10 نوفمبر، 2013، الساعة 02:25 صباحاً يرف هناك ، على حافة الجسر الحديدي الصديء ؛ يستقبل النيل بقميصه المفتوح حتي المنتصف . فراشة يرفُّ كانَ . يستغرقه تماما ذلك التماس القديم بين شفة الموج .. ووجنة الأفق . سأمتُ فقلت : كفاك تحليقاً .. تحدث إليّ . أهملني و غنّى - صوته في الليل : شجرٌ وبحرٌ .. و سماء المساء :جَدْيَ العزاز الجيدو قزاز .. يا عزاز أنا نومي خزاز .. جَدْيَ العزاز من شَبِّ هضيم .. جَدْيَ العزاز لا جوع لا ضيم .. جَدْيَ العزاز ماهوْ النضِّيم .. جَدْيَ ال ...... بغتة غطّانا ليل ؛ ثلاثتنا تبللنا بأقداس النهر القديمات ، وخرجنا من عباءته بذات بللنا : نشيداً . ..... هواء أكتوبر يلثم ليلئذٍ وجه حبيبتي الخرطوم ، ماء و بَرَداً كان .. في عامنا الهشيم ذاك . ظللنا : يرفُّ هوَ .. وأحجلُ أنا .. والطريق نشوة . ..... ( شارع الخور ) فارع الطول ؛ مُستلقٍ كان . صَعَدتهُ أقدامنا حَبوا . عاد يرف بين حافة الأسفلت غير المنتظم و خور الديم الكبير . فراشةً عاد - كعادته - : قُتّ لي الوجود صورة وهمية في خيال الخالق ؟ الوجود عديل كده ؟؟ .. دي واحدة من سخانات راسك يا وَهَمْ .. مسغفاتية دايشين .. صوره وهمية ؟ .. نحنا ؟ .. هييييءءء ، و إنتو ؟؟ : جيب سجاره . مُتَقّل أمبارح ؟ - ثم ضاحكاً - راحت عليك يا أصلي .. دَقَسْتَ ، مَن خلى عادتو قلّت سعادتو . رَفّ .. رَفّ ، ثم أراح ذراعه الجناح حول كتفي ، فاحتميت بالحميمة منه إليَّ . قال : تعرف يا صاحبي .. إلهك أب رامات ضاربة ده بيكون حلم بينا عشانها هيَّ . قلت لي نحنا اسمنا الوجود ؟؟ ظابطة يا معلم . خليني أوريك طيب .. عشان الزولة دي ح يفضل إلهك ده يحلم .. لأنه ناقش إنه ده شغل تاني . كَبْ ما حصل . عارف .. لأجلها تعود للأشياء أشياءها و دفئها و قيامتها الرابطة بصمة خشمها .. و تستدير الأرض إلي أول سيرتها ، عنصراً طيباً .. طازجاً ترياناً .. يادوبك نقاط بِكِر مارق من رحم التخلّق . البت دي .. بِت من حليب ربنا . حبيبتي أنا ياخ .. فهمت ؟ .. يا داقس . وجهه الآن - أيضاً - يرف. ..... الليل ليلك يا خرطوم .. ثلاثتنا كنا لو تذكرين .. أنتِ و هو: ترِفَّان . وأنا .. أحجلْ . ..... ثم أسرفَ : لمثلها يا صاحبي يشعل ( عمك صِديق ) رتينة ( عربية الباسطة ) فتبُق شايلة باقي الليل . و يبيع لمثلها عمك ( ود اب شعر ) أشهى أفوال الحي . ولها يعزف ( عوض دوكة ) في آخر الليل نشازاً بديعا بالعود اب تلاتة اوتار . وتزغرد ( أم النقير ) لها طويلا في أعراس الحي . ولها يصلي جماعةً ( أولاد عبد الرازق ) في الناصية حتى لصلاة العشاء ، ثم يكسرون لليل صندله من بعدها . وأطالت ( بت المنى ) مسايرها لها ، مزقزقات مكركرات فضيات اللون . ولها يبيع ( بشير العوير ) القش برسيماً حزماً خضراً للقادرين و العدامى . ولها تترد بروفات ( جاز الديم ) من أول ابو حمامة و حتى مكتب البوسته اب شدراً غابة . لمثلها يا صاحبي تغدو بارفاناً عطن عفونة ( ميدان البقر ) و كترابته المثارة طوال الليل . ولعب ( التعايشة و الأمل ) في ( الليق ) من أجلها هي تحت لعلعة عمك الخزين . ولمثلها يبيع ( العم كع ) ألذّ تسالي خُلِق في الناريخ . و لها تستغرق الديوم ضحكة أثارها ( عوض كيته ) و اتبعها بالمفردات ذات العورة . ولها يؤم الناس ( عمك جعفر ) في صلاة الإستسقاء و فجريات رمضان . وأعاد دكتور ( علي فضل ) طلاء باب عيادته أزرق لبني ، من بعد أن رفعه مدماكين ، و أعفى أخضره الستة و ستين من الخدمة .. فقط لها . ولها حبلت ( عوضيه الزين ) بالصلاة علي النبي ، من بعد سنواتٍ عجاف - من بعد ثمان سنواتٍ عجافْ . وافترشت من أجلها ( أم الناس ) بضاعتها الطيبة ليلا للغرباء .. و ... ..... - خطونا المنهك / الثمل - كان الآن .. يشِفْ . رويداً تكف الخرطوم عن جناحها .. و تغفو . فينتصب حُزن . ..... هتفتُ به : يا ساريةَ .. الجبلْ . قال : سأمتطي الحريق .. فتعالْ . قلتُ : يا سارية ، الجبل الآن .. أو قال : يهاجر دمي .. أنا السندباد ، خيلي عارية إلا من صهيلها .. قلتُ : هو الجبل يا سارية .. فالتزمه . ولا دثار مزملٌ لك ، لا مدَثّر ؛ إلا ليل الخرطوم الصعلوك هذا فالتزمه . ..... في عامنا الهشيم ذاك .. كان ليل الخرطوم الأكتوبري مِقلاعٌ كبير .. ينتظر رمياً ، أو .... ..... " ليت الفتى حجرٌ.. يا ليتني حجرُ " عَبَرنَنا ( سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ) .. هو .. لفظه البحر جنوبا و ما عاد يرُفْ . سيدٌ هو الآن .. بياقةٍ منشاةٍ - لتوقف سقوط رأسه - و لسانٍ معوجٍ بلكنة استرالية . يبيع النقانق البقرية جملة في أسواق كانبيرا . آواها هي الحلم إلى جدارٍ غير ذي ظل ؛ تحلم بالنوارس والمد والجذر والمدن / الضياء البعيدات ؛ لتصحو على جوعها الأزل ، و جرسٍ مُعاق الرنين .. و : ( عندك الحصتين السادسة والسابعة .. يا أستاذة ) . ..... و .. سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ .. عدنا صورة في مخيلة الإله . ..... ( كليك .. Delete )