العنوان : خطاب الى السيد صلاح عبد الله الوصف : على ورق فلسكاب ابيض وبداخل ظرف مربع ابيض محدد الحواشي بخطوط حمراء وزرقاء متقطعة المحتوى : السيد قوش .. السلام عليكم ... ورد الىّ أنك ستُنقل الى سجن جبيت .. لا أخفى عليك ... منذ أن علمت بنبأ اعتقالك وانا اكابد نفسي ... هلى هذه حقيقةٌ أم خيال ... أوذلك هو وعد الله ... وبالسرعة دى ؟ ... وأعود من مكابدتها الى اختبارها ... هل أنا شامت ؟ هل أشعر براحةٍ الآن ؟تلك الغبينة .... أما زالت تبحث عن التشفى ؟أما زالت الرغبة فى الانتقام كما هى... ؟على هذه الحال كل تلك الايام الماضية ... ما بين المكابدة والاختبار ...! فأنا أحد ضحاياك ... سجنا وتعذيبا ومحاربة وتضييق ... وما زالت بقايا كل ذلك محمولةً وبائنة على الجسد والروح .. ومازالت مضغتها السوداء ذات ضوءٍ اسود تتوسط القلب ...! تفور احيانا لتملئنى رغبة فى الانتقام مدمرة .. فيطفئها ايمانى بأن الله عزيزٌ ذو انتقام ... لقد كنت يافعا عمر ووعيا ومعرفة حينما زججت بى فى كوبر مرافقا لعددٍ كبير من الشرفاء والوطنيين الاحرا , وبرغم ذلك اليفعان ... فلم يراودنى ولو لوهلة أنى على خطأ .. وانك انت الصاح ... برغم مرارة السجن وقسوة التعذيب .. لم أشك ولو للحظة أنك ستشرب من نفس الكأس وأن ستدفع ثمنا لذلك ...! شريطٌ قاتم آذى ذاكرتى اعواما وسنين عددا ..عاد للإستعراض .... بشير وسليم والتاية ومحمد عبد السلام ... العيلفون ودارفور , ماجدولين و شيراز وندى وحتى هندوسة ... اصابع الامير نقدالله ودماء ظهر فتحى مادبو تتقطر وانا اقف الى جواره ... بورتسودان ... يا الله ... بورتسودان التى قتل جنودك عشرين من اهلها بفعلٍ بارد .. وها انت الآن ستنقل لتبقى بين صخورها لا حىٌ ولا ميت ... بينما هم أحياااااء عند ربهم مرزوقون ...! إياك أن تظن اننى شامت ... أو اننى اتشفى ... فأنا من قومٍ لا يقاتلون الاعزل ولا الجريح ولا حامل السيف المكسور ... وإنما اردت بخطابى هذا أن أُخلّص نفسي من ماضٍ كاد أن يعيقنى روحا وعقلا ... والله ما شمِتُ بقدر ما تدبرت ... وما تشفّيتُ بقدر ما إزددتُ ايمانا ... ولم يعلق بى غير ذلك , الاّ شيبٌ قليل , وعارضاتٌ هضمية , وجروح جسدية ستبرأ يوم تبرأ هذه البلاد من جروحها ..! وأنا الآن كما كنت من قبل مواطنا حرا أفعل وأقول وأكتب وأعتقد ما أُريييييييييييييييد ...! وانت اردتنى ان اترك هذا الطريق ... فتنكبت انت الطريق .. وما بارحت انا طريقى ...! وأعلم .. ان نفرا عزيزا منّا وعلينا , ومن الذين حفهم ظلمك يوم لا ظلم الا ظلمك ... إعلم انهم سيدافعون عنك ضد تهمة الانقلاب .. نعم ... سيفعلون ..! واتمنى ان لا تفرح كثيرا .. فهم نفسهم من سيكونون محاميى الضحايا .. فى قضيتهم العادلة والواضحة ضدك ... وسيكون ذلك قريبا , وقريبا جدا كمان ... مثلما كان دخولك السجن قريبا , وكنت تراه .. ومن معك بعيدا ...! وكما ذكرت لك آنفا , فاانى اردت ان اتخلص من ماضٍ قديمٍ مؤلم ... لأستعد للمشاركة مع الجميع فى صنع حاضرٍ جديدٍ مُفرح ..! ففى الماضى كنا ..(قدام) مجموعة صغيرة ... ونحن الآن ..(وسط ) أمّةٍ كبيرة ...نزيهةٍ وحرة ٍ وعلى الظلم والبغى أبيّة ... نعم .. سأخرج معهم الى الشوارع فى الخرطوم والابيض وسنار وكسلا ومدنى والفاشر ونيالا لنطلب حريتنا السليبة كااااملة , ولننشد عدلنا الضايع تااامّا ومستداما ...! لقد تعلمت من سيرتك أنه ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب .. ,ان الله ينصر المظلومين ولو بعد حين ... ويقتص ...! وتعلمت للمرة الالف بعد الايمان ان هذه الأمة أُمةٌ عظيمة لن يحكمها الاّ عظماء ... وأن هذا الشعب شعبٌ عظيم .. لن يتقدم لخدمته إلاّ نسله العظيم .. لقد رأيت قدرة الله فآمنت أنه وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد .. وهو على كل شئٍ قدير .. فآمنت .....!