يطرح تحالف الأحزاب (الإسلامية) بزعامة المحامي أمين بناني نفسه بديلاً للنظام القائم. ويقال أنه مؤلف من(23) حزباً سياسياً. وهو قوة مؤثرة – حسب تصريحاتهم- في المسرح السياسي السوداني وله وجود وحضور في الساحة وحراك حول كثيرمن القضايا الوطنية. وهو البديل المناسب لتحالف الإجماع الوطني وحزب المؤتمر الوطني الحاكم عندما تتزايد احتمالات انتقال حزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي إلى خانة أحزاب الحكومة. ومن حق قوى الإسلام السياسي أن تحلم كما تشاء، لكن شعب السودان يعلم تاريخ هذه الأحزاب ومتى نشأت وكيف تأسست. وفوق ذلك كله فإنه يعي تماماً أن معظمها أن لم يكن جميعها قد خرج من رحم الجبهة القومية الإسلامية والمؤتمر الوطني الحاكم وهي تعمل بدعم وسند منه. ولهذا فإن أحمد وحاج أحمد هما ذات الشخص الذي يريد أن يغير وجهه ببعض المساحيق ويعتلي خشبة المسرح ليمثل الدور المرسوم له من قوى داخلية وأجنبية. هذه الأحزاب الثلاثة وعشرين لا يجمع بينها أي رؤى أو برنامج سياسي مشترك سوى حديث عام عن(الإسلام هو الحل) في وقت اختلفوا فيه حول الدستور الإسلامي. وأدعى كل منهم أن إسلامه هو الإسلام الصحيح وإسلام الآخرين باطل. فكيف يستقيم عقلاً أن يتفق هؤلاء الذين اختلفوا ويختلفون في الإسلام نفسه على برنامج لينقذ البلاد من أزمتها الماثلة. كل هذه الأحزاب لم يسمع لها الشعب صوتاً. ولم يتبين لها موقفاً واضحاً دفاعاً عن قضاياه ومطالبه العادلة. عكس ذلك، معظمها وقف إما متفرجاً أو داعماً للزيادات في الأسعار، ولم يستمع شعب السودان لأي صوت ضد الزيادات المزمع إدخالها الآن على البنزين والقمح والكهرباء. لم يرتفع صوت معظم أحزاب الإسلام السياسي هذه ضد مشكلة ومآسي دارفور، بل لعب معظمهم دوراً داعماً للحرب منها وأسهم في اغتصاب النساء والفتيات القصروضرب القرى بالقنابل بالطائرات وإحراق المزارع؛ بل حتى المساجد والكنائس والمستشفيات ودور العلم. لم يحركوا ساكناً في جميع هذه القضايا. عكس ذلك وقف بعضهم بقوة لإنفصال الجنوب وطالب بشن حرب عليه لإسقاط الحكم فيه بقوة السلاح. ولازالوا حتى بعد الإنفصال يقفون عقبة كأداء ضد خطوة تتخذ ليطبع العلاقات بين الشمال والجنوب بوقف النزاعات والصراع والحرب. لقد كرَّس دعاة الإسلام السياسي هؤلاء كل دعاياتهم ضد الديمقراطية وحرية الرأي الآخر والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة، بدليل أنهم لم يدلوا بتصريح واحد ضد المعتقلين السياسيين من مختلف الأحزاب المعارضة ولم يفتح الله عليهم بكلمة صدق ضد موقف الحكومة من إيقاف الصحف ومنعها من الطباعة والتوزيع كما حدث لصحيفة (الميدان) الناطقة باسم الحزب الشيوعي وصحف أحزاب أخرى مثل المؤتمر الشعب. ومنع العديد من كتاب الأعمدة من الكتابة في الصحف لمدد طويلة. عندما ألمت كارثة الأمطار والسيول بشعب السودان في مختلف ولاياته وهدمت المنازل ومحت قرى وجزر بأكملها من وجه الأرض، لم نسمع شيئاً من هذه الأحزاب يدين موقف السلطة الحاكمة التي أعلنت اعترافها بأنها أخطأت بعدم إخطار شعب السودان منذ وقت مبكر بالكارثة رغم علمها بها. واعترفت أيضا بأن (90%) من المنازل التي انهارت تم تخطيطها رسمياً في مجاري السيول. وأن أخطاء هندسية فادحة صاحبت تخطيط الشوارع والجسور والمصارف. فأين أنتم من كل الذي حدث؟! انصرف (علماء) وأحزاب الإسلامي السياسي هؤلاء في قضايا هامشية مثل عدم لبس شابة (للطرحة) وبذلت كل جهد إعلامها لمحاكمتها، ومطاردة الأخريات بقانون النظام العام. هذا هو برنامجمهم الذي لم نقرأ ولم نعرف لهم برنامجاً آخر غيره. فهل هذا هو الذي سيحل أزمة الوطن! الإسلام السياسي، لم ينجح في أي بلد من بلدان العالم العربي والإسلامي في حل أزمة الوطن، بل فاقم منها زادها اشتعالاً. فنحن نعلم أن همهم ليس قضية الوطن، بل كل جهدهم مبذول للإستيلاء على السلطة واقتسامها بينهم وكل يعمل ليكون النصيب الأكبر له. وبهذا فإنهم يدقون أول مسمار في نعش طموحاتهم وأحلامهم الزائفة. هذا الخليط المتنافر دينياً وسياسياً ويستبطن كل فرد أو فصيل فيه طموحاته الطبقية ليس جديراً بحل أزمة الوطن. معظم هؤلاء كانوا إما قريبين من السلطة وأعضاء في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أو أعضاء في مجلسه الوطني ويريدون إحلال مكان الحزب الحاكم. نحن في الحزب الشيوعي نوجه السؤال للسيد أمين بناني رئيس هذا التحالف، إن كان دوره داخل المجلس الوطني وهو عضو فيه، مخالفاً لأي قرار اتخذه الحزب الحاكم. والسؤال موجه لجميع المنضمين لهذا التحالف بما فيهم الذين يغيرون(جلودهم) في كل منعرج سياسي مثل المحامي غازي سليمان الذي ذكر أن تحالف قوى الإجماع الوطني بات في غرفة الإنعاش وهذا يفتح الباب أمام تحالف القوى الإسلامية؟! أننا نؤكد لكم مرة أخرى أن الإسلام السياسي الذي حكم السودان قرابة ربع قرن من الزمان فشل فشل ذريعاً، حتى عندما بلغت أزمته الاقتصادية تحليل التعامل الربوي، ونهب وتجنيب أموال الشعب بما فيها دعم الإغاثة المالي والنوعي للمتضررين من السيول والأمطار، ولم تترك خصخصة جميع المؤسسات الزراعية والصناعية شيئاً لكم من(الكيكة) التي تحلمون بتقسيمها. كشف شعب السودان مواقفكم جميعاً من هم في الحكم أو في المعارضة الشكلية للنظام. ووعي الدرس تماماً وسينهاكم جميعاً وسيطيح بهذا النظام وسيختار البديل من بين صفوفه، وسيمسك هذه المرة بكل قوة ببرنامج البديل الوطني ولن يفرط في السير في تنفيذه حتى آخر المشوار مما بلغت التضحيات. وتأكدوا أن سرقة انتصارات ثورة أكتوبر وانتفاضة مارس/أبريل لن تتكرر هذه المرة. الميدان