إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    تواصل دورة شهداء معركة الكرامة بمدينة رفاعة    كساب والنيل حبايب في التأهيلي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو 77 ... رجل الدولة الذي علم نفسه الأسماء كلها !
نشر في سودانيات يوم 25 - 12 - 2012


1 - مقدمة :
اليوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2012، نحتفل بالعيد ال 77 لرجل الدولة الذي علم نفسه الأسماء كلها !
تتزامن ذكرى ميلاد هذا الرجل مع ذكرى ميلاد الطفل المقدس ، الذي كلم الناس في المهد صبيا . فأطيب به من تطابق ، وأسمح به من تزامن ... في الميلاد وفي السماحة وفي الإستقامة وفي حسن الخلق .
انطبقت على الإمام كلمات حبيب بن أوس الطائي في مدح أحمد المعتصم :
إقدامُ عمروٍ في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس
لا تنكروا ضربي له من دونه
مثلا شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره
مثلاً من المشكاة والنبراس
ابو 77 ؟ يحاكي في السماحة يسوع الناصرة ، ويجاهد لكي يكون على خلق عظيم ، كما أشرف المرسلين .
تحية لإمام منتخب ، امام عصري وأصيل ، يزاوج بين الواجب والواقع ، تتسق تصرفاته مع أقواله ، ويحكمهما تقاه وورعه . تتسق أفعاله مع فكره الموسوعي ، مع فلسفته وصوفيته ، مع ربه الأعلى ، ومع أمته التي كانت خير أمة أخرجت للناس .
نفهم من مقولات أبو 77 إن بداية الأخلاق السمحة أن تتصرف بنفس الطريقة التى ترضاها لنفسك ، إذا تعامل الجميع بها معك.
ومن ونساته الدقاقة أن الأصل فى الأمور أن الإنسان يفضل أن يعامل الناس معاملة حسنة ، عسى أن ينعكس ذلك فى تعاملاتهم معه !
وحين تسود هذه المعاملة الحسنة فى المجتمع ، يرتفع رأس المال الإجتماعى ( حقوق الملكية الفكرية محفوظة له ) القائم على الثقة ، والإحترام المتبادل ، والرغبة الصادقة فى إقامة جسور العلاقات الطيبة مع الآخرين .
وهو ما لا يبدو بعيداً عن التوجيه القرآنى الوارد فى الآية 53 في سورة الإسراء :
( وَقل لعبادي يقولواْ التي هيَ أَحسنُ . إِنَ الشيطانَ ينزغُ بينهمْ . إِنَّ الشيطانَ كانَ للإِنسانِ عدوّا مبينا) !
ربما لاحظت ، تردياً عاماً فى لغة الحوار والتعبير بين السودانيين ، وقد أن الأوان ( ليقولوا التي هي أحسن ) ؟
اختلط علينا الأمر وتشابه علينا البقر ، حتى لم نعد نعرف أين نرسم الخط الفاصل بين المقبول وغير المقبول . هناك حدة فى الإنتقاد، ومبالغة فى الإنتقاص ، وغلو فى الكيد ، وفحش في القول ، واسفاف في الحديث ، وفجور في الخصومة!
أصبر نفسك ، يا هذا ، مع ابو 77 ، ولا تعدو عيناك عنه ، وقل التي هي أحسن.
وبعد ؟
ابو 77 روضة تفوح بالأزاهير والرياحين ؛ أيقونة تمور بالجديد والأصيل ؛ كشكول يفور بالإبداعات والعبقريات ، وما رحم ربك من فنون .
2 - رجل الدولة والسياسي ؟
سوف نأخذ من هذه الروضة الوارفة ، زهرة واحدة اسمها ( رجل الدولة ) نحاول تسليط الضوء عليها ، ونقارنها بضدها ( رجل السياسة ) لتتضح الصورة ، فبالتضاضد تظهر الأشياء.
قال :
هناك فرق هائل ، بل يتحتم التفرقة بين متخذى القرار المدفوعين بالشعبية الغوغائية والجماهيرية الرجرجية ؛ وأولئك المدفوعين بالمصلحة العامة وبعد النظر!
أطلق على الفئة الأولى ( سياسيين ) وعلى الفئة الثانية ( رجال دولة ) !
وهى تفرقة لها حظ من سيرة ومسيرة الرجل ؛ كما سوف نرى في عشرة أمثلة أدناه ، من بين آلاف :
أولا :
+ في أكتوبر 1964 ، ولم يبلغ عمره ثلاثين حجة بعد ، أعطى الآمان وعدم الملاحقة الجنائية للرئيس عبود ، وهو يفاوضه ، مع آخرين ، على ترك القصر الجمهوري وتسليم السلطة للشعب السوداني . صدق الرئيس عبود وعده ، وهو حق ، وغادر الى منزله في العمارات !
بعدها طالب بعض قادة ثورة أكتوبر بمحاكمة الرئيس عبود ، وقاموا بتعبئة الجماهير التي جابت شوارع الخرطوم مطالبة بالقصاص . وتبعتها جماهير الأقاليم ، مصرة على الثأر من مجرمي 17 نوفمبر !
وقف أبو 77 تود ... وضد جماهير أكتوبر الثائرة !
كان يمكن لأبو 77 ، لو أراد شعبية زائفة ، أن يركب موجة جماهير اكتوبر الهادرة ، ويصبح بطلا قوميا ، بل أيقونة سياسية يحبها الناس بمشاعرهم وعواطفهم ، خصوصا والأنتخابات البرلمانية وقتها على الأبواب ؛ ناسيا ومتناسيا وعده الحق للرئيس عبود .
تقبل أسهم النقد ، وخناجر الشتائم والبذاءات من بعض جماهير وقادة اكتوبر ، بصدر رحب ، وأريحية أنصارية حقة ، وثبت على وعده ، كى تنجو بلاده من مخاطر المعارك الدون كيشوتية الدموية .
لكن تمر أيام قليلة ، وتصيح نفس الجماهير التي كانت تطالب بحنث الوعد ، في سوق الخضار في الخرطوم ، وهي تهلل وتكبر عند رؤية الرئيس عبود :
ضيعناك وضعنا معاك !
ليصبح رجل الدولة علامة فارقة بين السابقين واللاحقين .
برهن الرجل أنه رجل دولة بعيون زرقاء اليمامة ، وليس سياسيا يحاكي الدود التي تنظر تحتها ؟
ثانيا :
+ في عام 1987 ، وهو رئيس للوزراء ، قام بزيارة صدام حسين في بغداد ، في اطار مبادرته الخيرة لإنهاء حرب الخليج الأولى .
كانت حرب الخليج الأولي ( الحرب العراقية – الأيرانية ) على أشدها . كان معظم العرب يدعمون صدام بالمال والسلاح ، والمحاربين ، وكذلك سياسيا ودبلوماسيا. وكان بوش الأب ( ومعه الإتحاد الأروبي ) يدعم صدام ، وأرسل له الوفود الداعمة من جنرالات البنتاجون ، بقيادة دونالد رامسفيلد !
كان الكل يتغنى بصدام ، وصدام لا يري العرب إلا ما يرى ، وهم فرحون ، يسبحون بحمده وله يسجدون !
ويأتي رئيس الوزراء السوداني المنتخب من أقصى المدينة يسعى .
وهو في حضرته ، وفي قعر داره محاطا بالجنود المدججين بالسلاح ، وبالشياطين الذين يغوصون له، ويعملون عملا دون ذلك ، اشتبك رجل الدولة مع الفرعون صدام ، على مرأى ومسمع من وفديهما !
عتب صدام عليه كرئيس لبلد ( عربي ؟ ... السودان ) ألا يقف مؤيدا لحربه التي يقودها ضد فرس ايران باسم كافة العرب.
رفض الرجل منطق صدام (محتربة ايران باسم العرب ) ، فبعضهم يقف في الجانب الآخر. ورفض منطقه المكفر للطرف الآخر ، لأن الإيرانيين مسلمون يؤمنون بقطعيات الوحي وصحيح السنة !
دافع ابو 77 عن موقفه ، بأنه وبصرف النظر عن رؤيته ، وصدقيتها ، فهو إنما ينطلق من توجيه رباني:
( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) !
( 9 - الحجرات )
كان يمكن للسياسي أن يركب الموجة العربية والدولية ، وكذلك الموجة الجماهيرية في السودان ، ويدعم صدام صما وعميانا ، ويجني من وراء ذلك مكاسب لشخصه وحزبه وبلده ؟
ولكن تغلب رجل الدولة على السياسي ! تغلب رجل المبادئ على رجل الفرص ، تغلب الرجل الذي يمشي على صراط مستقيم علي رجل اللولوة والدغمسة .
وكان نتيجة تشاكسه مع صدام ، أن ( حفر ) له صدام ، أو هكذا تخيل ؛ ومثله معه من العرب العاربة والمستعربة !
ظهرت بعدها راجمات الكرمك التي أرسلها صدام لمولانا الميرغني نكاية وكيتن في ابو 77!
وعشان تاني ؟
ونجحت راجمات صدام – الميرغني في ابادة بعض قوات قرنق وطردها من الكرمك ( 1988 ) !
مرت بعض المياه تحت كباري دجلة ، وانقلب بوش ومعه العرب على صدام ، في حرب الخليج الثانية 1991 ( الكويت ) !
ولكن نسي العرب موقف ابو 77 عام 1987 وهو يتحدى الفرعون صدام ويقول له قولا لينا ، لعله يخشى .
رغم ما تقدم ذكره ، فقد وقف ابو 77 رافضا للغزو الأمريكي للعراق ، وأعلن ذلك بكل الوسائل ، وكتب خطابا لبوش الأب في عام 1991 ، ولبوش الإبن في عام 2003 ، قبل الغزو، قال فيه لكليهما :
إنك حتما سوف تتمكن من هزيمة القوات العراقية عسكريا ، ولكنك سوف تحصد هزيمة سياسية ، وتحقق عكس مقاصدك المعلنة في العراق ... لذلك لا تقدم على هذا الغزو.
ولكنهما ، وحصريا لدعم اسرائيل بالقضاء على تهديد عدوها صدام لها ، أقدما على الغزو، وحققا في كل حالة ، عكس مقاصدهما المعلنة في العراق ، وحصدا خيبة سياسية تاريخية ... تماما كما تنبأ ابو 77 قبل الغزوتين ؟
فتأمل ؟
هذا هو ابو 77 مرة أخرى في ثوب رجل الدولة الماهل ، بعد أن نزع عنه ثوب السياسي الضيق !
ثالثا :
هناك من المتعشمين الحالمين بلبن الطير من الذين يدبون على الأرض وللمصابين بقصر النظر .
هؤلاء واؤلئك من السائرين في الظلمة ، ينظرون اليه فلا يرون رجل الدولة ؛ وفي غفلتهم يرفضون التعامل مع رجل الدولة الماهل في دواخل ابو 77 ! ويصرون على أن يتبعهم ، الى التهلكة ، السياسي المتهور كأي خروف في قطيع .
وعندما ينجلي معدن ابو 77 عن رجل الدولة اللبيب ، يبدأ هؤلاء المحبطين في سلق ابو 77 بألسنة حداد مدعين تخاذله ؟ وتخذيله ؟ وتثبيطه ؟ للإنتفاضة الشعبية ضد أبالسة الإنقاذ ؟
كل راع مسؤول عن رعيته . وهو مسئول كرجل دولة ، عن الشعب السوداني ، يسعى لتأمين رفاهيته ، ويحيل بينه وبين التهلكة ، كما أمر بذلك محكم التنزيل . ولكن أكثر الناس يجهلون !
نظر ابو 77 لمصلحة الوطن الذي يسكن دواخله ، ولم يحاول ركوب الموجة لحشد دعم شعبي غوغائي لشخصه ، كما في حالة عبود وصدام أعلاه ؟
ثم أن رجل الدولة في أبو 77 لم يمسك أحدا من يديه ، ليحول بينه وبين الإنتفاض . بل على العكس ، أكد عشرات المرات ، وفي أكثر من محفل ، ولكل من ألقى السمع وهو شهيد ، بأنه سوف يدعم ويقف مع كل من يحاول الإنتفاض ذاتيا وسلميا ( حتى اشعار آخر ) ، وبدون الإستعانة بالأجنبي ، وحسب رؤيته الوطنية الجامعة والمشتركة .
رؤية ابو 77 الوطنية مبنية علي وقف تآكل الهوية الوطنية الجامعة ، التي بدأت تتأكل علي حساب الهوية الاسلاموية – العروبية الطاردة للهويات الاخري ، التي فرضها نظام البشير بالقهر ، في سودان متعدد الأديان والاعراق والاثنيات .
ولأنه يملك رؤية وطنية واضحة ( في الأهداف والإستراتيجيات والبرامج المفصلة ) للمستقبل القريب والبعيد، وحول مجمل قضايا بلاد السودان في حاضرها ومستقبلها ، فقد حدد ثلاث مراحل ، للوصول الى الهدف النهائي ... الإطاحة بنظام البشير .
تتبع كل مرحلة الأخرى في تراتبية زمانية محددة !
+ المرحلة الأولى مرحلة ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) , حسب التوجيه الرباني ؛ والحوار المربوط بسقوف زمانية محددة ! لعل سادة الإنقاذ يستبينوا النصح قبل ضحى الغد ، ويرجعوا ويتراجعوا عن عنادهم ، ويفيقوا من غفلتهم واستكبارهم .
ابو 77 ليس بساذج من الذين يشترون الترماجات ، فهو يعرف أن سادة الإنقاذ من الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، وأن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وأن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ، وأنهم جعلوا اصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .
أعطى الو 77 فرصة لنظام البشير ، وأوصله الى الباب ، عن طريق الحوار والتفاوض ، الذي استمر حينا من الدهر ، ووصل الى نتيجة صفرية ، بل الى طريق مسدود . وأيقن بالتجربة المرة ، أن الحوار مع النظام غير مجدي ، بالإضافة لعدم احترامه لأي اتفاقية يوقعها .
لم يفعل النظام أي اتفاقية وقعها منذ استيلائه على السلطة ، ولم تردعه حتي ضمانة مجلس الأمن عن نقض اتفاقية السلام الشامل .
كما أيقن أن تغيير النظام من خلال اصلاحه ، سوف يطيل أجله ، ويكتب له عمرا جديدا.
الحل في الحل ... الإطاحة بنظام البشير عبر انتفاضة شعبية سلمية وغير محمية بالخارج ... الأمر الذي يقودنا للمرحلة الثانية .
+ المرحلة الثانية مرحلة تدشين الإعتصامات السلمية في الميادين العامة داخل السودان ، وأمام سفارات نظام البشير في الخارج . تتبعها الإضرابات السياسية ، والعصيان المدني العام . وبعدها تتفجر الإنتفاضة الشعبية السلمية التي تكنس نظام البشير لمزابل التاريخ .
وافقت جميع مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني على هذه المرحلة التي تركز على الجهاد المدني ، والإنتفاضة الشعبية السلمية ، غير المحمية لا بسلاح ولا برافع خارجي .
ولكن أذا أستمر سادة الأنقاذ في سياسة العناد والمكابرة والمزايدة والغطرسة ، واللجؤ الى القمع الوحشي والعصا الغليظة ، دون التبصر بالنتائج القصيرة أو البعيدة الأمد ... في هذه الحالة الكارثية سوف يقود ابو 77 الشعب السوداني الي المرحلة الثالثة ؟
نعم ... إذا اختار نظام البشير اللجؤ الى الموديل السوري ، وعامل جماهير الشعب السوداني كقطعان الخراف ، فسوف يقود ابو 77 جماهير الشعب السوداني للمرحلة الثالثة والأخيرة.
+ المرحلة الثالثة هي مرحلة الجهاد الأصغر ، أي المقاومة الشعبية المحمية بالسلاح .
( يؤمن ابو 77 أن نظام البشير قد دخل دار البرزخ ، خصوصأ بعد الضائقة المعيشية التي تزداد كارثية يومأ بعد يوم ، مع أنعدام بصيص لأي ضؤ في نفق السودان المظلم ... ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) !
والبرزخ هو الحاجز بين الحياة والموت ، وقد تخطي نظام البشير هذا الحاجز ، فصار في عداد الأموات ... ينتظر الدفن !
في هذا السياق ، رد ابو 77 على تهديدات الدكتور نافع المصادمة والمتوعدة للمعارضة ( الأحد 23 ديسمبر 2012 ) ، وأكد أن التغيير في السودان :
( بات أمراً حتمياً ، بعدما بات السودان مهدداً في وحدته ، ويواجه خطر التشظي . وإذا قاوم الحزب الحاكم الحل السلمي لقضايا البلاد ، فسيفتح الباب أمام التغيير بالقوة والعنف) .
وفي لقاء سابق ، ذكر ابو 77 شباب حزب الأمة ، بأنهم حفدة الذين قالوا في شيكان :
الخير قرب !
وأتبعوا القول بالفعل ؛ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، وكان لهم النصر المبين !
حذرنا ابو 77 من أن بلاد السودان ربما دفعت ثمن نظام البشير مرتين ، مرة في استمراره ، ومرة أخرى ( في اليوم التالي ) بعد الأطاحة به ؟ ولهذا السبب حصريأ ، أبتدع ابو 77 الأجندة الوطنية الشاملة والمفصلة ، وبرنامج الخلاص الوطني ... البديل وليس القرين لنظام البشير ؟
كما حذر أبو 77 نظام البشير من الأحباط الذي ربما أصاب الشعب السوداني نتيجة تعنت واستكبار نظام البشير .
قال للقوم الذين ظنوا أنهم الأعلون :
احذروا شعبا يصيبه الإحباط !
نواصل بقية الأمثلة السبعة في حلقة قادمة !
3 – عيد ميلاد سعيد !
ونحن نقول عيد ميلاد سعيد لرجل الدولة على أمل الإحتفال بأبو 88 في القريب العاجل ، نعيد التذكير لمن يسيرون في الظلمة ، ولمن في أذانهم وقر ، وتراهم ينظرون ولا يبصرون ، بأن ابو 77 هو الذي كتب مانفستو ثورة اكتوبر 1964 بخط يده ، وهو الذي كتب ميثاق انتفاضة أبريل 1985 بخط يده !
برهن ابو 77 ، كما نابليون قبله ، على خطل مقولة المفكر الأمريكي
F. Scott Fitzgerald
There are no second acts in American lives.
وترجمة هذه المقولة بعربي الكلاكلة القبة أن ليلة القدر لن تزورك مرتين في حياتك ، كما زارت ابو 77 في أكتوبر 1964 ، وفي أبريل 1985 ؟
لن يستطيع مكابر أن يزايد على ثورية ووطنية الأنسان العظيم .
وإن لم يفعل في حياته غير كتابة مانفستو اكتوبر وميثاق ابريل ، لكفاه فخرا ومجدا وسؤددا!
وأما الذين يتبعون الا الظن ؛ وأنهم الا يخرصون !
نقول لهؤلاء واؤلئك أن طائركم عند الله ؛ بل أنتم قوم تفتنون َ !
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان !
نختم هذه المعايدة بكلامات عنقالية جرجيرة في ضهاري دارفور الجوانية .
قالت :
يمر الشعب السوداني البطل بمرحلة مخاض بعد 23 عاما من الولوغ في اوحال الحروب الأهلية ، والابادات الجماعية ، والجرائم ضد الانسانية ، وجرائم الحرب ، والتشريد المليوني ، والضائقات المعيشية ، والبطالة المذلة ، والفقر المدقع ، والمرض العضال ، والعنوسة الذكورية والأنثوية الأسطورية ؟
يا عوانس السودان ... أتحدوا !
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.