قبل إمهال الجيش المصري حكومة مرسي 48 ساعة إزدادت عزلة النظام في مصر جماهيريا وتتناقل الاخبار تخلي قطاعات كبيرة من مؤيدي مرسي عن دعمه و مساندته وحركة المعارضة للنظام مرسي اصبحت في تنامي و عزز من موقفها انفراط عقد الامن في المدن المصرية واتساع دائرة الفقر و ازدياد الجريمة بينما بدأت ظاهرة التمكين المستوردة من جنوب الوادي تزيد من معارضة وعزلة النظام الذي اصبح غير قادر علي إدارة دولة مثل مصر الشعور بالدولة فيها يفوق بلدان العالم أجمع . علي الرغم قناعة الإدارة الأمريكية بذلك الا انهم يتعاملون مع نظام اخوان مصر بطريقة ختمية السودان (اشغل اعدائي بانفسهم ) انشغال الاخوان بالحكم خفف علي الادارة الامريكية الصرف علي مكافحة الارهاب الذي كانت تتبناه الجماعات الاسلامية المصرية التي تقف الآن في رصيف مغادرة المسرح بعد فشل تجربة الإسلام السياسي في المنطقة التي خدعوا بها الادارة الامريكية التي كانت تري انه من الافضل لمعارضيهم الكلاسيكيين الاسلامويين ان يكونوا في دست الحكم الذي يصيرهم اكثر خضوعا وولاء للادارة الامريكية كما هو الحال مع نظام الخرطوم الذي يتودد الامريكان في ابتذال و إنبطاح كل ما لاحت لهم فرصة الكل يدرك ويعلم ان نظام الخرطوم صار مستشارا للتمكين لحكم مرسي حيث بدأت وفود التمكينيين تصل تباعا الي القاهرة وصارت سفارة السودان كخلية نحل تستقبل وتودع في وفود التمكين والمتخصصين في ادارة بيوت الاشباح ومعسكرات التعذيب التي تم اكتشافها سريعا و تنشر الصحف المصرية والقنوات الفضائية تباعا افادات و وقائع تعذيب تعرض لها عدد من الناشطين وهو اسلوب المدرسة الايرانية التي ورثتها الانقاذ وتقوم بتصديرها الي شمال الوادي . قيام نظام حكم اسلاموي في شمال الوادي ينظر اليه انه بعد أمني واستراتيجي وملاذ آمن لاتباع نظام الانقاذ في حالة قيام انتفاضة شعبية سيما وان السودان و مصر صارا مربوطين بطرق مرور سريعة ومعبدة وصارت كل بلد عمقا استراتيجيا للاخر. غياب الديمقراطية ومصادرتها فى مصر منذ انتصار ثورة يوليو 53 جعلت من حركه الإخوان المسلمين تنظيم يتشرنق في الظلام بعيدا عن الجماهير التي هي كفيلة بفضحه كما فعلت ألان بعد انتصار الثورة. الجماهير المصرية في تصديها لحملات الأخوان المسلمين استصحبوا معهم فشل المشروع الحضاري للإسلام السياسي فى السودان والذي انتهي الي دوله فاشلة فاسدة لا يريدون تكرار تجربة السودان فى مصر لان من جرب المجرب ندمان. أخوان مصر لم ولن يستطعوا التغلغل في المؤسسة العسكرية المصرية للكثير من الأسباب وهم الجماعات المطاردة من قبل تلك المؤسسة فكان لابد لهم من الاعتماد علي صناديق الديمقراطية ليس حباً فيها ولكن قلبهم وعقلهم وحياتهم معلقة بالديكتاتورية والحكم المطلق بعد أن رفعوا شعار ألا سلام (سياسيا) لشراء العاطفة الشعبية التي تأكد لها زيف المشروع الاخواني من (قولة تيت). نظام مرسي جاء بطريقة ديمقراطية لا يختلف حولها شخصان ولكن ليحكم وفقا للدستور المصري والذي لا يجوز تعديله إلا بقوة البرلمان الذي لم يعد موجودا بعد حلِّه . التعديلات الدستورية التي لجأ إليها مرسي بعيدا عن البرلمان كانت أول انقلاب علي الشرعية التي يتباكي عليها أخوان مرسي الآن ولعلهم تلقوا شورة خربانة من نظام سوداني خربان جاء إلي الحكم عبر انقلاب علي الشرعية . حكم مرسي الذي مضي عليه العام ظل مهجوسا لأن يستمر طول الحياة كما أوحي لهم حكام السودان الذين لا يعترفون بديمقراطية او تداول سلمي للسلطة وأن الفرصة لا تلوح الا مرة واحدة لتغتنم مدي الحياة وحكام السودان هم أصحاب نظرية فقه الضرورة وأدب الخداع في ان يذهب البشير الي القصر رئيسا والترابي إلي السجن حبيسا .نظام مرسي كان مبيتا النية للحكم المطلق مدي الحياة ولكنهم يختلفون عن أخوان السودان الإنقاذيين الذين تطفلوا علي الاقتصاد القومي ردحا من الزمن وتعاونوا مع نظام الديكتاتور المخلوع نميري حتى ورثوه ولم تكن إدارة الدولة بالنسبة لهم تعني ،سوي تعطيل الدستور وتمكين الحكم ووضع اليد علي كل البلاد باشاعة الارهاب واراقة كل الدماء حتي صار شعارا يتغنون به في السودان . لكل بلد ظروفها الذاتية التي من المفترض ان لا تكون شبيهة بباقي البلدان وما حدث في مصر من تدخل الجيش وامهال حكم مرسي 48 ساعة للوصول الي حل يحتوي ازمة الحكم ، يعكس بوضوح ضعف حكومة مرسي و مرجعية المرشد الذين جاءوا خلال عام واحد ارادوا ان يتمكنوا مطلقا من حكم البلاد التي تعيش في فوضي قد تغري بإنتهاك سيادتها سيما وان مصر من دول المواجهة وما يحدث من فوضي من الغباء أن لا تستغله إسرائيل التي تري في حكم الاخوان ان همهم الوحيد الوصول الي كرسي الحكم وانهم افضل من يتعاون مع الصهيونية العالمية كما فعلوها ايام العدوان الثلاثي نكاية في حكم عبدالناصر . يتداول السياسيون والمثقفون باهتمام بالغ هذه الايام تدخل الجيش في الاطاحة بحكم مرسي من وجهة نظر ان ذلك مجرد انقلاب علي شرعية مرسي ولم يستصحبوا انقلاب مرسي علي الشرعية بالتعديلات الدستورية وما يجري في مصر في السابق قبل دخول الجيش ماهي ‘إلا محاولة انقلاب لاخوان مصر لم يكتب لها النجاح للانفراد بحكم البلاد بالشكل المطلق وطيلة فترتهم في الحكم كانوا يدبرون لذلك فهم في واقع الامر جماعة تعترف بالديمقراطية والحرية التي تحملهم الي مقاليد الحكم ثم ما يلبثوا حتي ينقضوا عليها . البعض يري ان ما حدث انقلاب وهم مجموعة تناقش الأمر بمثالية من واقع الارث التاريخي للحركة السياسية السودانية التي تدين الانقلابات العسكرية . في مصر العامل الذاتي تحكمه العديد من الاسباب التي لا تجدي مع جماعات فلسفتها في الحكم غير ديمقراطية ولا تعترف بتداول الحكم بعد ان يؤول اليهم .لابد من استصحاب فهم و نوايا الاخوان الذين خلقوا عداوات مع كافة افراد المجتمع الذي لا ينتمي لهم وطيلة فترة حكمهم لم يحققوا او ينجزوا برنامج جماهيري شعبي يسجل في (ميزان حسناتهم ) وظلوا طوال العام في تهديد ووعيد واختطاف وقتل وترويع للمواطنين الآمنين لا يأبهون باي دستور او قانون فكيف اذا تحكموا مطلقا في البلاد؟؟. لا يمكن ان نقارن ما يجري في مصر بما يجري في السودان لان الجيش السوداني صار تحت سيطرة الحكومة والحزب وتطوله بانتظام قوائم الفصل والابعاد وهذا تم في اطار التمكين منذ البيان الاول ولو كان السودانيون يعلمون بما سيئول اليه حالهم في ظل انقاذ 24 عاما لما ترددوا بقبول اي قوة في الارض تزيح عنهم هذا الكابوس فما بال اخوتنا المصريون الذين ملأوا الشوارع في كل المدن وعبروا بشكل تجاوز حدود الاستفتاء الشعبي الذي اذهل الاخوان انفسهم وشعروا انهم مخدوعون في الشعب المصري الذي فشلوا في استرضائه و حكمه .الذين يطالبون باستفتاء الشعب علي حكم مرسي لن تكون النتيجة باقل من هذا الطوفان الجماهيري الذي احتل الشوارع و عطل الحياة في مصر وما قام به الجيش في مصر هو حراسة الشارع المصري وسيادة مصر من تنامي فوضي الاخوان الذين يتذرعون بشرعية لا يعترفون بها أصلاً وقد سبقهم سيف العزل،، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين والاخوان في مصر مطالبون بقبول رقض الجماهير لهم وما عليهم الا مراجعة انفسهم و مواقفهم من الديمقراطية و الحكم لأن بطريقتهم التي اتبعوها خلال العام لن يقدروا أن يحكموا بها مصر عبر تيم المرشد الذي اضاع فرصة ان يكونوا خير مثال لحكم اسلامي عصري يتفوق علي التجربة التركية ولكنهم آثروا ان يكونوا افشل اخوان في العالم العربي والاسلامي لن يثق فيهم أحد وأولهم الشعب المصري . [email protected]