كلنا يعلم ان اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية بعد كارثة قنبلتي هيروشيما ونجازاكي ... تبنت منهجا رأسماليا بحتا في ادارة الدولة واقتصادها .. وتحولت في غضون بضعة سنوات الى دولة رأسمالية عظمى تتربع على عرش ثاني اكبر اقتصاد في العالم ... لكن الشاهد انه اليابان تطرفت في النظام الرأسمالي لدرجة تفوقت فيه حتى على الغربيين انفسهم .. لانه الاقتصاد الرأسمالي يتيح الملكية العامة للقطاع الخاص لكن ليس بصورة مطلقة مقابل ضرائب تنفقها الدولة في المصارف الرئيسية الثلاث وهي الامن والصحة والتعليم .. وتشمل هذه المصارف الينى التحتية من طرق ومدارس ومستشفيات وجامعات و كباري وجسور وخزانات وسدود وتسليح ودفاع ( ليس بالنظر طبعا ).. لكن اليابان تطرفت في الملكية الخاصة قيل حتى في تمليك الحدائق العامة والطرق والجسور للقطاع الخاص .. بمعنى انه لو قابلك في اليابان مثلا شارع الشيخ شونق يانق .. هذا لا يعني انه هذا الشيخ شونق يانق رجل بر واحسان او احد ابطال التاريخ كما عندنا هنا كشارع علي عبد اللطيف او شارع علي الميرغني .. بل هذا يعني انه هذا الشيخ واولاده يمتلكون هذا الشارع تماما فاذا عليك ان تقف في اول الشارع وتدفع ثمن تذكره من الكشك المخصص لذلك لعبور هذا الشارع ..كأنك تريد ان تزور مريضا في أحد مستشفياتنا العامرة بالمرضى شفاهم الله .. وفي المقابل ايضا تبنت الصين نظاما شويعيا قاسيا تفوقت فيه حتى على الاتحاد السوفيتي مهد النظرية الاشتراكية وفي عهد رئيسهم ماو سيوتونق ... لدرجة انه المواطن الصيني يكاد لايملك سوى ملابسه التي عليه ودراجته وسريره .. وتحول الجميع الى تروس صغيرة جدا في آلة عملاقة ... والتطرف الصيني في الاشتراكية جعل المساواة بين الناس تصل الى درجة تشابه الملابس بين الرجال والنساء .. فكانوا جميعا يرتدون نفس البنطلون والبالطو الازرق والجميع في هيئة عمال يعملون طيلة الوقت .. في مطلع التسعينات وبعد ثورات مكبوته تفجرت وتقطعت اخبارها المكبوتة ايضا وبعد عدة تضحيات ومجازر تنازل النظام الحاكم عن تطرفه الشويعي وانفتح على العالم .. وتبنى خط شراكات مع الانظمة الرأسمالية واصبحت كثير من المصانع العالمية تقيم مصانعها للمواد الاولية في الصين نسبة لانخفاض تكلفة الانتاج مع القدرة الفائقة على انتاج كميات ضخمة جدا .. تحول التفجر السكاني الصيني الى قوة رأسمالية ضخمة مغلف بورقة اشتراكية لاتؤثر ولا تتأثر بهذا المضمون .. لكن بانفتاح الصين على الانظمة الرأسمالية تطرفت فيها مرة اخرى لتتبنى خط يدعو لانتاج كل ما يحتاجه الانسان بغض النظر عن عواقب هذا المنتج .. مثلا نعلم ان كثير من انظمة المرور في الدول ادخلت نظام كشف السرعة الزائدة وتحرير المخالفات المرورية آليا..و لكن نفاجأ بعد فترة بوجود جهاز صيني مهرب يكشف وجود اجهزة المرور ليحذر السائق بتهدئة سرعته حتى يتجاوز جهاز المرور ومن ثم يواصل في سرعته ... هذا الجهاز خطير جدا وممكن يعرض ارواحا للخطر ... اما الكارثة الصينية الجديدة فهي التي انتشر خبرها في المواقع وهي تلك العروس الصينية .. اي الدمية الجنسية ... انتبه الصينيون لوجود الهوس الجنسي الذي يسود العالم خاصة بعد الثورة التكنلوجية وتطور الاجهزة المرئية .. انتجوا دمية بالحجم الطبيعي من مادة السلكون واكسبوها خصائص تكاد تجعلها اشبه بالحقيقة ... وقيل ان تكلفتها الحالية بستمائة دولار ... تخيلوا بعد ان تنتشر هذه المصيبة وبعد ان تخفض تتكلفتها بالتأكيد ان هذا سيهدد حتى الوجود البشري .. متى سيدرك العالم خطورة اندفاع هذا المارد الصيني ومحاولته للتكسب من كل شئ حتى ولو كان على حساب الوجود البشري .. درديري كباشي [email protected]