[b] الصرخي..والموقف الحاسم الذي قصم ظهر الطائفيين وسط ضوضاء الافكار والتصريحات والادعاءات التي حصلت على خلفية الثورة السورية ولعل اشدها واخطرها هو ادعاء ان الصراع طائفي او مذهبي شيعي سني في محاولة لتعبئة اتباع المذهبين وشحن افكارهم بخلفيات الاختلاف المذهبي والشد والجذب الحاصل من فترة ليس بقليلة الامر الذي غرر بالعوام وراحوا ينسجون المواقف والافكار بقالب مذهبي طائفي..بالاضافة الى النظرة الغير منصفة للشعب السوري وثورته وتضحياته التي قللوا من شأنها والتعاطف معها على اعتبار انها ثورة مذهب ضد سلطة من مذهب اخر...وقد مرر هذا الكلام والادعاء على الكثير من العوام لانه صدر من رموز وشخصيات دينية وسياسية في مناسبة وغير مناسبة.....ولكن يبدوا ان من رجال الدين من له فكر ونظر وتحليل مختلف عن الاخرين..فكر منتزع من واقع وظروف موضوعية يوافق المنطق والعقل يقنع من يطلع عليه من اي مذهب او عقيدة كان..بل انه يكشف نوايا وافعال خطط لها من رموز وشخصيات لها سوابق كثيرة في مضمار الشحن الطائفي وتوجيه الامور حسب المصالح والاهواء السياسية ...ففي بيان 81 لرجل الدين الصرخي قال: ((إن دعوى كون الصراع في سوريا الشام صراعا شيعيّا سنّيّا فهي دعوى باطلة جزما ، فهي من مخترعات ومختلقات السياسة الباطلة والسياسيين الضالين الظالمين ، سياسة التكفير القاتل من مدّعي التسنن والتشيع معا ، سياسة الانتهاز والانتفاع والمكاسب الشخصية و السحت والحرام والفساد, فالصراع هناك هو في أصله وأساسه صراع بين شعب جائع مظلوم مقهور وسلطة ظالمة ، لا تريد أن ترحم أحداً بل لا تريد أن ترحم نفسها أيضا فهي مستعدة لحرق كل شيء من أجل البقاء والتشبث بالسلطة والتسلط ، وستحرق نفسها مع حرق الآخرين . )) كلام يدعو الى التامل والتدبر...يبطل كون الصراع صراعا شيعيا سنيا..بل هو من مخترعات ومختلقات السياسة الباطلة..سياسة الانتهاز والانتفاع ؟؟ اردفه بكلام اخر وهو :(عندما نتحدث عن السياسة الانتهازية الطائفية الظالمة ، لا نخص بها طائفة دون أخرى ، بل هي سياسة كل سلطة ظالمة عبر التاريخ سواء كانت السلطة مدعية للتسنن أم التشيع أم العلوية أم غيرها من طوائف أو ملل أو نحل ، فيستغلون اسم الدين والطائفة من أجل إدامة الظلم والطغيان والقبح والفساد .)) http://www.al-hasany.net/News_Details.php?ID=2802 وهذا حاصل وواقع فعلا...لكن لااحد يملك الشجاعة لكي يصرح ويضع النقط على الحروف الا في هذا البيان وهذا دليل على نضج وسمو فكر رجل الدين الصرخي وشموليته وتجاوزه حدود المذهب والطائفة .وهو ما فشل فيه غيره وظل داخل حدود المذهب والطائفة خصوصا في المواقف الحاسمة والصعبة؟