في الذكرى ال 24 على ثورة الإنقاذ،ليست النتيجة كما قال نائب الرئيس الحاج آدم أن الدواليب أصبحت مليئة بالملابس بدلا عن "لبسة" واحدة كان يرتديها الفرد قبل الإنقاذ،كما أن عدد الكباري تضاعف،وزاد دخل الفرد وفي البال أن قرارا وشيكا برفع الدعم عن المحروقات سوف يمضي إلى التطبيق،لكن حتى لا يفهم الجميع حديث النائب خطأ،فإن النائب يبدو أنه لم يجد من الإنجازات إلا إمتلاء الدواليب،وأظنه يعي ما يعني،ربما هي الحقيقة الوحيدة التي وجدها النائب أمامه ليعدها إحدى الإنجازات المهمة بعد 24 عام. تزامنا مع الذكرى ال 24 للإنقاذ،نُشر قبل أيام قليلة استطلاع للرأي العام أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة،الاستطلاع أظهر أن 54% من السودانيين يرغبون في الهجرة خارج البلاد، 79% منهم بدافع تحسين الأوضاع المعيشية، و5% لأسباب أمنية،و 4% لأسباب سياسية،هذه النسبة التي تجاوزت ال 50% اقتنعت بأن الأوضاع بالداخل لن تسير إلى أفضل إن لم يكن إلى أسوأ،هذه النسبة تقريباً فقدت الأمل تماماً في العيش بكرامة في وطنها،ولو أن الواقع الصارخ ربما يُشير إلى أكثر من هذه النسبة،إلا أنها هي ذاتها ليست بالسهلة،الاستطلاع أجري في 14 دولة عربية هي، لبنان،الاردن،العراق،السعودية، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، موريتانيا، فلسطين، اليمن،الكويت، وليبيا، إضافة إلى السودان،كعادته أحرز السودان أعلى نسبة حسب المستجيبين في الاستطلاع. هذا التقرير الإقليمي الذي أجري على عينة محدودة ينبغي أن يُنظر إليه بعين الجدية من قبل الدولة التي نجحت نجاحا كاسحا في تهجير العقول والكوادر طيلة السنوات المنصرمة،للأسف هناك من يمتدح الهجرة وينظر إليها من باب اكتساب الخبرة والتجارب حتى لو كانت أبدية،في حين أن الطبيعي في كل العالم هجرة الكوادر يُنظر إليها باعتبارها مؤشر محبط للغاية في طريق الانهيار،السودان أيها النائب بعد 24 عام يفكر في استيراد مزارعين لإعمار الأرض التي دُمرت بأيدي أبناءه،السودان انقسم على نفسه خلال هذه السنوات ولا زال مهدد بالانقسام،والسودان خلال هذه السنوات تزيّل قوائم الفشل العالمية والإقليمية،وأصبح رمزاً مهماً للاخفاقات في منطقته،ايسألون أنفسهم بعد 24 عام كم عدد الحركات والمجموعات التي تمردت وأشهرت السلاح في وجه الدولة،وكم عدد جبهات القتال التي تدور الآن في السودان،وكم إقليم مهدد بالانفصال..لماذا لا تجري ثورة الانقاذ استطلاعا شفافا بعد ربع قرن على السلطة،حتى لو كان ذلك على مستوى عضويتها،قبل أن تجريه على المواطنين،وقطعا فإن النتيجة لن تكن كما يتحدث قادتها..السيد النائب النتيجة الفاضحة الآن هي أن الجميع يرغب في الهجرة،ليس لأجل الدواليب لكن للحصول على حياة كريمة كما ينبغي أن يكون..مثير للبكاء أن تكون ثورة الإنقاذ بعد ربع قرن إنجازاتها في دواليبها. = الجريدة [email protected]