/عباس خضر الشاعر الجاهلي المتكيء الشجري في العصر الحديث يشعر بالحسرة والندم الكسعي المبين ويمتليء غيظاً وهوحزين ويجيش صدره بالأسى والهم والغم من القادم العظيم وسوء الخاتمة الأليم والألم والغل يعصرقلبه ويتمزق فؤاده وفشفاشه وتتقطع نياط كبده ويجهش بالبكاء وهو يصيح كلكم علي..كلكم علي..ياخونة، ياعملاء ويسن لسانه الحاد بشعره المعهود في الذم والهجاء ليجد المبرر والفرصة للقبض والزج بهم. فقد جاء الحق وأتمت الشمس دورتها وإنقشع الظلام الدامس و دارت الأيام وعادت الدورة الفلكية إلى مجاريها وسارت في مساربها السليمة وإكتملت الدائرة حول المركز فسطع الضوء الباهر وإنزاح الكابوس وزهق الباطل فدولة الظلم إلى زوال والديكتاتوريات إلى أفول للأبد وإستمرار الباطل من المٌحال فليك يوم يا ظالم. والمتكيء الزندي الأرضي يصنقع مذهولا مندهش مما جرى ويستغرب من المتكيء الورقي وتردده وتوهانه ، ومسمى الزندي هنا من ضغط الزند المنبرش الارضي ويده على الزناد والمتكيء الورقي هي الكرتونية ، فما بين المتكيء الشجري والمتكيء الزندي والأحزاب مساجلات وما بينهما متشابهات. والمتشابهات كٌثر هنا : فهم أما الذين تشابه عليهم البقر أوأؤلئك المزوزين بين الكتلتين أو الذين يلعبون على الحبلين أم هم كراع هنا وكراع هناك أو مابين كوستي والجبلين أو (شندي، مدني، جوبا) والخرطوم أوفي كمبالا والخرطوم يعني مع هذا ومع ذاك مع كل المواضيع والجوانب في نفس اللحظة وليس بمنطلق الحرية و بإستقلالية المبدأ. الشاعر الجاهلي الكبير سوف يتنفس الصعداء إذا ترك الحماقة والتهور الذمي والهجاء اللفظي والكبت العضوي والتقوقع الإثني والعنصري و الكمي ولم يتعالى ويعتمد حوار الطرشان والحوارمن طرف واحد. فالحوار الحقيقي الجاد مع الزندي سيؤدي لنتائج وحلول معقولة جادة صادقة مرضية فقط إذا كان هناك عمل نزيه وذهنية متفتحة و إسلوب تعاملي مرن ومتزن وفكري وخٌلقي أخلاقي راقي جديد فالحل في التوافق الكامل. ونرى إرهاصاته في الهزات الأرضية الدائمة في داخل السودان وتحركات المعارضة الحثيثة المزعجة والتذمر الشعبي المستمر مكبوتاً وإرتفاع الأسعار الدائم والقبض على المعارضين دون أسباب جوهرية ومبررات قوية وبدون محاكم وقضاء بالإضافة للضغوطات الدولية التي تدعو لتعجيل الحوار والإتجاه للحل الشامل والديموقراطية وإطلاق الحريات العامة. فلماذا لا تتنازل الحكومة ويهدأ المتكيء الشجري وتتعامل بالخٌلق الكريم وتنزل من علاها الفوق نحو بسط الإنفتاح والحرية ومرافيء الحق والعدل والمساواة وتتخطى عاهة الكِبروالتكبر والعزة في الإثم وتقبل بالحلول التوافقية التي ترضي كل الأطراف ومعظم أفراد الشعب وتضع مصلحة الشعب نصب أعينها، فالتنازل والجلوس على الأرض الدايمة دي مهم جداً بل لابد من الإنحاء والإعتذار بتواضع جم للشعب ولو لفرد واحد من أفراد الشعب لأنه الأعلى والأبقى والأسمى . فإن مثل هذا الفعل بالأخلاق النبيلة يعتبر عظمة وقوة وسؤدد لبقاء الأمم ولا تقلل من شأن الحكم ذرة بل يزيده شأوا وإحتراما ووقارا ، وحتى لاتٌجبر على ذلك غصباً وهي مشلولة اليد وبالجسد الممزق المهتريء، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا فالتتوكل على الحي الدائم وتخت الرحمن في قلبها وإنشاءالله تكون حكومة قومية أو بإنتخابات مبكرة عشان طولتو كتيروالناس قالوا الروب وكفى وعلى كل حال هذا يبدو ما ستكون عليه الأوضاع وخارطة طريق في الجارة مصر بل وفي أي دولة إسلامية تسلط عليها الإخوان وإشتعلت لغة العنف اللفظي والجسدي فيها فالمتكيء الشجري الجاهلي جاهز بهجائه وذمه وقدحه للمعارضة هناك والمصري لا يحب القدح والتعالي والهجاء المباشرفهو سريع الهياج. ومن البديهيات ان العنف يولد العنف وأن الإتكاء على مبدأ السلطة وإحتكار القوة والسلاح لايجدي فهو يولد الغبن و الحقد ويشجع المكر والحيلة والخديعة للوصول للأهداف بأي طريقة وأخذ الحقوق : الثورات المسلحة وضرب برجي التجارة في أمريكا والحركات المسلحة وتوالي المظاهرات كمثال. والغريبة أن مالك عقار قال أنهم مستعدون للحوار مع الحكومة دون وساطات أجنبية والأغرب أن بعض من الإنقاذيين يرفضون الحوار المباشر ولكن الأغرب في كل هذا أنه كان خبراً في قناة الشروق!!! فالإتكاء لايجب أن يكون على الشجرة والإحتماء وراءها بالشعارات الدينية فيتساقط ورقها الأخضر وتجف فتصبح شجرة ذات أنواط لهذا الإعتماد يجب أن يكون على دولة المؤسسات والحريات والعدالة والمسئولية الأخلاقية والدستور التوافقي واللوائح والقوانين تنفذها هيئة قضائية حرة قوية مستقلة. أو ستشتعل فيها نيران الخلافات الحزبية ويزداد السلاح وستزداد قوة المتكيء الزندي وعناده ويستقوى بمن يرى في الداخل وفي كل الإتجاهات وبكل الطرق التي ستؤدي إلى روما ويكتوي بها الوطن و أفراد الشعب و سينهارالدار ليس الحزب ولاالحكم ولاالمعارضة فقط بل سيسقط المتكيء الشجري وتقلع الشجرة و الوطن وبمن فيه وما فيه وماعليه وسيخر الكل صريعاً قاتل الله التمكين اللعين إلى يوم الدين.التمكين الذي بدأ في إشعال فتيل الثورة المصرية من جديد والدعوة لإسقاط النظام ولرئيس جديد ووطن حر ديموقراطي جديد مما دعى جعل حزب النور السلفي المصري للدعوة لتشكيل حكومة وفاق وطني ويطالب الحكومة بعدم إتخاذ أي قرارات مصيرية. حكومة وفاق وطني هو ما يجب أن يكون في السودان الآن وبأسرع ما يكون.