السودان..وزير الشؤون الدينية والأوقاف يصدر قرارات    5 أطعمة تخفف أعراض البرد في الشتاء    وصول محترفي سيد الأتيام والطاقم الفني المعاون إلى ودمدني إيذانا بمرحلة الحسم    المريخ يسعى لمواصلة انتصاراته أمام موهانجا عصر اليوم    الحقيقة.. كرة القدم تجرّنا جرّاً    رياض محرز يقود الجزائر لتخطي بوركينا فاسو والتأهل لثمن نهائي أمم أفريقيا 2025    ماذا يريد البرهان؟    القاهرة تحذر من بناء سدود جديدة على النيل: سنرد    فوز منتخبنا يعيد الثقة المفقودة في "كان المغرب 2025"    رئيس الاتحاد السوداني ينعي الناظر طه فكي شيخ    شاهد بالصور.. الرابر "سولجا" يقتحم مران المنتخب الوطني بالمغرب    المذيعة والصحفية ملاذ ناجي تتلقى التهانئ والتبريكات من نجوم السوشيال ميديا بمناسبة عقد قرانها    شاهد بالصور.. الرابر "سولجا" يقتحم مران المنتخب الوطني بالمغرب    بالصور.. المريخ يعلن رسمياً التعاقد مع نجمي التسجيلات    رفيدة ياسين تكتب: دروس عام اختصر عمراً    شاهد بالفيديو.. تحسن أم استقرار أم تدهور؟ خبيرة التاروت المصرية بسنت يوسف تكشف عن مستقبل السودان في العام 2026    السودان يهزم غينيا الاستوائية وينعش حظوظه في التأهل    شاهد بالصورة.. نجمة السوشيال ميديا الحسناء أمول المنير تترحم على زوجها الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع بتدوينة مؤثرة: (في مثل هذا اليوم التقيت بحب حياتي وزوجي وفقيد قلبي)    عثمان ميرغني يكتب: مفاجأة.. أرض الصومال..    الجامعة العربية: اعتراف إسرائيل ب"إقليم أرض الصومال" غير قانوني    الجزيرة .. ضبط 2460 رأس بنقو بقيمة 120 مليون جنيهاً    بنك السودان يدشن نظام الصادر والوارد الإلكتروني عبر منصة بلدنا في خطوة نحو التحول الرقمي    زيادة جديدة في الدولار الجمركي بالسودان    معتصم جعفر يعقد جلسة مع المدرب وقادة المنتخب ويشدد على ضرورة تحقيق الانتصار    الصادق الرزيقي يكتب: البرهان وحديث انقرة    الوطن بين احداثيات عركي (بخاف) و(اضحكي)    السودان يعرب عن قلقه البالغ إزاء التطورات والإجراءات الاحادية التي قام بها المجلس الإنتقالي الجنوبي في محافظتي المهرة وحضرموت في اليمن    لميس الحديدي في منشورها الأول بعد الطلاق من عمرو أديب    شرطة ولاية القضارف تضع حدًا للنشاط الإجرامي لعصابة نهب بالمشروعات الزراعية    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وراء تزايد تشتت انتباه المراهقين    مشروبات تخفف الإمساك وتسهل حركة الأمعاء    منى أبو زيد يكتب: جرائم الظل في السودان والسلاح الحاسم في المعركة    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    قبور مرعبة وخطيرة!    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو 77 ... رجل الدولة الذي علم نفسه الأسماء كلها !
نشر في الراكوبة يوم 24 - 12 - 2012


1 - مقدمة :
اليوم الثلاثاء 25 ديسمبر 2012، نحتفل بالعيد ال 77 لرجل الدولة الذي علم نفسه الأسماء كلها !
تتزامن ذكرى ميلاد هذا الرجل مع ذكرى ميلاد الطفل المقدس ، الذي كلم الناس في المهد صبيا . فأطيب به من تطابق ، وأسمح به من تزامن ... في الميلاد وفي السماحة وفي الإستقامة وفي حسن الخلق .
انطبقت على الإمام كلمات حبيب بن أوس الطائي في مدح أحمد المعتصم :
إقدامُ عمروٍ في سماحة حاتم
في حلم أحنف في ذكاء إياس
لا تنكروا ضربي له من دونه
مثلا شروداً في الندى والباس
فالله قد ضرب الأقل لنوره
مثلاً من المشكاة والنبراس
ابو 77 ؟ يحاكي في السماحة يسوع الناصرة ، ويجاهد لكي يكون على خلق عظيم ، كما أشرف المرسلين .
تحية لإمام منتخب ، امام عصري وأصيل ، يزاوج بين الواجب والواقع ، تتسق تصرفاته مع أقواله ، ويحكمهما تقاه وورعه . تتسق أفعاله مع فكره الموسوعي ، مع فلسفته وصوفيته ، مع ربه الأعلى ، ومع أمته التي كانت خير أمة أخرجت للناس .
نفهم من مقولات أبو 77 إن بداية الأخلاق السمحة أن تتصرف بنفس الطريقة التى ترضاها لنفسك ، إذا تعامل الجميع بها معك.
ومن ونساته الدقاقة أن الأصل فى الأمور أن الإنسان يفضل أن يعامل الناس معاملة حسنة ، عسى أن ينعكس ذلك فى تعاملاتهم معه !
وحين تسود هذه المعاملة الحسنة فى المجتمع ، يرتفع رأس المال الإجتماعى ( حقوق الملكية الفكرية محفوظة له ) القائم على الثقة ، والإحترام المتبادل ، والرغبة الصادقة فى إقامة جسور العلاقات الطيبة مع الآخرين .
وهو ما لا يبدو بعيداً عن التوجيه القرآنى الوارد فى الآية 53 في سورة الإسراء :
( وَقل لعبادي يقولواْ التي هيَ أَحسنُ . إِنَ الشيطانَ ينزغُ بينهمْ . إِنَّ الشيطانَ كانَ للإِنسانِ عدوّا مبينا) !
ربما لاحظت ، تردياً عاماً فى لغة الحوار والتعبير بين السودانيين ، وقد أن الأوان ( ليقولوا التي هي أحسن ) ؟
اختلط علينا الأمر وتشابه علينا البقر ، حتى لم نعد نعرف أين نرسم الخط الفاصل بين المقبول وغير المقبول . هناك حدة فى الإنتقاد، ومبالغة فى الإنتقاص ، وغلو فى الكيد ، وفحش في القول ، واسفاف في الحديث ، وفجور في الخصومة!
أصبر نفسك ، يا هذا ، مع ابو 77 ، ولا تعدو عيناك عنه ، وقل التي هي أحسن.
وبعد ؟
ابو 77 روضة تفوح بالأزاهير والرياحين ؛ أيقونة تمور بالجديد والأصيل ؛ كشكول يفور بالإبداعات والعبقريات ، وما رحم ربك من فنون .
2 - رجل الدولة والسياسي ؟
سوف نأخذ من هذه الروضة الوارفة ، زهرة واحدة اسمها ( رجل الدولة ) نحاول تسليط الضوء عليها ، ونقارنها بضدها ( رجل السياسة ) لتتضح الصورة ، فبالتضاضد تظهر الأشياء.
قال :
هناك فرق هائل ، بل يتحتم التفرقة بين متخذى القرار المدفوعين بالشعبية الغوغائية والجماهيرية الرجرجية ؛ وأولئك المدفوعين بالمصلحة العامة وبعد النظر!
أطلق على الفئة الأولى ( سياسيين ) وعلى الفئة الثانية ( رجال دولة ) !
وهى تفرقة لها حظ من سيرة ومسيرة الرجل ؛ كما سوف نرى في عشرة أمثلة أدناه ، من بين آلاف :
أولا :
+ في أكتوبر 1964 ، ولم يبلغ عمره ثلاثين حجة بعد ، أعطى الآمان وعدم الملاحقة الجنائية للرئيس عبود ، وهو يفاوضه ، مع آخرين ، على ترك القصر الجمهوري وتسليم السلطة للشعب السوداني . صدق الرئيس عبود وعده ، وهو حق ، وغادر الى منزله في العمارات !
بعدها طالب بعض قادة ثورة أكتوبر بمحاكمة الرئيس عبود ، وقاموا بتعبئة الجماهير التي جابت شوارع الخرطوم مطالبة بالقصاص . وتبعتها جماهير الأقاليم ، مصرة على الثأر من مجرمي 17 نوفمبر !
وقف أبو 77 تود ... وضد جماهير أكتوبر الثائرة !
كان يمكن لأبو 77 ، لو أراد شعبية زائفة ، أن يركب موجة جماهير اكتوبر الهادرة ، ويصبح بطلا قوميا ، بل أيقونة سياسية يحبها الناس بمشاعرهم وعواطفهم ، خصوصا والأنتخابات البرلمانية وقتها على الأبواب ؛ ناسيا ومتناسيا وعده الحق للرئيس عبود .
تقبل أسهم النقد ، وخناجر الشتائم والبذاءات من بعض جماهير وقادة اكتوبر ، بصدر رحب ، وأريحية أنصارية حقة ، وثبت على وعده ، كى تنجو بلاده من مخاطر المعارك الدون كيشوتية الدموية .
لكن تمر أيام قليلة ، وتصيح نفس الجماهير التي كانت تطالب بحنث الوعد ، في سوق الخضار في الخرطوم ، وهي تهلل وتكبر عند رؤية الرئيس عبود :
ضيعناك وضعنا معاك !
ليصبح رجل الدولة علامة فارقة بين السابقين واللاحقين .
برهن الرجل أنه رجل دولة بعيون زرقاء اليمامة ، وليس سياسيا يحاكي الدود التي تنظر تحتها ؟
ثانيا :
+ في عام 1987 ، وهو رئيس للوزراء ، قام بزيارة صدام حسين في بغداد ، في اطار مبادرته الخيرة لإنهاء حرب الخليج الأولى .
كانت حرب الخليج الأولي ( الحرب العراقية – الأيرانية ) على أشدها . كان معظم العرب يدعمون صدام بالمال والسلاح ، والمحاربين ، وكذلك سياسيا ودبلوماسيا. وكان بوش الأب ( ومعه الإتحاد الأروبي ) يدعم صدام ، وأرسل له الوفود الداعمة من جنرالات البنتاجون ، بقيادة دونالد رامسفيلد !
كان الكل يتغنى بصدام ، وصدام لا يري العرب إلا ما يرى ، وهم فرحون ، يسبحون بحمده وله يسجدون !
ويأتي رئيس الوزراء السوداني المنتخب من أقصى المدينة يسعى .
وهو في حضرته ، وفي قعر داره محاطا بالجنود المدججين بالسلاح ، وبالشياطين الذين يغوصون له، ويعملون عملا دون ذلك ، اشتبك رجل الدولة مع الفرعون صدام ، على مرأى ومسمع من وفديهما !
عتب صدام عليه كرئيس لبلد ( عربي ؟ ... السودان ) ألا يقف مؤيدا لحربه التي يقودها ضد فرس ايران باسم كافة العرب.
رفض الرجل منطق صدام (محتربة ايران باسم العرب ) ، فبعضهم يقف في الجانب الآخر. ورفض منطقه المكفر للطرف الآخر ، لأن الإيرانيين مسلمون يؤمنون بقطعيات الوحي وصحيح السنة !
دافع ابو 77 عن موقفه ، بأنه وبصرف النظر عن رؤيته ، وصدقيتها ، فهو إنما ينطلق من توجيه رباني:
( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ، فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) !
( 9 - الحجرات )
كان يمكن للسياسي أن يركب الموجة العربية والدولية ، وكذلك الموجة الجماهيرية في السودان ، ويدعم صدام صما وعميانا ، ويجني من وراء ذلك مكاسب لشخصه وحزبه وبلده ؟
ولكن تغلب رجل الدولة على السياسي ! تغلب رجل المبادئ على رجل الفرص ، تغلب الرجل الذي يمشي على صراط مستقيم علي رجل اللولوة والدغمسة .
وكان نتيجة تشاكسه مع صدام ، أن ( حفر ) له صدام ، أو هكذا تخيل ؛ ومثله معه من العرب العاربة والمستعربة !
ظهرت بعدها راجمات الكرمك التي أرسلها صدام لمولانا الميرغني نكاية وكيتن في ابو 77!
وعشان تاني ؟
ونجحت راجمات صدام – الميرغني في ابادة بعض قوات قرنق وطردها من الكرمك ( 1988 ) !
مرت بعض المياه تحت كباري دجلة ، وانقلب بوش ومعه العرب على صدام ، في حرب الخليج الثانية 1991 ( الكويت ) !
ولكن نسي العرب موقف ابو 77 عام 1987 وهو يتحدى الفرعون صدام ويقول له قولا لينا ، لعله يخشى .
رغم ما تقدم ذكره ، فقد وقف ابو 77 رافضا للغزو الأمريكي للعراق ، وأعلن ذلك بكل الوسائل ، وكتب خطابا لبوش الأب في عام 1991 ، ولبوش الإبن في عام 2003 ، قبل الغزو، قال فيه لكليهما :
إنك حتما سوف تتمكن من هزيمة القوات العراقية عسكريا ، ولكنك سوف تحصد هزيمة سياسية ، وتحقق عكس مقاصدك المعلنة في العراق ... لذلك لا تقدم على هذا الغزو.
ولكنهما ، وحصريا لدعم اسرائيل بالقضاء على تهديد عدوها صدام لها ، أقدما على الغزو، وحققا في كل حالة ، عكس مقاصدهما المعلنة في العراق ، وحصدا خيبة سياسية تاريخية ... تماما كما تنبأ ابو 77 قبل الغزوتين ؟
فتأمل ؟
هذا هو ابو 77 مرة أخرى في ثوب رجل الدولة الماهل ، بعد أن نزع عنه ثوب السياسي الضيق !
ثالثا :
هناك من المتعشمين الحالمين بلبن الطير من الذين يدبون على الأرض وللمصابين بقصر النظر .
هؤلاء واؤلئك من السائرين في الظلمة ، ينظرون اليه فلا يرون رجل الدولة ؛ وفي غفلتهم يرفضون التعامل مع رجل الدولة الماهل في دواخل ابو 77 ! ويصرون على أن يتبعهم ، الى التهلكة ، السياسي المتهور كأي خروف في قطيع .
وعندما ينجلي معدن ابو 77 عن رجل الدولة اللبيب ، يبدأ هؤلاء المحبطين في سلق ابو 77 بألسنة حداد مدعين تخاذله ؟ وتخذيله ؟ وتثبيطه ؟ للإنتفاضة الشعبية ضد أبالسة الإنقاذ ؟
كل راع مسؤول عن رعيته . وهو مسئول كرجل دولة ، عن الشعب السوداني ، يسعى لتأمين رفاهيته ، ويحيل بينه وبين التهلكة ، كما أمر بذلك محكم التنزيل . ولكن أكثر الناس يجهلون !
نظر ابو 77 لمصلحة الوطن الذي يسكن دواخله ، ولم يحاول ركوب الموجة لحشد دعم شعبي غوغائي لشخصه ، كما في حالة عبود وصدام أعلاه ؟
ثم أن رجل الدولة في أبو 77 لم يمسك أحدا من يديه ، ليحول بينه وبين الإنتفاض . بل على العكس ، أكد عشرات المرات ، وفي أكثر من محفل ، ولكل من ألقى السمع وهو شهيد ، بأنه سوف يدعم ويقف مع كل من يحاول الإنتفاض ذاتيا وسلميا ( حتى اشعار آخر ) ، وبدون الإستعانة بالأجنبي ، وحسب رؤيته الوطنية الجامعة والمشتركة .
رؤية ابو 77 الوطنية مبنية علي وقف تآكل الهوية الوطنية الجامعة ، التي بدأت تتأكل علي حساب الهوية الاسلاموية – العروبية الطاردة للهويات الاخري ، التي فرضها نظام البشير بالقهر ، في سودان متعدد الأديان والاعراق والاثنيات .
ولأنه يملك رؤية وطنية واضحة ( في الأهداف والإستراتيجيات والبرامج المفصلة ) للمستقبل القريب والبعيد، وحول مجمل قضايا بلاد السودان في حاضرها ومستقبلها ، فقد حدد ثلاث مراحل ، للوصول الى الهدف النهائي ... الإطاحة بنظام البشير .
تتبع كل مرحلة الأخرى في تراتبية زمانية محددة !
+ المرحلة الأولى مرحلة ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) , حسب التوجيه الرباني ؛ والحوار المربوط بسقوف زمانية محددة ! لعل سادة الإنقاذ يستبينوا النصح قبل ضحى الغد ، ويرجعوا ويتراجعوا عن عنادهم ، ويفيقوا من غفلتهم واستكبارهم .
ابو 77 ليس بساذج من الذين يشترون الترماجات ، فهو يعرف أن سادة الإنقاذ من الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، وأن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، وأن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وأن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ، وأنهم جعلوا اصابعهم في آذانهم ، واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا .
أعطى الو 77 فرصة لنظام البشير ، وأوصله الى الباب ، عن طريق الحوار والتفاوض ، الذي استمر حينا من الدهر ، ووصل الى نتيجة صفرية ، بل الى طريق مسدود . وأيقن بالتجربة المرة ، أن الحوار مع النظام غير مجدي ، بالإضافة لعدم احترامه لأي اتفاقية يوقعها .
لم يفعل النظام أي اتفاقية وقعها منذ استيلائه على السلطة ، ولم تردعه حتي ضمانة مجلس الأمن عن نقض اتفاقية السلام الشامل .
كما أيقن أن تغيير النظام من خلال اصلاحه ، سوف يطيل أجله ، ويكتب له عمرا جديدا.
الحل في الحل ... الإطاحة بنظام البشير عبر انتفاضة شعبية سلمية وغير محمية بالخارج ... الأمر الذي يقودنا للمرحلة الثانية .
+ المرحلة الثانية مرحلة تدشين الإعتصامات السلمية في الميادين العامة داخل السودان ، وأمام سفارات نظام البشير في الخارج . تتبعها الإضرابات السياسية ، والعصيان المدني العام . وبعدها تتفجر الإنتفاضة الشعبية السلمية التي تكنس نظام البشير لمزابل التاريخ .
وافقت جميع مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني على هذه المرحلة التي تركز على الجهاد المدني ، والإنتفاضة الشعبية السلمية ، غير المحمية لا بسلاح ولا برافع خارجي .
ولكن أذا أستمر سادة الأنقاذ في سياسة العناد والمكابرة والمزايدة والغطرسة ، واللجؤ الى القمع الوحشي والعصا الغليظة ، دون التبصر بالنتائج القصيرة أو البعيدة الأمد ... في هذه الحالة الكارثية سوف يقود ابو 77 الشعب السوداني الي المرحلة الثالثة ؟
نعم ... إذا اختار نظام البشير اللجؤ الى الموديل السوري ، وعامل جماهير الشعب السوداني كقطعان الخراف ، فسوف يقود ابو 77 جماهير الشعب السوداني للمرحلة الثالثة والأخيرة.
+ المرحلة الثالثة هي مرحلة الجهاد الأصغر ، أي المقاومة الشعبية المحمية بالسلاح .
( يؤمن ابو 77 أن نظام البشير قد دخل دار البرزخ ، خصوصأ بعد الضائقة المعيشية التي تزداد كارثية يومأ بعد يوم ، مع أنعدام بصيص لأي ضؤ في نفق السودان المظلم ... ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) !
والبرزخ هو الحاجز بين الحياة والموت ، وقد تخطي نظام البشير هذا الحاجز ، فصار في عداد الأموات ... ينتظر الدفن !
في هذا السياق ، رد ابو 77 على تهديدات الدكتور نافع المصادمة والمتوعدة للمعارضة ( الأحد 23 ديسمبر 2012 ) ، وأكد أن التغيير في السودان :
( بات أمراً حتمياً ، بعدما بات السودان مهدداً في وحدته ، ويواجه خطر التشظي . وإذا قاوم الحزب الحاكم الحل السلمي لقضايا البلاد ، فسيفتح الباب أمام التغيير بالقوة والعنف) .
وفي لقاء سابق ، ذكر ابو 77 شباب حزب الأمة ، بأنهم حفدة الذين قالوا في شيكان :
الخير قرب !
وأتبعوا القول بالفعل ؛ فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء ، وكان لهم النصر المبين !
حذرنا ابو 77 من أن بلاد السودان ربما دفعت ثمن نظام البشير مرتين ، مرة في استمراره ، ومرة أخرى ( في اليوم التالي ) بعد الأطاحة به ؟ ولهذا السبب حصريأ ، أبتدع ابو 77 الأجندة الوطنية الشاملة والمفصلة ، وبرنامج الخلاص الوطني ... البديل وليس القرين لنظام البشير ؟
كما حذر أبو 77 نظام البشير من الأحباط الذي ربما أصاب الشعب السوداني نتيجة تعنت واستكبار نظام البشير .
قال للقوم الذين ظنوا أنهم الأعلون :
احذروا شعبا يصيبه الإحباط !
نواصل بقية الأمثلة السبعة في حلقة قادمة !
3 – عيد ميلاد سعيد !
ونحن نقول عيد ميلاد سعيد لرجل الدولة على أمل الإحتفال بأبو 88 في القريب العاجل ، نعيد التذكير لمن يسيرون في الظلمة ، ولمن في أذانهم وقر ، وتراهم ينظرون ولا يبصرون ، بأن ابو 77 هو الذي كتب مانفستو ثورة اكتوبر 1964 بخط يده ، وهو الذي كتب ميثاق انتفاضة أبريل 1985 بخط يده !
برهن ابو 77 ، كما نابليون قبله ، على خطل مقولة المفكر الأمريكي
F. Scott Fitzgerald
There are no second acts in American lives.
وترجمة هذه المقولة بعربي الكلاكلة القبة أن ليلة القدر لن تزورك مرتين في حياتك ، كما زارت ابو 77 في أكتوبر 1964 ، وفي أبريل 1985 ؟
لن يستطيع مكابر أن يزايد على ثورية ووطنية الأنسان العظيم .
وإن لم يفعل في حياته غير كتابة مانفستو اكتوبر وميثاق ابريل ، لكفاه فخرا ومجدا وسؤددا!
وأما الذين يتبعون الا الظن ؛ وأنهم الا يخرصون !
نقول لهؤلاء واؤلئك أن طائركم عند الله ؛ بل أنتم قوم تفتنون َ !
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان !
نختم هذه المعايدة بكلامات عنقالية جرجيرة في ضهاري دارفور الجوانية .
قالت :
يمر الشعب السوداني البطل بمرحلة مخاض بعد 23 عاما من الولوغ في اوحال الحروب الأهلية ، والابادات الجماعية ، والجرائم ضد الانسانية ، وجرائم الحرب ، والتشريد المليوني ، والضائقات المعيشية ، والبطالة المذلة ، والفقر المدقع ، والمرض العضال ، والعنوسة الذكورية والأنثوية الأسطورية ؟
يا عوانس السودان ... أتحدوا !
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.