أول ما رأيت من بحارٍ كان بحر سواكن .. ( قالوا اسمها : سبعة جِن .. حُرّفت و حرفت حتى آلت إلى سباجن .. سواكن ) .. أظنني كنت ثملاً رؤيتئذٍ .. و لأسبوعين من بعدها ظللتُ و البحر متلازمين .. أكلت محاراً مخاطياً مع الخواجية التي تحب البنقو و البحر و تسكن جحراً مبتنىٍ من أحجار مرجانية و طحالب . طفلتها " لوتس " : سمراء . قالت بان والدها حبشيٌ مجنون .. وضع الطفلة نطفة عندها ، ركب البحر ثم لم يعد . فأول ما رأيت من بحارٍ كان بحر سواكن .. قلتُ . كبير كان و أزرق أزرق .. شتاءٌ و بحرٌ .. و سواكن . ثم أن الليل في بحر سواكن عامرٌ بالإرتطامات .. البحر يرتطم بأحجار الشاطيء .. يرتطم الموج بالبحر .. ترتطم المراكب و السنابك العتيقة بعضها ببعض ، و بالموجات .. ترتطم رائحة العفونة البحرية بخياشيم الدنيا .. الجن السبعة يرتطمون بالحكايا .. أرتطم أنا برأسي .. و أرسم كمن يستبق شيئا .. و بحرٌ .. و النمش على صدر الخواجية المسطولة و عيناها المنكستان كشراع طُوِي . رأيت كثير بحارٍ من بعد .. لكنها بلا نمشٍ و لا قواقع مخاطية و لا " لوتس " .. فالبحر سواكن ..