اثبتت الوقائع والدلائل في ما يتعلق بالشان العراقي وما تحوطه من سياسات فاشلة غير مجدية لتحسين منظومة دولة لها سيادة او حتى قليل من السيادة في اتخاذ اي قرار يدخل في تحسين وجه العراق الداخلي والخارجي امام العالم وما يواجه من تغيرات سياسية خطيرة وخاصة في الشرق الاوسط وثورات الربيع العربي التي غيرت خرائط نظام الحكم فيه وانقلبت معادلات كان محكوم على نتائجها بالسيطرة على هذا المنفذ الهام من العالم لما يحويه من ثروات طبيعية هائلة تتقاتل عليها من يحكم بقبضة ديكتاتورية احتلالية ... هذه الامور جعلت الانظار تتجه للعراق بما يمتلك من حظ وافر بعد احتلاله في 2003 من ثروات النفط وموقعه المهم في ربط الشرق بالغرب فكان ساحة للتقاتل بين سياسات الغرب وتحالفاتها وعقدة الشرق الايراني وتصدير مخططاتها الى العرب مستغلة تغيير الانظمة التي كانت محكومة بيد الغرب ... ان ما يعطي لجوهر الحقيقة في معترك السياسة العالمية في حربها الخفية والمعلنة على السيطرة على هذه المنابع نستدرك ونلاحظ طبيعة السياسة الاستدراكية لمن حكم وانتهى مفعوله ومن جاء وركب الموجة في كيفية التعامل مع هذه الامواج ... ان ما يمكن اعطاءه من تفسيرات او ملاحظات حول ساسة العراق ومن يتعاطى فيه من مفهوم ادارة تعتمد على نوع الذي يدير من خلاله دكة السياسة الخارجية او الداخلية نجد ان لاشيء فوق مفهوم الحزب الواحد ومعناه في دستور العراق الذي كتب بقلم غربي بحت من خلال تعددية السلطات الثلاثة التي تحكم بهذا المنطق الديمقراطي بعد عام الاحتلال لقد دخل العراق دوامة من الهرج السياسي الغير مبرمج اي تتعاطى معه كيفية الادارة من باب تقسيم السلطة على الاحزاب التي دخلت مع الاحتلال وقد تجسد بمجلس الحكم الانتقالي بأشراف المحتل وبأوامر خارجية تفرض كل شيء على هؤلاء الغرباء الذين دخلو العراق وبعدها قضية الانتخابات المزعومة لتكوين حكومة منتخبة وايضا بقرار اجنبي احتلالي ... !؟ هذه المعادلة السياسية من المعيب ان نجعلها في صف المعادلات العالمية بمعنى سيادة دولة لها مؤسساتها الذاتية المستقلة فلا يوجد هذا المفهوم والاطار العام حتى نتطلع الى حقيقة وجود دولة عراقية ..! لكن ما يهمنا في هذا البحث ان نلتفت وبعد مرور تسع سنوات على كذبة انشاء دولة عراقية الى مستوى مقبول منه الذي يزيد من حجم الكارثة وخطورة الوضع في العراق ان من يدعي اليوم انه حافظ لسيادة العراق من اي تدخل نجده قد طمس الى رأسه علنا في خدمة ايران ومخططاتها ومشاريعها في تطبيقها بأسم العراق وحكومته وساسته واحزابه ضد الدول المجاورة... ؟ اليوم من خلال سيطرة الاحزاب الموالية لايران اصبح العراق بوابة ايران التوسعية واللاعب المحترف يعمل تحت مدربها من عمائم خطت مفهوم التوسع واثارة النعرات الطائفية وتأجيج الازمات للبلدان المجاورة للضغط على حكامها بالولاء المطلق لسياستها وهذا ما نراه من دعم لنظام بشار وقمعه لشعبه ... لكن ما اثار حفيظة هذا التدخل وقضية الدعم الايراني لهذا النظام ما تداولته وسائل الاعلام العراقية على وجود شبكات مرتبطة بالقاعدة تهرب الاسلحة الى سوريا لنصرة الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد نظام بشار وقد طبلت لهذا القضية وجعلتها مساس وخط احمر للتدخل في سيادة العراق وخطة مبرمجة لاخلاء العراق من السلاح وخلقت بعبع الجيش الحر ينتاب الشارع العراقي من خلال انزال الفتاوى بتحريم بيع السلاح والحذر منه... ان المستوى الذي وصل اليه التصديق بتهريب السلاح جعلنا نبحث عن حقيقة الامر بمسلك تنساب اليه طبيعة سياسة الخداع والكذب لتمرير مخطط من وراء الكواليس من خلال التشويش في الرأي العام ... وعند البحث في مجاهيل الخبر ومن رفعه الى مستوى الانذار نجد تواطئ احزاب شيعية في العراق مدعومة من قبل ايران وبالتحديد من رأس الهرم الخامنئي... واليكم تفاصيل الحقيقة التي فضحت لعبة تهريب الاسلحة: بعد ورود معلومات عن تهريب اسلحة من العراق الى سوريا وبالتحديد في مناطق الجنوب وخاصة في محافظة المثنى القت مفارز الحدود صهريج محمل بالكاز على الحدود السعودية وتبين ان نصف الحمولة هو سلاح مهرب وبعد البحث عن ممول هذا التهريب القت القبض على احد شيوخ اهالي السماوة واسمه ( الشيخ حاتم عجة صكبان) وهو احد الشيوخ التابع للمجلس الاسلامي الاعلى بقيادة عمار الحكيم ومعه شخص اسمه (سامي العطوي) ايضا تابع لحزب عمار الحكيم وبعد التحقيقات التي اجريت معهم تبين ان الاسلحة ليست لسوريا ولا للجيش السوري الحر وانما من عمار الحكيم وقد تم الاتقاف على تهريبها الى شيعة السعودية وخاصة في منطقة الاحساء الشيعية الموالية لخامنئي والتي تجري فيها احداث وتظاهرات ضد النظام السعودي وقد وجد المحققون رسالة مكتوب فيها من السيد عمار الحكيم الى اخوتنا في الاحساء السلام عليكم نحن نحس بمعاناتكم وظلمكم من قبل بطش الوهابية الانجاس ونشد على ايديكم ونسال الله ان ينصركم على اعدائكم وتقبلوا منا هذا الجهد المتواضع لردع الوهابية مع خالص تحيات المرشد الاعلى الامام السيد الخامنئي (دام ظله) وهي من الاموال المباركة لأضرحة سادتنا لتحل البركة عليكم ) حيث اعترف المدعو (سامي العطوي) بقوله: كنت جالسا في بيتي فجائني خال اولادي والذي يعمل في منظمة بدر وقال سيأتيك وفد رفيع المستوى وبينما انا منتظر جاء الوفد وكان برتبة لواء اسمه(سعد الريشاوي) ويعمل ايضا مدير في مكتب منظمة بدر في بغداد وكان برفقته ملازم اول ( جاسم الريشاوي) وهو يعمل في استخبارات السماوة...وشخص يدعى ابو انور يعمل في الحضرة الكربلائية او في النجف وشخص مسؤل عن حزب الله ايضا معمم حيث بينوا ان هذا العمل هو فيه نصرة للمذهب وللدين ولأخوتنا في الاحساء مما زادني الشعور بالاندفاع والعمل لأيصال هذا السلاح وتهريبه عبر الحدود فأتفقت مع المدعو (سعد العطوي) على ايجاد شخص يوصل هذا السلاح عبر الحدود فوجدنا شخصا طلب منا مبلغ قدره (30) الف دولار...وبعد الاتفاق تم نقل السلاح بواسطة السيارة (صهريج) وبعد اخذ السيارة وذهابها بمسافة ليست بقريبة متجهة الى الحدود السعودية تفاجئنا بأنه تم اللقاء القبض على السيارة من قبل سيطرة كانت موجودة في الطريق ومن ثم تم اعتقالي انا والاخ سعد وقام بزيارتي اللواء المذكور وبعض الشخصيات وانا في الاستخبارات وقالوا سوف تخرج وبكفالة ولن تتأخر ..ولكن تبين العكس ان المادة 4 ارهاب تهمتي ... هذه الحقيقة تعبر عن شي واحد هو ان كل ما يجري في العراق وسوريا وكل الطائفية والحروب الطاحنة هو من يد ايران وتدخلاتها السافرة ايران اليوم في وضع مخزي ايل للسقوط من خلال برنامجها النووي وتحديها للمجتمع الدولي ومساندتها لنظام بشار الدموي وتدخلاتها السافرة في الربيع العربي جعل العالم يفرض عليها حصار اقتصادي مما ادى الى انهيار هذا الاقتصاد الذي كان يوما من الايام تتبجح به ايران بحجم نموها الاقتصادي الكبير والفضل يعود للعراق واحزابها الفارسية ... الازمة السورية وثورة شعبها ضد نظام بشار اردف روابط تربط الحقيقة للعلاقة بين سياسة ايران وتدخلاتها في الشأن السوري وقمع الثورة وبين ما نراه من ارتباط لحكومة المالكي والدفاع عن نظام الاسد ... هذا التطابق في السياسة يعطينا جوهر وابعاد زيارات الساسة الايرانيين وجنرالات الحرب فيها للعراق ولقائهم بقادة الاحزاب لو اخذنا هذا الامر بنظر الاعتبار وقارناه مع حقيقة ايران وعبثيتها في العراق وسيطرتها على الاحزاب التي تدعي الان الوطنية اثبت يقينا واضحا لا لبس فيه ان ما موجود من احزاب وتيارات وحكومة هي اذرع ايرانية تمسك بزمام الامور وتحتكر كل شيء من اجل ان يبقى شيطانها الخامنئي وقوميته المجوسية تلعب لعبتها في حلم الامبراطورية .