*وتجرعت النساء القهر حتى صار بطعم العادية في حياتهن ...بل حتى استمرأت كثير من النساء طعمه ونكهته فصارت تسعى سعيا حثيثا لأن تلحق بركب (المقهورات) ... *حتى يرضى عنها الله والرسول (بفهم المجتمع وايقاعه) ....والذي يعني أن تدين المرأة بتخلفها وعبوديتها لاصنام محنطة يصنعها مجتمع يدير عقله الرجل ومصالحه التي ترتئي الا وضع للنساء الا في دور المقهورة (المستورة) ....في قالب مصنوع بمواصفات اجتماعية ونوعية واخلاقية يصعب الخروج منها. *تستقطع المرأة كل زائدة لا يحبها المجتمع في عقلها ونبوغها خوفا من مجتمع لا يحبها نابغة ولا عبقرية ...كما يستقطع ذات المجتمع كل ما يمكنه من قهر جسدها بعيدا عن(الشهوة) و... ....ليس هناك رجل يستقطع جزءا من جسده خوفا من ذاك لكن ملايين النساء يفعل لهن ذاك في طور التخلق والتكون الاول في حياتهن وهن طفلات بين الخامسة والثامنة من اعمارهن....لأن مجتمعا باكمله يريدها هكذا (طيعة ومنساقة ) ...(مفعول بها ) ...(لا ..فاعلة ) ...أو هكذا يفكرون. *وفي بلادي قهر النساء جزء من المهمة البوليسية لحكم مستبد وفاسد ؛ حيث يتميز على ما اعتادته المرأة من قهر وتحقير اجتماعي وتاريخي ....بمؤسسة كاملة لقهر النساء مكتملة الاركان من قانون وشرطة وقاضي ومحكمة هي منظومة (النظام العام) *والخميس الخامس والعشرين من هذا الشهر انعقدت محكمة قتلة الشهيدة عوضية عجبنا ..التي اغتالتها شرطة النظام العام قبل عام وربع العام امام منزلها في الديم ...متزامنا مع هذا التاريخ نشرت صحيفة حريات تقريرا عن انتهاكات هذه الشرطة بمسمى هذا القانون ضد بائعات الشاي والاطعمة تحدثت فيه ضحايا هذا القانون عن اغتصاب يتم لهن داخل حراسات الشرطة ومن قبل بعض منتسبي الشرطة ..بل وهناك من تحدثت عن تناوب في الاغتصاب بشكل جماعي ... *وماخفي كان اعظم عن قهر النساء بالقانون وبالشرطة وبالمحكمة هذا غير ما يرزح على كتفها من قهر وظلم اجتماعي على مر العصور ... *من أجل كل ذلك قلنا ونقول ...لا لقهر النساء ..وهي مبادرة بدأت ونمت وكبرت ولن تتوقف ....خرجت للشارع لمناهضة قانون النظام العام والعنف المنظم من الحكومة تجاه النساء .... كتبت المذكرات للجهات العدلية لالغاء قانون النظام العام ...وقفت في تظاهرات سلمية منددة بقهر النساء عبر قانون النظام العام .... لبست عضواتها الحداد حزنا على انفصال الجنوب الذي اذلت كثير من نسائه بقانون النظام العام ..خرجن للشارع في مظاهرات احتاجاجا على ارتفاع الاسعار وصعوبة الحياة على كل شرائح النساء ..عملت على توحيد قضايا النساء في كل انحاء السودان فعملن في قضايا نساء دارفور وجبال النوبة والخرطوم وغيرها .....لاقت عضواتها ما لاقت من تنكيل من السلطات والاجهزة الامنية واعتقالات وفصل من العمل وتضييق في رزقهن ومحاولات اغتيال الشخصية معنويا واخلاقيا ....الا أن كل ذلك جعل صوتها يعلو ويعلو...رفضا ومقاومة ....بلا لقهر النساء!