هذه المرة دارفور على موعد مع التاريخ ، وهي لم تكن خارجه أبدا ً ، ولكن جولات التفاوض هذه المرة ليست ككل المرات بعد أن أعتلى أبناء فاشر السلطان ( مريخ الفاشر ) صهوة الممتاز عنوة ً واقتدارا ً ليسهموا في تكوين عرى ً جديدة من أواصر التعاضد والمودة بين مكونات الوطن الواحد ، فالرياضة تقود المجتمع وتزكي روح المحبة والتوادد ، لتسود ويحيون حياتهم بروح رياضية . عندما يحل الهلال والمريخ في ديار السلطان فهم في كنف النشامى أهل الجبرة والنصرة ، أهل المحمل والأوقاف والكسوة وسدنة المسجد الحرام ومسجد المصطفى صلوات الله عليه وسلامه ، فهو إن صمد وجاراهما فقد نال أجر المجتهد وإن نال شرف النديَّة أمامهما فقد فعلها أخ ٌ له من قبل هو أرسنال شندي ( أحفاد المك ) ، وإذا تفوق على أحد الزعيمين أو كليهما فإن لكل حادث ٍ حديث ، وحديث السلطان لا يمحوه من هم دونه ، ولا يستأنف إلا بين يديه ، أما حين يلتقي السيدان ( أحفاد السلطان وأحفاد المك) بمجديهما فالفائز والمنصور لا يبطره النصر ، أما المنتظر لحين ميسرة فهو من أهل العزائم والإصطبار وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم . منازلة أحفاد السلطان لأحفاد المك هى إستدعاء للحضارات والصولجان والمجد ، الفاشر ستفتح ذراعيها ترحيبا ً بأهل شتى بقاع السودان ، تستقبلهم بالكرم المعهود والكف الممدود والبذل المشهود ، أهلها أهل اللسان المعطر بالقرآن والمجد المؤثل بالصولجان والفطرة المتوَّجة بالإحسان . إضافة ً لفرسان إفريقيا الثلاثة ، سيستضيف السلاطين عشرة آخرين من غيرهم ، من الخرطوم وأمدرمان و مدني والحصاحيصاوعطبرة وكادقلي ، يستضيفون الأمل والأهلي من عطبرة ، والأهلي والإتحاد من مدني ، الهلال من كادقلي ،النيل من الحصاحيصا ،الخرطوم الوطني والأهلي من الخرطوم ، والموردة والنسور من أم درمان . ممثلا ً في تلك الفرق ، يكاد السودان يكون كله حضورا ً هناك إلا من إستعصى عليه الصعود لدوري الكبار لقلة الزاد أوضعف الإعداد ، أو تزاحم الأضداد ، خط القضارف – كسلا – بورتسودان أصبح خارج المنظومة مؤقتا ً لعدم وجود ركاب . الرياضة تفعل ما لم يفعله الآخرون لأنها تأتي للناس من باب المحبة والتراضي والقبول بالآخر ، من شأن الرياضة أن ترسى دعامة قوية في بنية السلام والطمأنينة بين فئات المجتمع في دارفور كلها ، المبدعون من الناس هم من يصنعون الفرق ولحظات تلاقي تغير التاريخ ، أبناء فاشر السلطان على خطا السلطان علي دينار شموخا ً وطموحا ً وعزة ً ورمزا ً ليس لأهل السودان فحسب ولكن لعموم أهل القبلة ، أبناء فاشر السلطان منوطا ً بهم إعادة دارفور سيرتها الأولى ، بين الناس ، مستلهما ً قول الشاعر : قد فوضوك لأمر ٍ لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ِ نأمل أن ترتفع رايات أبناء فاشر السلطان في الجوار الأفريقي وفي المحيط العربي لتكون إنعكاسا ً لصورة دار فور الجديدة . 31 يناير 2013