الغرق الانقاذى و الطوفان الاجرامى !! دعونا جميعا نترحم على كل الارواح التى ابتلعتها مياه السيول والامطار وايماننا بان الامر المسطر لامهرب منه فقد نفذ فسار الى قدره المحتوم بعض من اهلنا ولم تبقى لنا غير دموع وداع نسكبها الما على فراقهم عسى ان تبلل ماقينا بعضا من الاحزان الكامنة . فنسأل الله لهم الرحمة وواسع المغفرة ولذويهم الصبر الجميل فالحمد لله الكريم الذى يعطى قبل ان نساله ويعلمنا ايضا كيف تكون الحياة باخذه ويمتحننا ايضا بعطائه وفضله فلله الحمد اولا واخرا.... تعلمنا الغرق بشتى ضروبه ومعانيه غرقت بلادنا اقتصاديا بسبب الدمار الذى لحق بالبنيات التحتية فيها ودمرت الانقاذ كل المشاريع التى كانت تساند المالية فسياسة الحكومة المتضاربة الغير مدروسة وتشعبها فى مجالات الصرف الغير سليم فى بنود وزارات فارغة المحتوى والتوسع الفضفاض فيما لا طائل منه فاصبحت تمنح اذنابها عطاء من لا يملك لمن لايستحق حتى اثرت جماعاتها وحاشيتها بل تركت لها الحبل على القارب فنهبت بدون رقيب او حسيب وتركت الشعب غارقا الى اذنيه فى الفقر. اننا لم نغرق فى السيول وحدها ايها السادة ولكننا عرفنا معنى الغرق الحقيقى منذ ان عرفتنا الانقاذ وليته كان غرق امطار او سيول فقد انقذتنا الانقاذ من النجاة الى الانحسار ومن النجاح الى الفشل ومن الوحدة الى التشتت ومن الاستقرار الى الزعزعة والضياع الى ان بلغت بنا اقصى مراحل الانحدار والاحتضار ثم الغرق المستمر. اوغلت بنا هذه المشئومة الى قاع سحيق من الدمار الاخلاقى والاجتماعى والاقتصادى والسياسى فعرفنا طوال سنوات حكمها الاختناق غرقا . وبذاك القدر الذى بلغنا فيه خط الانحطاط فى الفقر فقد مارس السوق الانقاذى والذى بيدهم زمام امره ابشع انواع الانفلات فى الاسعار لتظل جيوبهم هى المستفيد الاول وهكذا يغرق المواطن السودانى فى طوفان الغلاء المتفلت وتقتل بذلك كل امكانياته البسيطة ليبقى مشلولا مدمرا مثقلا بالاحباط. ولم يتركوا الجنيه السودانى ينعم بعافية تمكنه من استرداد موقعه او حتى يتنفس الصعداء ولو الى حين فاطلقوا فى الاسواق اتباعهم ليشتروا الدولار من الاسواق ليجففوا البلاد من العملة فتستمر الازمة ويتصاغرمعها ويتقزم الجنيه المغلوب الى ان غرق فى خضم طوفانهم الاجرامى وفطس تماما واصبح جيفة لاوزن لها ولاقيمة. وامتدادا لتلك الروح الاجرامية والخلا عادتو قلت سعادتو لم تسلم حتى الاغاثة الاغاثة للمتضررين من السيول فقد طالتها كروش بعضهم فدخلت فى طوفان الانتهاب لتعرج الى حساباتهم الخاصة ...وكما قيل من أمن العقوبة ساء الادب. منتصر نابلسى [email protected] - - - - - - - - - - - - - - - - -