بعد ان قرر الجنوب مصيره واتجه صوب افريقيا تاركاً وراءه كل مايقال انه عربي اسلامي فاتحاً اذرعه للاخوة الافارقة بالذات الذين نحن معهم في منظومة واحدة ما يسمى بدول شرق افريقيا لاحتضانه، كنا كجنوبين نعتقد بان ذلك يفرح اخوتنا الافارقة لاننا بعد نضالات كثيرة عدنا للعمق الافريقي، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً لا ادري بيد من تمت الامور بهذه السطحية والابتزاز والاستغلال، ايضاً وكيف يتناسى السادة وضع جنوب السودان الحساس عبر تاريخه الطويل رغم ما فيه من دماء وما فيها من فرض للغة وثقافات شاترة وان يقتنع انه عربي واسلامي قح ويتناسى لونه وشعره القرقدي وانفه الافطس وموروثاته الثقافية، من ما جعله يحس بان ثمة حالة انفصامية موجودة في الامر. نعود الى الاخوة الافارقة الذين يريدون استغلال هذا الوقت الحرج، وقت الفوضى ونوم ضمائر السودانيين الجنوبيين وعدم مبالاتهم بما يسببه هؤلاء لمواطنيهم من اذى، فجو فيه المواطن مصاب بحالة من الصدمة وعدم مقدرة على تفسير ما يحدث حوله مع زجه في سياسة تقشفية هو اصلا يعيشها من فجر الاستقلال (استقلال السودان القديم) وحتى مر عليه استقلال آخر ولم يتحسن فيه وضعه رغم كل الادعاءات، كل ذلك تسبب بان تمر الكثير من المياه تحت الجسور، جمهورية جنوب السودان الان هي قبلة لكل مجرم وكل من لديه افكار شيطانية قديمة او طازجة قبلة لغسيل الاموال ومكب لنفايات العالم من الاغذية والملابس القديمة المستعملة يقال له بعربي جوبا (الى وارا)، وسوق رئيسي لاستهلاك البيرة والمخدرات مثل الهريوين والكوكايين يستخدم لفئة الشباب، هذه آخر مأساة قرأتها في صحف هذا الاسبوع، ومخبأ للمجرمين والقتلة المأجورين، من يفعل كل ذلك ؟ انهم اخوتنا الشرق افريقيون، هذا استقبالهم لنا وترحابهم بنا، واصبحت تدخل جرائم اغتصاب الاطفال الدخيلة على المجتمع الجنوبي وذبح الكلاب سرا وبيعها للمطاعم تخيلوا قوة عين هؤلاء ؟، لا توجد جريمة ترتكب اليوم ولا يكون الفاعل اما يوغندي او كيني او حبشي بالاضافة لجنوبيين فاسدين طبعاً، اصبح الجنوب كطفل هرب من جو اسري طارد واصطدم بشارع قاسي ولايرحم ويستغل نقاط ضعفه. قيل ان هناك مقولة قالها الرئيس اليوغندي ولكني بصراحة لم اسمعه بنفسي، قيل انه قال : اشكر دولة جنوب السودان لانها حررت يوغندا من كل مجرميها، والان انهم يترعرعون في رحاب دولتنا المرحابة فاتحة حدودها لكل من هب ودب ولكل شئ يدخل بامر الدفع تحت الترابيز (الرشاوي) وبالتأكيد يعلم السادة كل ذلك ولكنهم في لا مبالاة بالأمر، ولم نصادف فعلاً او قولاً يكفينا شر كل ذلك حتى انتشر تفسير واحد يردده حتى الجهلة وعامة الشعب هو تفسير مؤلم لمن يملك ضميراً حياً ويدعو الى ان يبكي هؤلاء امام شعب جنوب السودان طالبين المعذرة، ولكن لم يرد ولا واحد حتى بالنفي على هذا التفسير وانه وصلهم بالتأكيد، يقولون: هم ليسوا مبالين بما يصيبنا لان اطفالهم ونساءهم هناك في عواصم تلك الدول وعواصم دول اوروبية وامريكية واسترالية ويأكلون انظف الأكل ويتلقون احسن التعليم ويعيشون في آمن الاجواء. هذا تفسير جارح حد النزيف ولكن من يأبه. يمسك الاخوة الصوماليون على زمام الاقتصاد يمتلكون الصرافات ويلعبون بالدولار لعباً، اما الاخوة الاحباش فهم اكثرهم حتى علق لي صديق قائلاً: طلعنا من التهميش ووقعنا في التحبيش، يمكلون اغلب الفنادق المرتجلة واللوجات والبارات وربما تحت تحت بيوت الهوى واماكن المساج، وليس هناك مكان خصصه سادتنا لاقامة تلك الاشياء واغلبها في وسط الاحياء السكنية امام الاطفال والمراهقين وانصاف المتعلمين، أكشاك لبيع البيرة اكثر من الدكاكين، ولا احد يسأل ما هذا او لماذا او ما هو الاثر المستقبلي لكل هذا ؟؟؟، على حس الفهم الخاطئ لمعاني الحرية فالانفلات الامني والاخلاقي على قفا من يشيل. اما الاخوة اليوغنديون فيعملون في اي شئ يخطر على البال، من تزوير العملات مروراً بالقتلة المأجورين انتهاء بضرب المنكير للبنات، بناؤون وسائقو بودا بودا ( الدراجة الهوائية) يستعمل كوسيلة للمواصلات في جوبا رغم انه المسبب الاول للموت والاعاقات والحوادث المرورية ولكنه موجود وكائن وراسخ وفي ازيدياد دون تلميح بأن هناك حلاً يلوح في الافق للتقليل من عدد الحوادث المرورية، كأن سادتنا اتفقوا مع كل شئ يقلل من عدد الجنوبيين ويقصر عمرهم السكًر (القيادة بسرعة جنونية وارتكاب الحماقات ) – المخدرات ( غياب العقل )– الدعارة (انتشار الايدز+التهاب الكبد الوبائي) كل هذا موجود ويعلم به السادة ثم يتظاهرون بالمفاجأة عندما تأتي الاحصاءات من المنظمات، ويتحدثون للقنوات الاعلامية ويحضرون برنامجاً او اثنين للتثقيف بخطر تناول الخمور، والبارات اقرب من بيت الجيران والبيرة في متناول اليد وسعرها ينافس سعر المياه المعدنية وعادي يقول : الشباب بدل ما تشرب ميريندا اخير تشتري ( تاسكا ) البيرة الرخيصة والمشهورة في البلد واخريات كثيرة العدد والاسماء والالوان والمذاقات ونحن الكتاب ومجموعة من المثقفين نردد اسئلة مثل الحمقى: عن كيفية بناء امة جنوب السودان نتجمع في عدد من الوحدات، اسئلة عن اللغة التي تجمعنا واسئلة عن كيفية احياء اللغات التي تحتضر ؟؟؟ ولكن من هم الذين سيبنون هذه الامة؛ شباب يتم تغييب عقولهم عمداً وبايدي خفية حتى ولو تم ذلك تحت ستار انهم يختارون ذلك، لا..انتم ايها السادة من اخترتم لنا هذا لان كل شئ في هذا الوطن الجريح مسؤوليتكم، لنسأل بشكل مباشر: من هم الاخوة الاعداء؟ انتم بني جلدتنا حيث تتم كل هذه الاشياء تحت سمع وبصر وربما تسهيلات منكم ام الاخوة الافارقة الذين يعتبرون اننا مجموعة من الجهلة وتكالبوا لاستغلالنا بعد ان احتفلنا باستقلالنا؟؟! وللصالحين من ابناء وطني: استمروا في فعل احسن ما عندكم لا تحبطوا فانتم الفعل الحقيقي للتغيير.