكل هذالايشرف أحدا ولايشرف الشعب بل ولايشرِف حتى الشرف ذاته! يقولون: ولايسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.